مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إلى التركيز على اتفاق مكافحة الجوائح

27 أكتوبر 2023
لا بدّ من عدم العودة إلى دورة الذعر والإهمال التي عرّضت العالم للخطر (فرانس برس)
+ الخط -

لم يتعافَ العالم بعد من جائحة كورونا وممّا خلّفته على مختلف الصعد وليس فقط الصعيد الصحي، غير أنّ هذه الأزمة الوبائية العالمية التي اندلعت في أواخر عام 2019 لم تعد محطّ الأنظار، لا سيّما الإعلام العالمي والمنظمات، وسط أزمات أخرى وأحداث غير صحية استأثرت بالمشهد، سواءً أكان ذلك عالمياً أو في في نطاقات جغرافية أضيق.

وإثارة موضوع أزمة كورونا الوبائية لا تُدرَج في سياق الكشف عن تفشٍّ أخير لفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) أو أحد متحوّراته، ولا عن مناقشة الآثار الجانبية للقاحات المضادة لكوفيد-19، ولا عن تكرّر حالة "كوفيد طويل الأمد"، بل تأتي في إطار تجديد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مطالبته بالعمل على اتفاق دولي خاص بمكافحة الجوائح.

وأوضح غيبريسوس، الخميس، أنّ الأمر لا يتعلّق باحتمال قيام أزمة وبائية مقبلة أم لا إنّما بتاريخ حدوث أزمة من هذا النوع، مشدّداً على أنّه "لا يمكننا تحمّل تكرار أخطاء الماضي نفسها". وبـ"الماضي" يقصد ما تخلّل مواكبة جائحة كورونا ومكافحتها.

وتابع أنّه انطلاقاً من هذا، تتفاوض الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على اتفاق جديد لمكافحة الجوائح وعلى تعديلات خاصة باللوائح الصحية الدولية من أجل تعزيز الإطار القانوني للاستجابة العالمية للجوائح.

وألحّ غيبريسوس على أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي إلى دعم تلك المفاوضات من أجل التوصّل إلى خلاصة في الوقت المناسب، أي بحلول موعد انعقاد جمعية الصحة العامة لعام 2024 في شهر مايو/ أيار المقبل.

أضاف المسؤول الأممي أنّه "من أجل الأجيال المقبلة، يتوجّب علينا ألا نعود إلى الدورة القديمة من الذعر والإهمال التي جعلت عالمنا عرضة للخطر".

وكان غيبريسوس قد دعا الدول، في خلال جمعية الصحة العامة الماضية في مايو 2023، إلى إجراء الإصلاحات اللازمة استعداداً لوباء مقبل محتمل. وقال متوجّهاً إلى الدول الأعضاء في المنظمة: "لا يمكننا تأجيل الأمر"، محذّراً من أنّ "يكون الوباء المقبل قريباً". وتساءل: "إذا لم نأتِ نحن بالتغييرات اللازمة، فمن يفعل ذلك؟ وإذا لم نقم بها الآن، فمتى؟".

يُذكر أنّ الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بدأت حينها في البحث عن كيفية إصلاح القواعد الملزمة التي تحدّد التزامات الدول في حال ظهور تهديد صحي عالمي، إلى جانب صياغة اتفاقية واسعة النطاق للتعامل مع الجوائح من المقرّر التصديق عليها في جمعية عام 2024.

وفي هذا السياق، أعاد غيبريسوس التشديد أخيراً على أنّ ثمّة "حاجة إلى تغيير قواعد اللعبة حتى يمتلك الجميع فرصاً متساوية للبقاء على قيد الحياة عندما يحلّ التهديد التالي". وشدّد على أنّه "لا نريد أن يتكرّر عدم المواساة الذي سُجّل في خلال جائحة كورونا، ولا استئثار الدول باللقاحات، ولا وفيات الناس من جرّاء النقص في الأوكسيجين، ولا عمل العاملين الصحيين من دون مستلزمات حماية".

المساهمون