مأساة لاجئي فنزويلا في كولومبيا... سوء تغذية وتشرد

07 يوليو 2021
أكثر من ألفي أسرة موزّعين ضمن 44 مستوطنة عشوائية (فانيسا خيمينيز/Getty)
+ الخط -

باتت مدينة مايكو الكولومبية، على الحدود مع فنزويلا، أشبه بمعسكر كبير للّاجئين. إذ إنّ الآلاف من الفنزويليين، لم يجدوا مأوى لهم بعد هروبهم من الفقر في بلادهم، لتستضيف منطقة لابيستا في مايكو، أكثر من ألفي أسرة، موزّعين ضمن 44 مستوطنة عشوائية.

التقت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية بالعديد من المهاجرين اليائسين الذين فرّوا من الأزمة الاقتصادية والسياسية في فنزويلا، حيث يصعب الحصول على أساسيات الحياة. وبحسب مراسلي الصحيفة، تملأ الروائح الكريهة المكان. تعيش إيلين روجاس (27 عاماً)، مع عائلتها المكوّنة من 4 أطفال إضافة إلى زوجها في كوخ من الصفيح، لا يراعي أدنى مقومات النظافة أو المعايير الصحية. لا مرحاض أو مكانا للطهي في المكان الذي تملؤه الحشرات. جاءت روجاس، من مدينة ماراكايبو الفنزويلية، قبل أربع سنوات بحثاً عن حياة كريمة لأطفالها.

تصف روجاس الحياة بالأليمة، وتقول: "هربنا من الجوع والفقر والإضطرابات، ونحن اليوم في وضع مأساوي، إلاّ أننا هنا أفضل حالا من فنزويلا".

حال يوليكسي ديل كارمن (16 عاماً)، التي تعيش مع ابنتها فاليريا البالغة من العمر سبعة أشهر في كوخ صغير، لا يختلف عن حال روجاس، إذ هي فقدت طفلين بسبب سوء التغذية. تقول لصحيفة  "ذا غارديان"،  "في أوقات كثيرة، لا أجد طعاماً لتناوله، لا أملك أي نقود، ولا يوجد أي مساعدات دولية. فقدت أطفالي أمامي، بسبب غياب الطعام".

يعاني الكثير من الناس في مدينة مايكاو من سوء التغذية. تدعم منظمات مثل Save the Children و Action Against Hunger العائلات اللاجئة، إلاّ أنّ أغلبية السكّان، لا تزال تأكل وجبة واحدة فقط يومياً، معظمها مصنوع من الدقيق، وفي بعض الأحيان من الأرز. فيما لا يستطيع الباقون شراء اللحوم لأنّ ثمنها قد يصل إلى نحو 800 بيزو، ما يقارب 15 بنساً، أي ربع دولار.

يصف مابس ميركادو، المسؤول عن رعاية المرضى المهاجرين في مستشفى مايكاو الرئيسي، النظام الغذائي في المدينة، بأنه أشبه بالطاعون. ويعتبره أحد الأسباب الأساسية لسوء التغذية.

يقول ميركادو: "هناك حوالي 8000 شخص في لا بيستا يعانون من المجاعة، حيث استقبلت المستشفى في العام 2020، مئات الحالات من الذين يعانون من سوء التغذية، إضافة إلى أمراض معوية أخرى حادة، نتيجة المياه القذرة التي يحصلون عليها".

تشير بيانات من السلطات الكولومبية إلى أنّ 51361 مهاجراً يعيشون في مايكاو، لكن ميركادو وآخرين ممّن يعملون على الأرض، أكّدوا لصحيفة "ذا غارديان" أنّ هذه الأرقام غير دقيقة، ببساطة لأنّه هناك المئات من اللاجئين، الذين يعبرون يومياً المعابر غير الحدودية، والمعروفة بـtrochas، والتي تستخدم لتهريب الأسلحة والأدوية والبنزين.

حالات إنسانية قاهرة

داخل مستشفى لابيستا، تجلس روزا بريميرا (29 عاماً)، مع ابنها البالغ من العمر 18 شهراً. يعاني الأخير من سوء تغذية، إذ يبدو نحيلاً وضعيفاً للغاية. تركت بريميرا فنزويلا بسبب الأزمة السياسية، وهي تؤكّد لصحيفة "ذا غارديان"، أن غياب المياه يعدّ المشكلة الرئيسية في المخيم.

لا ينفي أوسمر خوسيه، بائع مياه يبلغ من العمر 20 عاماً، غياب المياه عن المخيم، ويقول "إنّ تكلفة المياه تبلغ 3000 بيزو (60 بنساً) في اليوم، ولا يمكن لأحد تحمّلها".

يعيش العديد من الفنزويليين في أكواخ من الحديد المموج في وسط مدينة مايكاو، بما في ذلك آنا جوزيفينا جوتيريز، البالغة من العمر 33 عاماً، من لوس بويرتوس دي ألتاجراسيا. وهي عاشت ظروفاً محفوفة بالمخاطر منذ حوالي 18 شهراً، حيث كانت تعيش في الشارع مع طفلين، ولا تملك أي مبلغ مالي، فكانت تبقى بلا طعام لمدة أيام.

تلقّت جوتيريز، المصابة بداء السكري، بعض أموال الطوارئ من منظمة إنقاذ الطفولة وتمكّنت من الخروج من الشارع إلى السكن الأساسي. وتقول إنها تحتاج إلى 7 آلاف بيزو (1.35 جنيه إسترليني) يومياً.

مع اقتراب موسم الأمطار في سبتمير/أيلول، يتزايد القلق على الأشخاص الذين يعيشون في لا بيستا. إذ لا شك أنّ بيوتهم المصنوعة من الورق المقوّى والقصدير ستغرق، وستتعرّض المياه لمزيد من التلوث، ما يتسبّب في مزيد من الأمراض.

المساهمون