مدارس النازحين في رفح داخل خيم بدائية تتحدّى الحرب

15 ابريل 2024
مخيمات النازحين تتحدى الحرب رغم ضعف الإمكانات (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جميلة حلاوة وفريقها يقدمون التعليم لأطفال النازحين في مخيمات رفح داخل خيمة، متحدين الظروف القاسية بتعليم اللغة العربية، الرياضيات، والتربية الإسلامية باستخدام موارد محدودة.
- المبادرة التعليمية لقيت تفاعلًا كبيرًا من الطلاب وأهاليهم، معتبرين الخيمة فصلًا دراسيًا مؤقتًا يعكس إصرار المجتمع على استمرار التعليم رغم الصعوبات.
- حلاوة وزملاؤها يواجهون تحديات مثل النقص الشديد في الموارد وارتفاع درجات الحرارة، لكنهم يأملون في توسيع المبادرة لضمان استمرار التعليم ومنع خروج جيل أمي، معبرين عن إصرارهم على التمسك بحق الأطفال في التعليم.

داخل خيمة صغيرة في أحد مخيمات النازحين بمدينة رفح، تقدم المعلمة جميلة حلاوة دروسًا من منهاج فلسطيني للأطفال، رغم الظروف الصعبة جراء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر.

وبصمود وإصرار تصر حلاوة (41 عاما)، برفقة زملائها المدرسين، على مواصلة تقديم الدروس التعليمية للأطفال رغم غياب الإمكانات.

مخيمات النازحين واستمرارية التعليم في غزة

تلك الجهود التعليمية التي تبذلها المدرسة الفلسطينية وزملاؤها تهدف إلى الحفاظ على استمرارية التعليم في غزة، رغم ابتعاد الأطفال عن مقاعد الدراسة نتيجة الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الصورة
التعليم في مخيمات النازحين برفح (الأناضول)
التعليم في مخيمات النازحين برفح (الأناضول)

حلاوة، التي كانت مديرة "مدرسة مصعب بن عمير للبنات" قبل الحرب، تحاول ملء الفراغ الذي يعاني منه الأطفال جراء ويلات الحرب وما خلفتها، حيث يواصل المدرسون جهودهم بتفان وإخلاص، متحدين الصعوبات التي يواجهونها، وأبرزها نقص الإمكانيات وعدم توفر فصول دراسية وأدوات تعليمية.

مخيمات النازحين تتمسك بحق طلابها بالتعليم

لاقت مبادرة حلاوة والمدرسين استجابة وتفاعلا كبيرين من الطلاب والأهالي النازحين، الذين اعتمدوا على تلك الخيمة الصغيرة لتعليم أطفالهم.

داخل الخيمة، يصدح صوت المدرسة الفلسطينية وهي تعلّم الأطفال حروف اللغة العربية، فيما يتسابق الطلاب على نطقها واستخراج كلمات عربية مفيدة منها، مستعينة بسبورة صغيرة وطباشير لإعطاء الدروس للأطفال ضمن المنهاج الفلسطيني وتعليم الحروف، بالإضافة إلى تعليم قراءة القرآن الكريم بأحكامه ومعانيه.

تقول حلاوة: "جاءت المبادرة بعد رؤيتي لأحفادي وهم يمسكون بالقلم والدفتر ويتوقون للتعليم الذي تركوه بسبب الحرب على قطاع غزة"، مضيفة: "أعجبتني الفكرة وأعجبت بعض المدرسين، لذلك قمنا بمبادرة إعطاء الدروس للأطفال في المخيم وافتتحنا خيمة بسيطة باستخدام بعض الدفاتر والأقلام والطباشير".

الصورة
التعليم في مخيمات النازحين برفح (الأناضول)
يواصل المدرسون جهودهم في مخيمات النازحين برفح (الأناضول)

وتتابع: "حظيت الفكرة بترحيب من الأهالي في المخيم والطلاب والمؤسسات المحلية، وتم تقديم بعض الدعم الأولي لتأسيس الخيمة بشكل بسيط لتقديم الدروس للأطفال من الصفين الأول والثاني"، مشيرة إلى أنها تسعى بكل جهد رغم الظروف الصعبة لمواصلة إعطاء الدروس للأطفال ضمن المنهاج الفلسطيني، بهدف تجنب خروج جيل أُمّي.

وأوضحت أنها تعتزم فتح خيام أخرى في حال استمرار الحرب على قطاع غزة، بعد تدمير العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية في الحرب التي شنتها إسرائيل.

نقص الإمكانيات

وتحدثت حلاوة عن صعوبات تواجهها في الخيمة، مثل نقص المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية، والارتفاع الشديد في درجات الحرارة داخل الخيمة، حيث تفتقر لوسائل التبريد.

بدورها، تقول المعلمة ريهام أبو مطر، التي نزحت من شمال القطاع: "نعطي الدروس التعليمية بخيمة للأطفال في ظل الحرب ونقص الإمكانيات المتاحة"، مضيفة: "نريد أن يكون الجيل متعلماً وليس جاهلاً، لذلك نعطيهم دروسا باللغة العربية والرياضيات والتربية الإسلامية واللغة الإنكليزية".

وتتمنى المعلمة الفلسطينية دعم مشروع تعليم الطلاب في قطاع غزة الذين يعانون من ويلات الحرب.

الصورة
التعليم في مخيمات النازحين برفح (الأناضول)
تعليم رغم ضعف الإمكانيات في مخيمات النازحين برفح (الأناضول)

بينما تقول الطالبة ليان المجبر (16 عامًا): "انقطعنا عن الدراسة بسبب الحرب، واليوم عدنا إليها في إحدى الخيام التي تقدم دروسًا باللغة الإنكليزية والعربية وحفظ القرآن الكريم"، مضيفة: "الحرب قتلت الكثير من الأطفال وجعلتنا ننسى التعليم، والخيمة اليوم تعيد إلينا ما نسيناه من العلم"، متمنية أن ينتهي كابوس الحرب وتعود إلى مقعد الدراسة من جديد.

وأنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نازح، يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.

وتفتقر هذه المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفل ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ورغم مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".

(الأناضول، العربي الجديد)