أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس رفع حالة الطوارئ والتأهب إلى أقصى حد لمواجهة أي مخاطر قد تنتج عن الأمطار الغزيرة، في ظل المنخفض الجوي المار على مناطق غرب ليبيا، بدءاً من مساء اليوم السبت.
وكان المركز الوطني للأرصاد الجوية قد أعلن عن مرور منخفض جوي على مناطق غرب وشرق البلاد، إلا أن أمطاراً شديدة الغزارة ستصحبه في مناطق غرب ليبيا تؤدي في الأغلب إلى جريان الأودية في المنطقة الواقعة غرب طرابلس، وصولاً إلى الجبل الغربي أقصى غرب البلاد.
وقال المركز، في بيان، إنّ مناطق شمال ليبيا تتأثر بداية يومي السبت والأحد (اليوم وغداً) بتقلبات جوية مصحوبة بسقوط أمطار جيدة إلى غزيرة على مناطق غرب البلاد، مؤكدة أن الأمطار ستكون "شديدة الغزارة"، وخصوصاً على المناطق الواقعة غرب طرابلس والجبل الغربي، ما يؤدي إلى جريان الأودية المحلية، وتجمع المياه في الأماكن المنخفضة.
وأشار المركز إلى أنّ الأمطار الغزيرة ستشمل أيضاً مناطق الشمال الشرقي من مساء السبت، ودعا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، واتخاذ إجراءات السلامة كافة من قبل الجهات المعنية.
وأمس الجمعة، أصدرت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية تعليماتها إلى الجهات التابعة للوزارة بتشكيل غرف طوارئ بالتنسيق مع البلديات، ورفع درجة التأهب القصوى، وذلك استعداداً للتقلبات الجوية المرتقبة.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إنها أصدرت تعليماتها للأجهزة والإدارات الأمنية ومديريات الأمن بتسخير الإمكانيات كافة، وتشكيل غرف طوارئ بالتنسيق مع عمداء البلديات والأجهزة الأمنية والخدماتية والصحية، ورفع درجة الاستعداد القصوى، وتكثيف عمل الدوريات الأمنية في الطرق الرئيسية والفرعية، وتوجيه المواطنين، ومد يد العون لهم خلال الأيام الستة المقبلة.
وليل أمس، أعلنت الحكومة مجدداً أنها أصدرت تعليماتها لوزارتي الصحة والداخلية وعدة أجهزة وجهات خدماتية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة، وتجهيز الإمكانات لديها وتسخيرها، استعداداً لأي طارئ قد يحدث نتيجة هطول الأمطار المتوقع. وقالت إن وزير الحكم المحلي رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة، بدر الدين التومي، أصدر هذه التعليمات في ظل تحذيرات من المركز الوطني للأرصاد الجوية بسوء الطقس.
وفي استجابة لتعليمات الحكومة، أعلنت هيئة السلامة الوطنية الحكومية عن "رفع درجة الاستعداد والتأهب، تحسباً لأي طارئ، مع احتمال هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه"، مشيرة إلى أنها وجهت تعليماتها إلى "فروعها ومديري إدارة الطوارئ والأزمات، والدفاع المدني، والإنقاذ البحري، والتلوث البيئي، ومركز الدعم والإسناد، ورئيس مكتب المناوبة والتنسيق". وأكدت على العاملين في تلك الجهات أن "يكونوا على جاهزية تامة، واتخاذ الإجراءات وتدابير الأمن والسلامة الكفيلة بالمحافظة على حماية الأرواح والممتلكات".
وعلى الرغم من أن بيان المركز الوطني للأرصاد الجوية أشار إلى أن المنخفض الجوي سيطاول مناطق شرق ليبيا، فإن الحكومة المكلفة من مجلس النواب لم تعلن أي عن استعدادات طارئة تحسباً لأي حدث يتكرر معه ما صاحب عاصفة دانيال في سبتمبر الماضي، التي طاولت تداعياتها الخطرة عدة مناطق ومدن شرق البلاد، ومنها مدينة درنة التي فقدت قرابة 5000 مواطن، والآلاف من المفقودين والمشردين.