ما هي العوامل التي أدت إلى انخفاض متوسط عمر الأميركيين؟

31 اغسطس 2022
تسبب كورونا بانخفاض متوسط عمر الأميركيين في عامي 2020 و2021 (جو رايدل/Getty)
+ الخط -

مؤشرات جديدة تضاف إلى تأثيرات فيروس كورونا على الحياة الصحية الأميركية، إذ تسبب الفيروس في انخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة عام 2021 بحسب دراسة اتحادية جديدة. ووفق الدراسة، فإن متوسط العمر انخفض بسبب كورونا في عامي 2020 و2021 على التوالي.

وبشكل عام كان متوسط عمر الشخص بالولايات المتحدة في عام 2019 حوالي 80 عاماً، وفي عام 2020 انخفض إلى 77 عاماً بسبب الوباء، فيما انخفض في عام 2021 إلى 76.1 عاماً، وهو أكبر انخفاض مستمر منذ بداية العشرينيات في القرن الماضي.

ويعد هذا الانخفاض، بحسب خبراء الصحة، أمراً مأساوياً، وخاصة أن الدول الأخرى ذات الدخل المرتفع شهدت انتعاشاً في متوسط العمر المتوقع بحسب ما ذكره الدكتور ستيفن وولف، أستاذ صحة السكان والمساواة الصحية في جامعة فرجينيا كومنولث، لموقع NPR الأميركي.

وبينت الدراسة أن الأميركيين الهنود وسكان ألاسكا الأصليين كانوا الأكثر تأثراً، أي بمعنى آخر كان سكان أميركا الأصليون من ضمن الفئات التي شهدت انخفاضاً واضحاً في متوسط العمر، إذ انخفض من 67.1 عاماً في 2020 إلى 65.2 عاماً في 2021.

كما شهد الأميركيون البيض أيضاً انخفاضاً أكبر في متوسط العمر المتوقع في عام 2021 مقارنة بالأميركيين السود والإسبان، حيث انخفض متوسط العمر المتوقع للأميركيين البيض بمقدار عام في عام 2021 إلى 76.4 عاماً، وشهد الأميركيون السود انخفاضاً بمقدار 0.7 عام، إلى 70.8 عاماً، والأميركيون من أصل إسباني شهدوا انخفاضاً بمقدار 0.2 عام، إلى 77.7 عاماً، أما الأميركيون من أصول آسيوية فقد انخفض متوسط عمرهم بمقدار 0.1 عام، إلى 83.5 عاماً.

قلق في المجتمع الدولي  

وأثارت نتائج هذه الدراسة قلق المتابعين للشأن الطبي، إذ اعتبرت نورين غولدمان، الأخصائية في علم الديموغرافيا في جامعة برينستون الأميركية، والتي درست التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية في الصحة لسنوات، أنه "من المستغرب أن تكون الأرقام منخفضة إلى هذا الحد، إذ كان من المتوقع أن يكون العام 2021 أفضل من سابقه، فجائحة فيروس كورونا كانت أكثر تأثيراً على الأشخاص في العام 2020"، بحسب ما نقلته عنها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

فيما وجد ريد توكسون، الأخصائي في مجال مكافحة التفاوت الصحي بين أصحاب البشرتين البيضاء والسوداء، أن التقرير الفيدرالي "يسلط الضوء على أمرين، الأول يتعلق بعدد الوفيات غير الضرورية والتي كان يمكن تفاديها، أما الأمر الثاني فيتعلق بالجهود التي حاول المجتمع الأسود بذلها للحماية من الفيروس، وخاصة أن الوباء في الفترة الأولى كان الأكثر فتكاً بهذه الفئة".

في المقابل، حذر توماس لافيست، عميد كلية الصحة العامة وطب المناطق الحارة بجامعة تولين، من الأخذ بهذه النتائج كمعيار عام، وقال "الحديث عن الفوارق بين البيض والسود لا يعني أن المجتمع الأبيض بعيد نسبياً عن الخطر".

أسباب أخرى  

وزاد الحديث خلال فترة الجائحة عن التفاوت الصحي في المجتمعات الملونة أو المختلطة، إذ عادة ما كان يعاني الأشخاص المهمشون من العواقب الوخيمة للعوامل البيئية والاقتصادية والسياسية المتداخلة التي تعرضهم بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض مزمنة تجعل أجهزة المناعة معرضة للخطر.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، عاش الأميركيون الأصليون حياة أقصر من معظم الأميركيين الآخرين نتيجة مشاكل طبية قبل الوباء، كارتفاع معدلات السمنة والسكري وأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية. بعبارة أخرى، هناك عوامل أخرى تلعب دوراً وإن كان فيروس كورونا مسؤولاً عن انخفاض نسبة العمر المتوقع، وهو ما لفتت إليه الدكتورة آن بولوك، المديرة السابقة لعلاج مرض السكري والوقاية منه في وكالة الخدمات الصحية الفيدرالية الهندية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، إذ اعتبرت أن المشاكل الصحية المزمنة، المتجذرة في الفقر والتمييز وسوء الوصول إلى الرعاية الصحية، جعلت الأميركيين الأصليين وسكان ألاسكا معرضين بشكل خاص لتأثيرات الفيروس.

ويعاني واحد من كل سبعة من الأميركيين الأصليين وسكان ألاسكا الأصليين من مرض السكري، وهو أعلى معدل بين المجموعات العرقية أو الإثنية في الولايات المتحدة، ويعاني الكثيرون من السمنة أو الوزن الزائد، وكلتا الحالتين تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بتأثيرات فيروس كورونا.

المساهمون