أكد وزير العمل القطري علي بن صميخ المري الحرص على الارتقاء بتشريعات الوقاية من الإجهاد الحراري بما يواكب تطورات سوق العمل، مؤكدا أن الإجراءات التي نفذتها وزارة العمل خلال الفترة الماضية ساهمت إلى حد كبير في التقليل من عدد الإصابات الناتجة عن الإجهاد الحراري المهني خلال السنوات الأخيرة.
وقال المري في افتتاح فعاليات "المؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني.. ممارسات التطبيق وتبادل الخبرات"، اليوم الثلاثاء، إن دولة قطر تولت منذ العام 2019 تنفيذ أكبر دراسة على الإطلاق حول تأثيرات الإجهاد الحراري المهني بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الدوليين، مشيرا إلى أن نتائج الدارسة ساهمت بتعزيز المعرفة العالمية حول الإجهاد الحراري المهني والكشف عن الحلول المتاحة وتقديم التوصيات لحماية العمال بشكل أفضل، لافتا إلى أن قطر تعتبر سباقة في حماية العمال من الإجهاد الحراري المهني، إذ كانت من أولى الدول في العالم التي اعتمدت على خطة شاملة للتخفيف من آثاره السلبية على الإنتاجية في العمل.
مقتطفات من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني.. ممارسات التطبيق وتبادل الخبرات.#وزارة_العمل pic.twitter.com/6IWCLnGSz0
— وزارة العمل (@MOLQTR) May 9, 2023
ويناقش المؤتمر الذي تنظمه وزارة العمل بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية تأثير الإجهاد الحراري على بيئة العمل والتدابير الحالية والمستقبلية والتحديات وفرص تبني نهج متطور للتخفيف من تأثير الإجهاد الحراري على بيئة العمل وفقا للتوجهات العالمية والإقليمية.
ويشارك بالمؤتمر على مدى يومين ممثلون عن الحكومات والعمال وأصحاب العمل من الدول العربية، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين المتخصصين باستراتيجيات الوقاية من الإجهاد الحراري المهني من منظمة العمل الدولية وأكاديميين من كبرى الجامعات في الولايات المحتدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وسنغافورة والمكسيك واليونان.
بدروه، أعرب السكرتير الإقليمي للعالم العربي في الاتحاد الدولي لعمال النقل بلال ملكاوي عن تقديره للجهود التي بذلتها دولة قطر في مجال حماية العمال من الآثار السلبية للإجهاد الحراري، مشيرا إلى الحاجة لتبني نهج شامل للسلامة والصحة المهنية يعتمد بالدرجة الأولى على الوقاية من الآثار السلبية للظروف المختلفة.
وأكدت المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية ربى جرادات أن تحديات ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على بيئة العمل حول العالم تزيد من خطر الأمراض المهنية المرتبطة بالإجهاد الحراري، وهو ما قد يشكل عواقب سلبية على العمال سواء قصيرة أو بعيدة المدى، موضحة أن الإجهاد الحراري يسبب تراجعا في إنتاجية العامل وضياع 2% من إجمالي ساعات العمل حول العالم كل سنة، وفقا لمنظمة العمل الدولية، مشيرة إلى أن هناك توقعات بضياع ما بين 3 و5% من ساعات العمل في بعض بلدان الخليج بحلول العام 2030 بسبب الإجهاد الحراري.
ويشكل المؤتمر منصة حوارية أمام المشاركين والمهتمين والمختصين لتبادل المعارف والخبرات والتجارب الناجحة في الحد من تأثير الإجهاد الحراري، وبحث سبل تعزيز حماية العمال، وآليات تعزيز السلامة والصحة المهنيتين في بيئة العمل.
وتلتزم دولة قطر بحماية العمال والحفاظ على سلامتهم، حيث أصدرت قرارا بحظر العمل في الأماكن المكشوفة ما بين الساعة العاشرة صباحًا والساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر في الفترة المُمتدة من 1 يونيو/ حزيران حتى 15 سبتمبر/ أيلول من كل عام، لتُسجل دولة قطر بشهادة مُنظمة العمل الدولية أكبر عدد من ساعات العمل المحظورة في منطقة الخليج. كما يُحدد القرار العتبة التي يجب أن تتوقف بعدها كل الأعمال الخارجية، بغض النظر عن الوقت من اليوم أو السنة.
واتخذت دولة قطر عددًا من التدابير في مواجهة مشكلة الإجهاد الحراري المهني، والتي ساهمت في خفض عدد حالات الإصابة المرتبطة بالإجهاد الحراري بنسبة 55% خلال العام 2022، حيث انخفض عدد الإصابات إلى 351 حالة، مقارنة بـ1.372 حالة في العام 2019، مع توقعات أكثر تفاؤلًا في صيف 2023.
وكشفت نتائج التقرير العالمي لمنظمة العمل الدولية أن الإجهاد الحراري المهني ستكون له آثار الأنشطة الاقتصادية على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن أكثر القطاعات تأثرًا هي قطاعات الخدمات، والصناعة، والزراعة، والإعمار، كما سيتسبب الإجهاد الحراري في خسارة 80 مليون وظيفة حول العالم بحلول العام 2030.
وفي ما يخص المنطقة العربية، فإن تأثير الإجهاد الحراري يؤثر على البلدان الخليجية بصورة كبيرة، حيث كشف التقرير أن الإنتاجية المهنية في قطر ستنخفض بنسبة 5.3%، و4.1% في البحرين، و2.6% في الإمارات بحلول العام 2030، مقارنة مع انخفاض أقل في دول عربية أخرى مثل الأردن ولبنان.