مرصد صحي عالمي: لم نستخلص العبر من أزمة كورونا

26 أكتوبر 2021
يبدو أنّ العالم غير مستعدّ لمثل هذه الكوارث (إرنستو بينافيدس/فرانس برس)
+ الخط -

بعد نحو عامَين من ظهور فيروس كورونا الجديد، يبدو أنّ العالم لم يقم بتحرّكات كثيرة ولم يتعلّم من أخطائه، بحسب ما لفت مرصد للصحة العالمية، اليوم الثلاثاء. وندّد مجلس مراقبة التأهب العالمي، وهو هيئة مستقلة أنشأتها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، بالإخفاقات المستمرة في الاستجابة العالمية للجائحة.

وأوضح المجلس أنّه "إذا كان العام الأوّل من الأزمة الوبائية تحدّد بفشل جماعي في أخذ الاستعداد على محمل الجدّ والتصرف بسرعة على أساس العلم، فإن العام الثاني اتّسم بتفاوت عميق وفشل قادة في فهم ترابطنا والتحرّك على هذا الأساس". وشدّد التقرير على أنّ أزمة كورونا كشفت عن عالم "غير متساو ومنقسم وغير مسؤول". وكان المجلس قد أعلن في عام 2020 أنّ كوفيد-19 كشف إلى أيّ حدّ كان العالم غير مستعدّ لمثل هذه الكوارث، على الرغم من تحذيرات حول أوبئة كبرى لا يمكن تجنّبها.

ونُشر هذا التقرير في خلال القمة العالمية للصحة في برلين، ويأتي في حين يقترب عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بكوفيد-19 من خمسة ملايين عالمياً، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس". ونظراً إلى ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة مباشرة أو بشكل غير مباشر بكوفيد-19، قدّرت منظمة الصحة العالمية أنّ الحصيلة الإجمالية للوفيات قد تكون أعلى بمرّتَين أو ثلاث مرّات من خمسة ملايين. كذلك يأتي ذلك في إطار من التفاوت الكبير ما بين المناطق الغنية وتلك الفقيرة في مجال معدّلات عمليات التحصين. وكانت مديرة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو-إيويلا قد صرّحت في مطلع الشهر الجاري بأنّه من أصل ستة مليارات جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التي أُعطيت في العالم، 1.4 في المائة منها فقط أعطيت لسكان تلقوا اللقاح بالكامل في دول فقيرة.

وفي مقدّمة التقرير، أكّد الرئيس المشارك لمجلس المراقبة الحاج آس سي أنّ "التقدّم العلمي في خلال أزمة كورونا، خصوصاً سرعة تطوير اللقاحات، يعطينا دافعاً لكي نكون فخورين". أضاف الخبير السنغالي في المساعدة الإنسانية: "لكنّه يتوجّب علينا الشعور بعار شديد في مواجهة المآسي المتعددة؛ ادّخار اللقاحات والنقص الكارثي في الأوكسجين في الدول ذات الدخل المحدود وجيل أطفال حُرموا من التعليم وانهيار اقتصادات وأنظمة صحية هشّة". وتابع أنّ ملايين الوفيات الناجمة عن الوباء "ليست عادية ولا مقبولة، لكنّ ثمّة أدلة قليلة جداً للأسف على أنّنا استخلصنا العبر اللازمة من هذا الوباء". وشدّد الحاج آس سي على أنّ "آلاف الأشخاص ما زالوا يموتون يومياً، لكنّ كثيرين يتحدثون ويتصرفون كأنّ الوباء انتهى".

(فرانس برس)

المساهمون