مرض "القوباء" الجلدي ينتشر بمخيم للنازحين في إدلب

تنتشر الأمراض الجلدية بمخيمات النازحين في محافظة إدلب شمال غربي سورية، كون معظمها يفتقر للبنية التحتية، ويعاني من شح المياه المطلوبة للنظافة الشخصية، إضافة لقرب المخيمات من مكبات القمامة، ما يجعلها عرضة لانتشار الحشرات الناقلة للأوبئة.
ومن بين الأمراض الأكثر انتشارا "القوباء"، والذي سجلت إصابات به في مخيم "الدويلة" بالقرب من مدينة سلقين، ويؤكد مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، أن عدد الإصابات المسجلة في المخيم بلغت 10، وشفي منها 6، وبقيت أربع إصابات بانتظار التعافي بعد أن تدخلت إحدى المنظمات الطبية للسيطرة على المرض المعدي قبل تفشيه بين النازحين. 
 وبيّن حلاج أن انتشار هذه الأمراض سببه نقص كمية المياه التي يحصل عليها الفرد في المخيمات، إضافة لحفر الصرف الصحي والمجارير المكشوفة القريبة من المخيمات، ونقص مستلزمات النظافة الشخصية التي يحصل عليها النازحون، فضلا  عن بقاء النازحين لفترات طويلة في العراء.

وقال الناشط في مدينة سلقين عبد الغني العريان، لـ"العربي الجديد"، إن أمراضا جلدية عديدة منتشرة في المخيمات العشوائية، وعزا سبب هذه الأمراض إلى ضعف الخدمات وكميات المياه القليلة، خصوصا في مخيم الدويلة ومخيم الجمعية، اللذين يقطنهما نازحون من ريف إدلب الجنوبي، وعوائل من منطقة سهل الغاب.
وأضاف العريان: "هناك انتشار أيضا لمرض اللشمانيا الحشوية في مخيمات محيط مدينة سراقب، كما ينتشر القمل في بعض منها، فضلا عن كون مراكز الإيواء تعاني مما تعاني منه المخيمات المنتشرة في المنطقة".

صحة

التحديثات الحية

الأمراض الجلدية تنهش أطفال سورية اللاجئين

والقوباء عدوى جلديَّة تسببها الجرثومة العنقوديَّة الذَّهبية والجرثومة العقديَّة الـمُقيِّحة، أو كلتاهما، وتتشكل بسبب العدوى تقرحات جلدية ذات قشور صفراء، ويسبب أيضا طفحا جلديا يملؤه سائل أصفر في كثير من الأحيان، ويعرف المرض بسرعة انتقال العدوى، وتلزم مراعاة قواعد النظافة لمنع انتشاره. 
وأوضح النازح فؤاد إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، أنه من بين أسباب انتشار القوباء، وغيره من الأمراض الجلدية، قلة مواد النظافة التي تمنحها المنظمات الإنسانية على فترات متباعدة للنازحين، بالإضافة لنقص الاهتمام بأمور النظافة الشخصية، خاصة نظافة الأطفال.
وقال أحد نازحي مخيم الدويلة لـ"العربي الجديد": "المخيم فقير، والنازحون بحالة يرثى لها، ولا يمكن ضبط الأطفال خلال فترات اللعب، وهذا يسهم في نقل عدوى القوباء بينهم. نرجو أن يكون المخيم تحت نظر المنظمات الإنسانية على الدوام وليس فقط خلال أوقات الطوارئ. نحن مقبلون على فصل الشتاء، والأطفال عرضة للمرض بشكل كبير".

ويضم مخيم "الدويلة" نحو 100 عائلة، ويقع في منطقة وعرة، ويعاني النازحون فيه من مشاكل عديدة، وهم بحاجة لاستبدال الخيام، خاصة التي تضررت خلال العاصفة التي ضربت المنطقة خلال الشتاء الماضي واقتلعت عددا من خيامه.