ليبيا: خطر انهيار مراكز عزل كورونا

10 يناير 2021
تسارع في الإصابات المسجلة يومياً (موساهيت آيديمير/الأناضول)
+ الخط -

حذر مسؤولون وأطباء ليبيون من انهيار جهودهم في مكافحة كورونا، فيما تعجز مراكز العزل عن استيعاب الإصابات المتزايدة بشكل مطرد في الفترة الأخيرة

يبدو رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض، الحكومي، في ليبيا، بدر النجار، متشائماً حيال الوضع الوبائي في ليبيا، إذ يقول إنّ استمرار ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا الجديد، قد يصعّب بشكل كبير على البلاد عموماً، إمكانية استيعابهم في مراكز العزل التي باتت عاجزة تقريباً عن تقديم الخدمة اللازمة للمرضى من جراء الاكتظاظ فيها. يتابع النجار في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ هناك تأخراً في إنشاء مراكز جديدة للعزل أو توسيع القائمة منها لاستيعاب مزيد من المصابين، في مقابل ارتفاع وتيرة الإصابات بالمرض. في الأرقام الليبية الأخيرة، ظهرت 487 إصابة جديدة في 24 ساعة، مع 10 وفيات، ليتجاوز العدد الإجمالي للإصابات منذ بداية الوباء، 105 آلاف إصابة، والوفيات نحو 1600، بحسب موقع المركز الوطني لمكافحة الأمراض. يلفت النجار إلى أنّ الأوضاع تزداد خطورة بعدما كسرت الإصابات حاجز المائة ألف، مؤكداً أنّ "الوضع يتجه إلى مستوى الخطر، إذا استمر ارتفاع عدد الإصابات، إذ لن يكون بمقدور مراكز العزل استيعابها، بالإضافة إلى النقص الحاصل في الكوادر الطبية والإمكانات المختلفة". وتتركز الإصابات الأكبر في المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل بنغازي وطرابلس ومصراته، وفق النجار، لافتاً إلى عوامل أخرى قد تكون وراء أسباب ارتفاع الإصابات فيها، منها احتوائها موانئ بحرية ومطارات تستقبل وافدين من الخارج.

المرأة
التحديثات الحية

في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من انعكاسات إغلاق مراكز العزل الصحي، جنوبي البلاد، والتي توقفت عن استقبال المرضى. وذكرت المنظمة أنّ المراكز الصحية الأربعة في الجنوب الليبي، مقفلة تماماً، بسبب النقص في الموظفين ومعدات الوقاية الشخصية والمعدات والإمدادات الضرورية. وهو ما يؤكده يوسف المحروق، الطبيب بمستشفى سبها العام، الذي يكشف أيضاً عن قرب انتهاء الكميات اللازمة من الأكسجين للمرضى، كما إمكانات أخرى قد تجبر مركز العزل التابع للمستشفى بالمدينة إلى الإقفال، لافتاً إلى أنّ سلطات المدينة لجأت في كثير من الأحيان إلى المتبرعين لتوفير ما يمكن توفيره. يصف المحروق لـ"العربي الجديد" أوضاع مركز العزل في المدينة بـ"الكارثية" من جراء تكدس المرضى. يضيف أنّ "أقسام المركز باتت لا تتوفر فيها حتى الظروف اللازمة للطبيب والمريض، وكثيراً ما يكون هناك نقص في عدد العاملين في التعقيم، ما يرفع مستوى الخطر داخل المركز". وحيال زيادة وتيرة انتشار المرض، يعتبر المحروق أنّ المسؤولية موزعة بين السلطات والمواطنين، موضحاً أنّ مظاهر الإجراءات الوقائية باتت مفقودة بين الناس فلا التزام بالكمامات أو التباعد، بل ربما غاب عن أذهانهم انتشار مرض فتاك، بسبب الاعتياد على سماع أخباره ونشرات الإحصاء اليومية للإصابات. ويؤكد المحروق ضرورة التزام السلطات بفرض الإجراءات الوقائية، لإعادة الوضع الوبائي إلى مستواه السابق قبل أشهر، مشيراً إلى أنّ أعداد الإصابات انخفضت بشكل كبير أثناء تطبيق إجراءات حظر التجول، وإغلاق الأسواق والتجمعات.
ويوم الإثنين الماضي، أطلقت وزارة الداخلية بالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض حملة مراقبة في الأسواق الشعبية والمحال التجارية لمتابعة تنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لـ"محاصرة الوباء"، وفق بيان للمركز الوطني. وأشار البيان إلى أنّ الحملة استهدفت مراقبة تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية للأسواق الشعبية والجزارين والصيدليات والمخابز والمحلات التجارية، وغيرها من المحلات للحدّ من انتشار الفيروس.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويعبر عميد بلدية غدامس، قاسم المانع، من جانبه، عن مخاوفه من تزايد وتيرة انتشار المرض مع بدء العام الدراسي وتوافد التلاميذ إلى المدارس، في الأسبوع الأخير من 2020، مؤكداً أنّ لجاناً طبية زارت بعض المدارس ولاحظت عدم التقيد بالإجراءات المقررة من السلطات داخل المدارس. كذلك، يشير إلى إمكانية أن تقفل مراكز العزل أبوابها بسبب النقص الكبير في الأطقم الطبية، مؤكداً أنّ البلدية خاطبت وزارة الصحة بحكومة الوفاق من دون أن تتلقى جواباً. وبالإضافة إلى النقص الكبير في الإمكانات والأطباء، يشير المانع، في حديثه إلى"العربي الجديد" إلى نفاد كميات كبيرة من الأكسجين اللازم لمتابعة العمل في مراكز العزل، بل يضيف أنّ السلطات لم تلتفت لضرورة إعادة الرواتب والمكافآت المتوقفة للعاملين في هذا القطاع رغم كثرة المخاطبات الموجهة إليها، وحساسية المرحلة.