يواجه لقاح كوفيد-19، الذي تنتجه شركة فايزر، عقبة أخيرة، حيث يسابق ليصبح أول عقار معتمد في الولايات المتحدة، ألا وهي لجنة من الخبراء الذين سيقومون بفحص بيانات الشركة بشأن اللقاح بحثًا عن أي مشكلة.
ومن المحتمل أن يكون اجتماع يوم الخميس للجنة الاستشارية للقاحات في إدارة الغذاء والدواء هو الخطوة الأخيرة قبل قرار الولايات المتحدة ببدء شحن ملايين الجرعات من اللقاح، والذي أظهر حماية قوية ضد فيروس كورونا.
وتؤدي اللجنة الاستشارية للقاحات بإدارة الغذاء والدواء وظيفة تماثل محكمة علمية تناقش وتبحث في تفاصيل البيانات – على الملأ وعبر البث المباشر – وما إذا كان اللقاح آمنا وفعالا بما يكفي لاستخدامه في حالات الطوارئ.
لم يتم الكشف عن أي مشكلات كبيرة تتعلق بالسلامة، وكانت الآثار الجانبية الشائعة المتعلقة باللقاح، مثل الحمى، والتعب، وآلام موقع الحقن، مقبولة
وهؤلاء الخبراء غير الحكوميين متخصصون في تطوير اللقاحات والأمراض المعدية والإحصاءات الطبية. ومن المتوقع أن تأخذ إدارة الغذاء والدواء بنصيحة اللجنة، رغم أنها غير ملزمة بالقيام بذلك.
ويأتي قرار إدارة الغذاء والدواء مع استمرار تفشي فيروس كورونا في معظم أنحاء العالم، وهناك قلق من تعليق الاجتماع بعد تحذير المسؤولين في المملكة المتحدة من أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسسية الخطيرة يجب ألا يحصلوا على اللقاح. ويحقق المسؤولون الحكوميون هناك في بلاغين عن ردود الفعل التحسسية التي حدثت عندما بدأت البلاد في التطعيم الجماعي.
ومع ذلك، فإن التوصية الإيجابية والموافقة الأميركية السريعة تبدو شبه مؤكدة، بعدما أصدر علماء إدارة الغذاء والدواء مراجعة أولية إيجابية للغاية للقاح في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت إدارة الغذاء والدواء إن نتائج الدراسة الكبيرة المستمرة لشركة فايزر أظهرت أن اللقاح، الذي تم تطويره بالاشتراك مع شركة بيونتك الألمانية، كان فعالا بنسبة تزيد عن 90 بالمائة لدى الأشخاص من مختلف الأعمار والأعراق والظروف الصحية المزمنة، بما في ذلك مرض السكري والسمنة. ولم يتم الكشف عن أي مشكلات كبيرة تتعلق بالسلامة، وكانت الآثار الجانبية الشائعة المتعلقة باللقاح، مثل الحمى، والتعب، وآلام موقع الحقن، مقبولة.
وقال الدكتور ويليام موس، المدير التنفيذي للمركز الدولي لإتاحة اللقاح في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، إن "البيانات المقدمة في التقرير الموجز كانت متوافقة مع ما سمعناه من قبل ومثيرة حقًا... لا شيء أراه يؤخر تفويض الاستخدام في حالات الطوارئ".
كما يمنح اجتماع اللجنة الاستشارية للقاحات بإدارة الغذاء والدواء المنظمين فرصة لمحاولة تعزيز ثقة الجمهور في عملية التطوير السريعة التي أنتجت اللقاح، وسلسلة من اللقاحات الأخرى القادمة في أقل من عام. وواجهت إدارة الغذاء والدواء أيضًا أسابيع من الإساءة اللفظية من الرئيس دونالد ترامب بسبب عدم التسرع في توفير اللقاح قبل يوم الانتخابات.
من جهتها، نصحت الهيئة المسؤولة عن اعتماد الأدوية في بريطانيا من لهم سجل سابق من أعراض الحساسية الشديدة بعدم أخذ لقاح كوفيد-19 من إنتاج شركتي فايزر وبيونتك بعدما أبلغ شخصان عن آثار جانبية سلبية في اليوم الأول من طرح اللقاح.
وقال مسؤولون بريطانيون إنهم تلقوا بلاغين عن الإصابة برد فعل تحسسي وبلاغ عن رد فعل تحسسي محتمل منذ بدء إعطاء اللقاح. ومن الممكن أن يتسبب رد الفعل التحسسي في تورم الحلق وصعوبة في التنفس والبلع، وفقا لما تقوله الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة.
ورد الفعل التحسسي هو رد فعل مفرط من جهاز المناعة عند الإنسان تصفه الهيئة الوطنية للصحة في بريطانيا بأنه حالة حادة ربما تهدد الحياة في بعض الأحيان.
في البداية قالت الهيئة البريطانية المسؤولة عن اعتماد الأدوية إن كل من كان له سجل سابق في الإصابة برد فعل تحسسي شديد لأي لقاح أو دواء أو طعام يجب ألا يتم حقنه باللقاح.
وقال مستشار للهيئة في ما بعد إنها ستعدل النصيحة لاستبعاد الحساسية الناجمة عن الأطعمة.
وقالت الهيئة، مساء يوم الأربعاء، إن كل من له سجل في الإصابة برد فعل تحسسي ناجم عن لقاح أو دواء أو طعام يجب ألا يأخذ اللقاح.
وكانت شركة فايزر قد استبعدت من لهم سجل في الإصابة برد فعل تحسسي شديد للقاحات أو أي من مكونات اللقاح في مرحلة التجارب الأخيرة.
وأمس، الأربعاء، قال منصف السلاوي، الذي يقود جهود الحكومة الأميركية لتطوير لقاح، إنه يتوقع أن تؤخذ ردود الفعل التي تلقتها السلطات البريطانية في الاعتبار في عملية اعتماد اللقاح بالولايات المتحدة، وإنه يجب على الأرجح ألا يأخذ المعروف أنهم مصابون بردود فعل تحسسية شديدة اللقاح لحين توفر مزيد من المعلومات.