مئات اللاجئين الروهينغا يغادرون بنغلادش بحراً

24 نوفمبر 2023
لاجئون روهينغا وصلوا إلى إندونيسيا أخيراً (شايدير محيي الدين/ فرانس برس)
+ الخط -

 

غادرت ثلاثة مراكب، على أقلّ تقدير، تقلّ مئات اللاجئين الروهينغا من بنغلادش هذا الأسبوع، بحسب ما أفاد لاجئون، وذلك في إطار موجة هجرة جديدة شهدت وصول أكثر من ألف طالب لجوء إلى شواطئ إندونيسيا.

وتؤوي بنغلادش نحو مليون من اللاجئين الروهينغا، فرّوا بمعظمهم من ميانمار عقب عملية عسكرية نفّذها جيش البلاد في عام 2017، علماً أنّ الأمم المتحدة تجري حالياً تحقيقات في هذا المجال بتهم ارتكاب جرائم إبادة. وتبدو الظروف صعبة بالنسبة إلى اللاجئين الروهينغا في مخيّمات بنغلادش المكتظة جداً والخطرة والتي تفتقر إلى الموارد.

محمد الله (26 عاماً)، لاجئ مسجّل في مخيّم نيابارا في كوكس بازار جنوب شرقي بنغلادش، أخبر وكالة فرانس برس أنّ حماته السابقة، التي كانت تعتني بطفلته البالغة من العمر أربعة أعوام بعد وفاة أمها، اصطحبت الصغيرة على متن مركب إلى إندونيسيا ليلة الثلاثاء الماضي. أضاف الرجل الذي بدا مضطرباً أنّها "أخذت ابنتي قائلة إنّها سوف تصطحبها إلى الشاطئ، لكنّها لم تعدها". وتابع: "عندما ذهبت لأسأل عن مكانها، علمت أنّها اصطحبت ابنتي مع عائلتها على متن مركب متوجّه إلى إندونيسيا". وأشار محمد الله إلى أنّ إندونيسيا بالنسبة إلى الروهينغا "مكان آمن" لأن السلطات هناك "تسهّل عمليات إسكان اللاجئين".

وما زال الروهينغا، المسلمون في غالبيتهم، مضطهدين في ميانمار. ويخاطر الآلاف بحياتهم سنوياً في رحلات بَحرية بعيدة ومكلفة، تكون في الغالب في مراكب متداعية، سعياً إلى بلوغ ماليزيا أو إندونيسيا.

وأفادت مديرة منظمة "أراكان بروجيكت" لحقوق الروهينغا كريس ليوا بأنّ لاجئين روهينغا في بنغلادش أكدوا مغادرة مركبَين في 20 و21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. أضافت أنّ أحد المركبَين كان يقلّ نحو 200 شخص، والآخر 150 تقريباً. بدورهم، قالوا لاجئون روهينغا، اليوم الجمعة، إنّ مركباً ثالثاً يقلّ نحو 200 شخص أبحر ليلة أمس الخميس.

من جهته، قال لاجئ آخر من الروهينغا في بنغلادش، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ عمليات التهريب يديرها أشخاص محترفون يعرفون كيف يتفادون الدوريات البحرية. أضاف أنّ "الوسطاء يصطحبون اللاجئين الروهينغا في مراكب صغيرة تتنقل بين الحدود البحرية لبنغلادش وميانمار، ثمّ ينقلونهم إلى سفن أكبر في عرض البحر".

وقد رُصدت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي زيادة في الرحلات إلى إقليم أتشيه في أقصى غرب إندونيسيا، التي يقطع اللاجئون خلالها نحو 1800 كيلومتر، وذلك مع وصول أكثر من 1000 شخص إلى الإقليم، في أكبر موجة من نوعها منذ إجراءات القمع في ميانمار قبل ستّة أعوام.

ومن المتوقّع أن تصل المراكب، التي انطلقت أخيراً من بنغلادش، إلى إندونيسيا أواخر الأسبوع المقبل، بحسب مديرة "أراكان بروجيكت". وقالت ليوا، التي تتّخذ من تايلاند مقرّاً لها في حين تدير فريقاً في بنغلادش، لوكالة فرانس برس، إنّ هؤلاء اللاجئين الروهينغا "غادروا بنغلادش. وسوف يصلون إلى إندونيسيا لأنّ ماليزيا لن تسمح لهم بالدخول"، مضيفة: "لذا فإنّ أفضل سبيل هو الوصول إلى إندونيسيا".

ويواجه الروهينغا الذين لم يغادروا ميانمار صعوبات جديدة في تنقلاتهم. وكانت الأمم المتحدة قد أفادت، في الأسبوع الماضي، بأنّ تجدّد المعارك بين جيش ميانمار ومجموعة مسلحة من أقلية عرقية في ولاية راخين (غرب)، ينتمي إليها الروهينغا بمعظمهم، أرغمت الآلاف على النزوح وقيّدت حركة التنقّل. وأشارت ليوا إلى أنّ "أيّ مركب لن يغادر راخين في الوقت الحالي".

يُعتقد أنّ أكثر من ألفَين من الروهينغا حاولوا القيام برحلات محفوفة بالمخاطر إلى دول أخرى في جنوب شرق آسيا في عام 2022، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين. لكنّ نحو 200 منهم لقوا حتفهم أو فُقدوا، وفقاً لتقديرات الوكالة الأممية.

(فرانس برس)

المساهمون