يعمل أطباء متطوعون في مدينة الرقة السورية على تقديم خدماتهم مجاناً لفئات معينة في المجتمع، ضمن مبادرات خيرية هدفها مساندة هذه الفئات والتخفيف عنها.
ويقول مدير عيادات في منظمة "شباب تفاؤل" في مدينة الرقة، الدكتور فراس ممدوح الفهد، لـ"العربي الجديد": "فتحنا هذه العيادات منذ عام في مركز مدينة الرقة من دون أي دعم من أي طرف كان، وبجهد شخصي كامل. وتقدم خدمات واسعة وشاملة تستهدف ست فئات في المجتمع، وهي الأيتام والأرامل والأشخاص ذوو الإعاقة ومصابو الحرب ومرضى السرطان ومنكوبو الزلزال". يضيف: "قامت المنظمة بجهد شخصي وبالتعاون مع 81 طبيباً في مدينة الرقة من مختلف التخصصات".
يُتابع الفهد: "لم نتمكن من تقديم الخدمات الطبية لجميع الفقراء في هذه المبادرة بسبب قلة الدعم. فتحنا ذراعينا كأبناء الرقة لجميع الفئات المجتمعية المريضة، من الأيتام والأرامل والأشخاص ذوي الإعاقة ومرضى السرطان ومصابي الحرب. طبعاً، هدفنا إنساني بحت للوقوف مع أهلنا في ظروفهم المعيشية السيئة في ظل التكاليف الطبية الكبيرة في مدينة الرقة".
ويقول الفهد: "ساهم عدد من المتبرعين بأجهزة تخطيط كهربية القلب، وأجهزة تخطيط صدى القلب، وكل المعدات الطبية المتوفرة في المركز المتواضع. كما فتحنا مركزاً للعلاج الفيزيائي مجاناً، وتمكن بعض المرضى من السير على أقدامهن مجدداً نتيجة العلاج. يعمل معنا كادر طبي متكامل يضم متطوعين وأطباء من دون أي راتب أو مساعدة من أي جهة، سواء حكومية أو خارجية أو خاصة".
وبعد إغلاق مركز السوسن، زادت الأعباء على منظمة شباب تفاؤل، كما يوضح الفهد. ويقول إننا "نستقبل أعداداً من المرضى تفوق قدراتنا، وقد قدمنا رعاية أولية لـ7 آلاف مريض. وقبل مدة، وزعنا جرعات إنسولين على كافة المرضى من دون الحصول على أي دعم. كما نملك صيدلية نوفر من خلالها الأدوية للمرضى على الرغم من شحها. كما أجرينا العديد من العمليات الجراحية".
ويختم الفهد حديثه قائلاً: "نتمنى من الجهات الدولية مساعدة الفئات المهمشة، التي ليس لها أي دعم، والرقة تنتظر الكثير وقد عانت من إرهاب سابق. ويستحق شعبها كل الخدمات الطبية والرعاية الصحية وما يلزمه لأجل تعزيز سبل العيش".
من جهتها، تقول سوسن خليل، وهي متطوعة في منظمة شباب تفاؤل، لـ "العربي الجديد"، إنها تطوعت منذ حوالي عام تقريباً مع المنظمة، وهي مسؤولة قسم الدعم النفسي وتساعد في العلاج الفيزيائي. تضيف: "أكثر الحالات التي يستقبلها مركز العلاج الفيزيائي هي من مصابي الحرب، وتحتاج إلى الدعم النفسي أيضاً".
تضيف خليل: "نقوم أيضاً بعمليات جراحية طارئة، وقد تعاقدنا مع مستشفيات ومختبرات. ونقدم الدعم النفسي أيضاً، وقد زاد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية، وخصوصاً من الأطفال والنساء".
بدوره، يوضح أبو أحمد (56 عاماً) لـ"العربي الجديد" أنه دائماً ما يراجع طبيب القلب كونه يعاني من ارتفاع ضغط الدم. ويقول: "لا قدرة لي على تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة. وفي كثير من الأحيان، لا أملك ثمن الأدوية. من الجيد وجود مبادرة كهذه في المدينة وأطباء يتمتعون بالحس الإنساني".