شدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الأحد، على وجوب التوصّل في المفاوضات الجارية حالياً إلى "اتفاق تاريخي" حول الجوائح، من شأنه أن "يُحدث نقلة نوعية في الأمن الصحي العالمي" وأن "يمثّل اعترافاً بأنّ مصائرنا متداخلة".
وفي افتتاح جمعية الصحة العامة، الجمعية العامة السنوية لمنظمة الصحة العالمية التي تُعقَد على مدى عشرة أيام في جنيف، قال غيبريسوس: "لا يمكننا ببساطة الاستمرار كما فعلنا من قبل"، بحسب ما نقل عنه موقع الأمم المتحدة بالعربية.
والمقصود بـ"كما فعلنا من قبل" الاستجابة لجائحة كورونا التي أرّقت العالم منذ نهاية عام 2019، عندما رُصدت الإصابة الأولى بفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) في الصين، وحتى يومنا هذا. صحيح أنّ منظمة الصحة العالمية أعلنت في الخامس من مايو/ أيار الجاري أنّ تفشّي مرض كوفيد-19 لم يعد يشكّل "حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً"، غير أنّها حذّرت في الوقت نفسه من أنّ الوباء لم ينتهِ.
LIVE: Opening of the 76th World Health Assembly with @DrTedros. #WHA76 https://t.co/RwqX5YGr98
— World Health Organization (WHO) (@WHO) May 21, 2023
وبدأت الدول الأعضاء في الوكالة التابعة للأمم المتحدة مفاوضات ترمي إلى التوصّل إلى اتفاق دولي لضمان عالم أفضل قادر على تجنّب الجوائح في المستقبل أو الاستجابة لها بفاعلية أكبر. وما زالت العملية في مراحلها الأولية، لكنّ الهدف منها التوصّل إلى اتفاق بحلول مايو/ أيار من عام 2024، موعد انعقاد جمعية الصحة العالمية المقبلة.
بالنسبة إلى غيبريسوس، فإنّ ثمّة ضرورة لاستخلاص العبر المؤلمة من جائحة كورونا الأخيرة، ومن أبرزها أنّه "ليس بإمكاننا مواجهة التهديدات المشتركة إلا باستجابة مشتركة". أضاف أنّ "هذه هي اللحظة المناسبة بالنسبة إلينا لنكتب فصلاً جديداً في تاريخ الصحة العالمية، ولنرسم مساراً جديداً للأمام، ولنجعل العالم أكثر أماناً لأطفالنا وأحفادنا".
وأوضح تيدروس أنّه في خلال أزمة كورونا الوبائية التي ضربت العالم بأسره، تبيّن أنّ العالم "يصبح أقوى عندما يتكاتف لمكافحة التهديدات الصحية المشتركة".
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمة وجّهها عبر اتصال بتقنية الفيديو عن أمله بأن تثمر المفاوضات الراهنة حول منع وقوع الجوائح والاستعداد والاستجابة لها، "نهجاً قوياً متعدّد الطرف يُنقذ الأرواح".
أمّا رئيس تيمور الشرقية جوزيه مانويل راموس-هورتا فقال إنّ "كلّ بلد سواء أكان كبيراً أو صغيراً، غنياً أو فقيراً، واجه صعوبات في إعداد استجابة ملائمة للجائحة". وتابع أنّ "هذا الأمر يذكّرنا بأنّه يتوجّب علينا أن نبني منزلنا قبل العاصفة وليس في خلالها".
(فرانس برس، العربي الجديد)