ماذا تعرفن عن سرطان الرحم؟

08 أكتوبر 2023
سرطان عنق الرحم أحد الأكثر شيوعاً بين النساء (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة استقصائية بريطانية، أن واحدة من كل خمس نساء تدرك أن تناول جرعات أعلى أو غير موصوفة من أدوية العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم. ولفتت صحيفة "صنداي ميل" إلى أن العديد من المصابات بهذا المرض تناولن جرعات كبيرة من أدوية العلاج التعويضي بالهرمونات لمعالجة أعراض انقطاع الطمث، لكنهن لم يدركن حقيقة أن هذه الأدوية قد يكون لها تأثير على الرحم، ما فتح المجال أمام السؤال عن مدى وجود بيانات محددة وواضحة ومتوفرة للسيدات عن سرطان الرحم، إذ تشير البيانات إلى أن الكثير من النساء يجهلن مخاطر هذا المرض.
ويعد سرطان بطانة الرحم رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء بعد سرطانات الثدي، والرئة، والقولون والمستقيم، كما أنه نوع السرطان الخامس عشر الأكثر شيوعاً بين البشر بشكل عام، بحسب بيانات الصندوق العالمي لأبحاث السرطان. وتشير الدراسات، إلى أكثر من 417 ألف إصابة جديدة بسرطان بطانة الرحم تم إحصاؤها عالمياً خلال عام 2020، ووفق تقديرات جمعية السرطان الأميركية، فإنه تم تشخيص نحو 66200 إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم في الولايات المتحدة خلال عام 2023.

ويعرّف أخصائي الأمراض النسائية، سليم أبي عاصي، سرطان الرحم بأنه مرض يصيب الجهاز التناسلي للإناث، ويتعلق بوجود أورام في الرحم، وعادة ما يتسبب في حصول نزيف مهبلي. مضيفاً لـ "العربي الجديد"، أن "عوارض الإصابة تبدأ بالظهور من خلال نزيف يصيب النساء في أوقات غير اعتيادية، بمعنى إن لم تكن السيدة قد مرت بمرحلة انقطاع الطمث، فمن المرجح أن يصيبها نزيف مهبلي خارج أيام الدورة الشهرية، أما إن كانت قد تخطت سن اليأس، أو في مرحلة انقطاع الطمث، فإن النزيف يظهر بشكل مفاجئ، وبشكل غير طبيعي أيضاً".
يضيف أبي عاصي: "هناك عدة أنواع من سرطان الرحم، والنوع الأكثر شيوعاً هو الذي يصيب خلايا بطانة الرحم، ولذا يسمى سرطان بطانة الرحم، أما النوع الآخر فهو نادر إلى حد ما، ويصيب العضلات المحيطة بالرحم. تتكون الرحم من جزءين أساسيين، الأول هو غلاف الرحم، والثاني يتكون من عضلات الرحم، وهي عبارة عن أنسجة دقيقة، ومن النادر أن تصاب عضلات الرحم بالسرطان، إذ إن الأمراض الخبيثة عادة ما تهاجم الغشاء الموجود حول الرحم".

الكشف المبكر مهم في علاج السرطان (Getty)
الكشف المبكر مهم في علاج السرطان (Getty)

وحسب مركز الدراسات الخاص بأمراض السرطان البريطاني، فإن سرطان بطانة الرحم يرتبط عادة بزيادة هرمون الأستروجين في الجسم، وهو بشكل عام بطيء النمو، وأقل عرضة للانتشار، إذ من النادر أن ينتشر إلى أعضاء أخرى في حال تم علاجه. أما النوع الذي يصيب عضلة الرحم، ويطلق عليه أيضاً اسم "ساركوما الرحم"، فهذا النوع من السرطانات يتطور من الخلايا الموجودة في الطبقة العضلية، ويميل عادة إلى الانتشار عبر مجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويشير أبي عاصي إلى أنه "إضافة إلى العوارض المتمثلة في النزيف، فهناك عوارض تشمل تغير الإفرازات المهبلية، وخروج الدم أثناء التبول، فضلاً عن وجود ألم في أسفل الظهر، وآلام أثناء ممارسة الجنس. لا يوجد سبب يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرحم، لكن قد تكون هناك عوامل تؤدي إلى حصوله، من بينها الخلل الهرموني، وارتفاع مستويات الأستروجين، ويمكن للأمراض المزمنة أن تؤدي إلى الإصابة، ولذا عادة ما يطلب من النساء إجراء الفحوص السنوية الخاصة بالأمراض التناسلية، ومن أهمها فحص عنق الرحم، للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية، وقد يتيح الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم فرصة أكبر للشفاء".

ويقول أخصائي الأمراض السرطانية، محمد خليفة، لـ "العربي الجديد": "تختلف طرق علاج السرطان، لكن الطرق الأكثر شيوعاً هي تلك المتعلقة بالاستئصال خشية انتشار المرض إلى بقية الأعضاء. بالنسبة لسرطان الرحم، أو سرطانات الأمراض التناسلية عموماً، فإن أولى خطوات العلاج تبدأ من تقييم درجة المرض، ففي حال كان المرض في بدايته، يمكن علاجه من خلال الأدوية، أو الخضوع لجلسات كيميائية في حال كانت الحالة الصحية للمريض تسمح بذلك، أما إن كان المرض في مرحلة متقدمة، فعندها يلجأ الطبيب إلى الاستئصال، لأن التعايش مع المرض غير ممكن". 

المساهمون