محمد رحمي: لا أرغب بالعودة إلى أفغانستان

02 يناير 2021
لا يتوقع الاستقرار في أفغانستان ( العربي الجديد)
+ الخط -

كغيره من اللاجئين الأفغان، ولد محمد رحمي وترعرع في باكستان، ويحبّ البقاء فيها، على الرغم من هشاشة وضعه المعيشي. لا يحبّ العودة إلى أفغانستان، لأنّه يعيش حالياً مع أسرته في أمنٍ واستقرار، ولا يتوقع أن يستقرّ الوضع في أفغانستان حتى لو نجحت عملية السلام هناك.
يقول محمد رحمي لـ"العربي الجديد": "الحياة في الغربة صعبة، فأنا أخرج في الصباح الباكر، وأجوب الشوارع وأصرخ بأعلى صوتي لأجمع من الناس أثاث المنزل القديم. آتي به إلى منزلي وأرمّمه. أبيعه لاحقاً للناس أو لمن يجمعون المخلّفات، وبهذا أكسب رزق أولادي. عندما أعود في المساء، أكون مرهقاً ولا طاقة لديّ لأسمع أيّ كلمة حتى".
يكسب رحمي يوميّاً، نحو ألف روبية (6 دولارات أميركية)، ينفق منها بين 600 و700 روبية في المنزل، فوالداه مريضان ويحتاجان إلى العناية في الطعام والأدوية. وما يبقى هو لإيجار المنزل، إذ يدفع شهرياً خمسة آلاف روبية (31 دولاراً) إيجاراً لمنزله، علاوة على رسوم الكهرباء. وعن هذا الأمر، يقول رحمي: "منذ نعومة أظفاري لا أعرف في حياتي إلا العمل... كنت صبياً عندما كنت أعمل مع والدي، وترعرعت وأنا في العمل، وحتى الآن، فإنّ العمل وكسب لقمة العيش لأولادنا والقيام بأمور المنزل وتوفير الاحتياجات للأسرة هي كل اهتاماتي".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وفي أزمة الإغلاق خلال الانتشار الأول لفيروس كورونا الجديد، استدان الرجل كثيراً من المال من زملائه ورفاقه وأقاربه، وبالتالي فإنّه الآن يعمل من أجل احتياجات المنزل ولتسديد الديون. أحياناً يذهب مع بعض أقاربه ويعمل معهم في حفر الآبار، ويكسب يوميّاً 1500 روبية (9 دولارات)، ما يساعده في سداد الديون.
أما والده، لعل الدين، البالغ من العمر 78 عاماً، فقد أمضى نصف عمره في باكستان، لكنّه يحب العودة وإمضاء ما تبقى من سنوات حياته في قريته في مديرية باغرام، بإقليم بروان، المجاور للعاصمة الأفغانية كابول. يقول لعل الدين: "مهما عشت في باكستان ومهما تكن الحياة مستقرة نسبيّاً، فإنّ حبّ القرية والمنزل الذي عشت فيه طفولتي وشبابي لن أنساه. أقول لابني إنّ بإمكاني الذهاب وحدي، لكنّه لا يوافق مع أسرتي إذ يخافون عليّ".
تجدر الإشارة إلى أنّ لعل دين وصل إلى باكستان قبل 35 عاماً، هارباً من الحرب، وتوجه إلى مدينة راولبندي وعاش في مخيم للاجئين. قبل سنوات أقدمت السلطات الباكستانية على تدمير المخيم فتوجهت الأسرة إلى مخيم آخر لتعود لاحقاً إلى راولبندي حيث استأجرت منزلاً.

المساهمون