مرارة النزوح تعيد سكان حي غويران في الحسكة إلى منازلهم رغم المخاوف الأمنية

09 فبراير 2022
عودة أهالي حي غويران النازحين (فيسبوك)
+ الخط -

تبدو الحركة حذرة في حي غويران جنوبي مدينة الحسكة، والذي عاد إليه سكانه بعد أكثر من أسبوع على نزوحهم بسبب العمليات العسكرية التي شنها "تنظيم داعش" على سجن الصناعة الموجود في الحي.

ويخشى السكان من إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية مجددا، أو توجيه اتهامات لهم بالتعاون مع "داعش"، فضلا عن عدم انتهاء تمشيط المنطقة بالكامل، لكنهم فضلوا التعامل مع تلك المخاطر على العيش كنازحين.

وقال خالد العبدو (50 سنة)، لـ"العربي الجديد"، إنه قرر مثل غالبية سكان حي غويران العودة إلى منزله لأنه لا يريد تكرار تجربة النزوح، لكن القلق ينتابهم خلال ساعات الليل بسبب انقطاع الكهرباء، بينما تكون الأجواء خلال النهار عادية، مضيفاً أن هناك عائلات ما زالت خائفة من خلايا داعش، أو تنتظر أن يتم تمشيط كامل الأحياء، وتستقر الأمور.
وقال أحد النازحين العائدين: "لم تكن رحلة العودة أسهل من رحلة النزوح، فقد خرجت مع عائلتي وسط دوي الانفجارات، وعدنا بسبب مرارة النزوح، حالياً نشعر بأننا مراقبون، ونخشى من إمكانية وجود عناصر لتنظيم داعش في الحي، وما زالت الأجواء متوترة، والجميع يلتزم المنازل خشية المشاكل، والدخول والخروج من الحي يخضعان لكثير من التدقيق".
وأضاف أن "جدران المنازل تظهر عليها آثار إطلاق الرصاص، وبعض المنازل خلعت أبوابها، وأخرى تم العبث بمحتوياتها، وغالبية السكان نازحون من محافظة دير الزور، خلال السنوات السابقة، ويعانون من الفقر".
وقال عائد آخر إلى الحي لـ"العربي الجديد": "عدنا لأنه لم يكن لدينا خيار آخر، فقد تم طردنا من وسط المدينة، وحالياً نشعر بأن كل سكان الحي إما متهمون بالانتماء إلى التنظيم، أو بالتعاون معه، رغم أنهم يقيمون في الحي منذ سنوات. الحياة شبه متوقفة، ولا توجد خدمات، وكثير من المتاجر مغلقة، وحركة الناس ضعيفة، وكثيرون يحاولون ترميم منازلهم المتضررة".

بدوره، قال عضو الهيئة التنفيذية في مجلس سورية الديمقراطية، ثابت الجوهر، لـ"العربي الجديد"، إن حكومة النظام تبث الشائعات لتخويف الناس، وإن "عمليات التمشيط تتم في أحياء حوش الباعر، وغويران من دون إزعاج للمدنيين، ولم يتم انتهاك حرمة أي شخص، أو سرقة منازل، والقوات التي قاتلت عناصر داعش في السجن من أبناء الأحياء المحيطة، وعناصر من داعش كانت مختبئة في منزل بحي الباعر، وقتلت اثنين من أبناء العشائر، والأهالي طلبوا من قوات "قسد" هدم المنزل فوقهم للخلاص منهم.
وبين الجوهر أن "سكان أحياء محيط السجن نزحوا إلى الأحياء الكردية، وليست هناك مشكلة عرقية بينهم، ومجلس عشائر المنطقة مكون من كافة القبائل والعشائر الكردية والعربية والآشورية وغيرها، وليس هناك تمييز بينهم".
وأوعز محافظ الحسكة التابع للنظام، غسان حليم خليل، السبت الماضي، إلى الشرطة بطرد مئات من العوائل النازحة التي قصدت منطقة المربع الأمني بالمدينة على خلفية هجوم تنظيم داعش على سجن الصناعة بحي غويران.

المساهمون