تنتشر مخيمات عشوائية قرب الجدار الإسمنتي الفاصل بين تركيا وسورية، يفتقر فيها النازحون إلى أدنى مقومات الحياة وسط غياب أي مشاريع تنموية أو فرص للشغل تخفف عنهم وطأة المأساة.
ويوجد حوالي 20 مخيماً في ريف اللاذقية الشمالي الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، من اليمضية في جبال التركمان وصولا إلى عين البيضا وخربة الجوز في جبل الأكراد، وتؤوي هذه المخيمات نازحي الجبلين ومن قرى جسر الشغور ويقطنها قرابة 150 ألف نازح.
ويقول إياد الحردان، مدير مخيم "صلاح الدين"، أكبر مخيمات المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن معظم ساكني هذه المخيمات من الأرامل والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، ويعانون من ظروف صعبة مع ضعف الدعم الإنساني المقدم من المنظمات، وغياب أي مشاريع تنموية وطبيعة المنطقة الجبلية الباردة وقلة فرص الشغل لتوفير أبسط الحاجيات.
ويضيف حردان أن معظم هذه المخيمات أُنشئ في عام 2015 إثر الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا على المنطقة وتهجير سكان الجبلين. مردفا بأن معظم الخيام مغطاة بأكياس نايلون وأقمشة مهترئة لم تُجدَّد رغم الحاجة الكبيرة بسبب الأمطار الغزيرة في المنطقة.
"مخيمات منسية"
من جانبه، يصف عبد الباسط شيخاني، وهو نازح يقيم في مخيم عين البيضا، مخيمات ريف اللاذقية بالمنسية، مضيفا أنها تفتقر إلى كل شيء من ناحية الخدمات، كما أن فرص العمل ضعيفة جداً، الأسواق بعيدة والمنظمات غائبة عن هذه المنطقة منذ سنوات، بسبب اعتبارها "غير آمنة".
ويؤكد شيخاني أن معظم شبان هذه المخيمات هاجروا للعمل في تركيا أو حاولوا الوصول إلى أوروبا لإعالة أسرهم، لا سيما أن مساعدات المنظمات تقلصت كثيرا خلال الأعوام الأخيرة، وترك النازحون لمصيرهم بعد أن هُجّروا من منازلهم.
ولا يقتصر الأمر على الجانب المعيشي فحسب، بل يتعداه إلى سائر الخدمات من طبابة وصرف صحي ومياه، بحسب ما يؤكد الناشط الإعلامي في المنطقة أحمد خليلو في حديث لـ"العربي الجديد".
ويتابع خليلو: " تنعدم هنا أي جهود أو مشاريع مثل الصرف الصحي وشبكات المياه، وعشرات الآلاف يعتمدون على مركز صحي بسيط، ويضطرون لقطع مسافات طويلة تحت الخطر"، وأشار إلى حالة الطرق الطينية التي تزيد الوضع سوءا في الشتاء، وترسم ملامح البؤس في المنطقة.
ويتساءل بمرارة:" بعد 9 سنوات من النزوح، لماذا تبقى هذه المخيمات منسية ويترك آلاف النازحين في خيام مهترئة من دون أي مجهود لأي إدارات محلية أو منظمات أو حكومة محلية لنقلهم من هذا البؤس؟".