مبادرة "إلك مريول" تدعم تلاميذ مخيم برج البراجنة

14 سبتمبر 2022
يستعين معمل الخياطة بالنساء بهدف تمكينهن (العربي الجديد)
+ الخط -

يأتي العام الدراسي هذا العام ثقيلاً على أهالي التلاميذ الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية، في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر واستمرار الانهيار الاقتصادي. ويتحدث نادر أبو السعيد عن ارتفاع سعر الزي المدرسي (المريول باللغة المحكية). ويقول لـ "العربي الجديد" إنه "لا قدرة لأهالي مخيم برج البراجنة للاجئين (جنوب بيروت) على تأمين كلفته وهي 12 دولاراً أميركياً". هذا الرجل الذي كان يعيش في المخيم قبل أن يختار الهجرة إلى كندا، أطلق مبادرة "إلك مريول" التي تهدف إلى تأمين الزي المدرسي لأبناء المخيم. وفي هذا الإطار، تشكلت لجنة داخل المخيم لمتابعة الأمر والتواصل مع عدد من المؤسسات لخياطة الزي، وتولت جمعية "أحلام لاجئ" حياكة هذه الأزياء بكلفة لا تتجاوز الخمسة آلاف دولار.  
وتقول فاديا لوباني، وهي من سكان المخيم وعضو في اللجنة: "نحن اليوم على عتبة فتح المدارس أبوابها، علماً أن أسعار القرطاسية والزي المدرسي مرتفعة جداً، ولا قدرة للأهالي على تحمل أعبائها. لذلك، قررنا إطلاق هذه الحملة التي تهدف إلى تأمين الزي المدرسي لكل تلميذ في المخيم". تضيف: "شكلنا لجنة مؤلفة من ثلاثة أشخاص وبدأنا العمل على استقدام عروض أسعار من أجل خياطة الزي. وعرضت جمعية أحلام لاجئ تحمل 50 في المائة من كلفة الزي، ما يعني زيادة أعداد المستفيدين".
وتوضح لوباني أن "المبادرة تهدف إلى مساعدة الأهالي في هذا الوقت الصعب ليحصل التلميذ على أبسط حقوقه للذهاب إلى المدرسة، حتى لا يشعر بأنه أقل من غيره". وعن كيفية تحديد المستفيدين، تقول إن "أحد أعضاء اللجنة أستاذ متقاعد ولديه علاقات مع مديري المدارس في المخيم. من خلاله، نحصل على أعداد التلاميذ المسجلين في المدارس. أما الخطوة الثانية، فهي التنسيق مع جمعية أحلام لاجئ والتوجه إلى المدارس لأخذ مقاسات التلاميذ تفادياً لوقوع أخطاء. نرغب في تأمين الزي المدرسي لكل تلميذ مع الحرص على اختيار نوعية قماش جيدة". 

وتختم لوباني حديثها قائلة: "بعد الانتهاء من خياطة الزي المدرسي، سيوزع على التلاميذ في المدارس. جميع الناس في المخيم يعانون الأمرين. سنسعى جاهدين لتوفير زي مدرسي واحد لكل تلميذ، علماً أن التلميذ يحتاج إلى زيين".
من جهتها، تقول أم أحمد التي تقيم في المخيم وتعمل في إحدى الروضات كعاملة نظافة، إنها المعيلة الوحيدة لأولادها الثلاثة بعد وفاة زوجها منذ سبع سنوات، مشيرة إلى أن احتياجات المدارس كثيرة وباتت تعجز عن تأمينها وخصوصاً أنه ما من أحد يساعدها لتأمين المصاريف اليومية من بدل إيجار وكهرباء وغذاء وغير ذلك. ومع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، يحتاج الأطفال إلى قرطاسية وزي مدرسي وكتب ووسيلة نقل وغيرها. وتشير إلى أن مبادرة "إلك مريول" ساهمت في تخفيف بعض الأعباء. "لدي ثلاثة أولاد وسعر الزي الواحد نحو 12 دولاراً، ما يعني أنني سأدفع نصف راتبي لشراء الزي المدرسي لأولادي".

حرص على اختيار أقمشة جيدة لحياكة الزي المدرسي (العربي الجديد)
حرص على اختيار أقمشة جيدة لحياكة الزي المدرسي (العربي الجديد)

تضيف: "يبقى لي تأمين بدل النقل علماً أن الأمر مستحيل"، وتطالب الجمعيات والمؤسسات والفصائل الفلسطينية باطلاق مبادرة في هذا الإطار.  
من جهته، يقول منسق جمعية أحلام لاجئ في مخيم برج البراجنة، والمسؤول عن مشروع الخياطة، يحيى الأشوح: "أنشئ معمل الخياطة من أجل تشغيل وتمكين النساء، وليس لدينا أي هدف ربحي. وحين علمنا بالمبادرة، رغبنا في المشاركة بهدف إنجاحها وتخفيف الأعباء المادية على الناس، واكتفينا بالحصول على سعر القماش فقط لأننا نعرف أن الناس لن يتمكنوا من تحمل أعباء إضافية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها". 

تساعد المبادرة عائلات كثيرة بالكاد قادرة على تأمين الأساسيات لأولادها (العربي الجديد)
تساعد المبادرة عائلات كثيرة بالكاد قادرة على تأمين الأساسيات لأولادها (العربي الجديد)

ويقول كمال أبو يحيى، وهو لاجئ سوري من مدينة حلب ويقيم في المخيم، والمسؤول عن تصميم الأزياء في ورشة الخياطة: "نجهز 555 زياً مدرسياً وقميصاً لتلاميذ الصفوف السابع والثامن والتاسع في عدد من المدارس، مع الحرص على الجودة". ويشير إلى أن أهمية المشروع تكمن في البعد الإنساني والسعي إلى تأمين الزي المدرسي للفئات العاجزة عن توفيره لأولادها.  

وصيف العام الماضي، أطلق فريق" اترك أثراً" مبادرة لتبديل الزي المدرسي والتبرع به لآخرين في المخيم. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد أطلقت نداءً طارئاً لحشد التمويل الدولي للاجئين الفلسطينيين في لبنان واللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية إلى لبنان. وقالت إنّ التمويل الذي سيتم حشده سيوفر مساعدة حيوية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والمهجرين من سورية، من جراء الأزمات الاجتماعية والاقتصادية العميقة وأزمة جائحة كوفيد-19، إذ إن معاناة هؤلاء اللاجئين هذه الأيام تعد الأصعب في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد.

المساهمون