لقاح الإنفلونزا ... حماية أكبر في ظلّ كورونا

13 نوفمبر 2021
الطريق إلى اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية (أليساندرو بريميك/ Getty)
+ الخط -

قبيل فصل الشتاء، عادة ما تُوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالحصول على اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية بدءاً من عمر 6 أشهر أو أكثر. ومنذ تفشي فيروس كورونا الجديد، بات الحصول على اللقاح بالغ الأهمية كونه يقلل من الأعراض المتشابهة مع كوفيد-19. 
والإنفلونزا الموسمية ليست خطيرة في معظم الحالات، إذ يشفى المصابون من تلقاء أنفسهم في خلال أيام قليلة من الإصابة ومن دون تناول دواء أو زيارة طبيب، وعادة، لا يحتاج المصاب الذي تظهر عليه الأعراض إلا إلى الراحة وتناول السوائل بكميات كبيرة. 
إلا أن التقارير الصحية الصادرة عن مراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية وشركائها العالميين تشير إلى أن وفيات الأمراض التنفسية الناجمة عن الإنفلونزا الموسمية قد تصل إلى 650 ألف شخص سنوياً. لذلك، فإن للتطعيم أهمية بالغة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة وللمضاعفات الخطيرة. 

سهولة العدوى 
الإنفلونزا عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، وتتطور من موسم إلى آخر وتسمّى بالإنفلونزا الموسمية. وتنتقل العدوى بسهولة عن طريق الرذاذ الملوث المتطاير في الهواء أثناء عطس المصاب أو حديثه في مواجهة الآخرين. كما أن الأسطح الصلبة الملوثة بذلك الرذاذ كالمقابض والهواتف والمكاتب والأوراق والعملات النقدية تحتفظ بالفيروس لساعات عدة، وتحدث الإصابة حين يلمس شخص هذه الأسطح بيده، ثم تصل يده إلى فمه أو أنفه أو عينه. 
ومن العلامات والأعراض الشائعة للإنفلونزا: الحُمّى، آلام العضلات، القشعريرة والتعرّق، الصداع، السعال الجاف، ضيق النفَس، الإرهاق، انسداد أو سيلان الأنف، التهاب الحلق، وغيرها.  
وهناك عوامل عدة تزيد من احتمال الإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها، مثل: الأطفال ما بين 6 أشهر و5 سنوات وكبار السن بعمر 65 سنة وما فوق، والأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في أماكن مزدحمة بالأشخاص كالمدارس والمستشفيات والثكنات العسكرية، وأولئك الذين يعانون أمراضاً مزمنة كالسكري وأمراض الرئة والقلب والجهاز العصبي والكلى والكبد، والنساء الحوامل منذ بداية الشهر الرابع من الحمل إلى ما بعد الولادة بأسبوعين، وأولئك الذين يعانون زيادة كبيرة في الوزن، والمرضى الذين يعانون ضعفاً في المناعة كمرضى نقص المناعة البشرية (إيدز) ومرضى السرطان الذين يحصلون على علاج كيميائي. 
وفي حال إصابة شخص من هذه الفئات بالفيروس، ربما تكون المضاعفات خطيرة بما يستدعي ذهاب المريض إلى المستشفى.  

الحصول على لقاح الأنفلونزا بالغ الأهمية (نوام غاليه/ Getty)
الحصول على لقاح الأنفلونزا بالغ الأهمية (نوام غاليه/ Getty)

تشابه الأعراض 
تختلف الإنفلونزا الموسمية عن إنفلونزا المعدة (التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي) التي يعد الإسهال والقيء من أشهر أعراضها، كما تختلف أيضاً عن الزكام (نزلة البرد) على الرغم من تشابههما في بعض الأعراض. إلا أن الفيروس المسبب للزكام لا يتجاوز منطقة الرأس والجهاز التنفسي، بينما يؤثر فيروس الإنفلونزا الموسمية على كل أعضاء الجسم. 
وفي معظم مناطق العالم، يرتبط تفشي فيروس الإنفلونزا الموسمية مع بدء فصل الشتاء وما يصاحبه من تغير في الطقس، وهو شرط لا ينطبق على المناطق الحارة القريبة من خط الاستواء التي يمكن أن يتفشى فيها الفيروس في أي وقت خلال العام، مثل جنوب شرق آسيا ووسط أفريقيا وشمال أميركا الجنوبية. 
وتوجد أنواع عدة من فيروس الإنفلونزا، بعضها يتطور بشكل فتاك من حين لآخر، مثل الفيروسات المشهورة إعلامياً باسم إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير والإنفلونزا الإسبانية والإنفلونزا الروسية، والتي راح ضحيتها ملايين البشر. 

الوقاية واللقاح 
تعد العادات الشخصيّة الجيّدة من أهم العوامل للوقاية من الإنفلونزا الموسمية، مثل ارتداء الكمامة، وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم، وغسل اليدين بشكل متكرر في اليوم الواحد بالمياه والصابون، وكثرة استخدام المعقمات، وتغطية الفم أثناء السعال والعطس، وتجنب الاقتراب من المصابين، والبقاء في المنزل في حالة المرض. 

كما يساعد اللقاح المضاد للإنفلونزا في تقليل خطر الإصابة وتقليل حدة المرض وخطورته، وتستغرق عملية إنتاجه ليناسب تطورات الفيروس المتوقعة في كل عام حوالي ستة أشهر، ويتم طرحه في المراكز الصحية قبل دخول فصل الشتاء، وسيوفر اللقاح هذا العام حماية ضد أربعة أنواع من فيروسات الإنفلونزا المتوقع انتشارها في هذا الموسم، ويوجد من اللقاحات نوعان: الحقن والبخاخ، ولا ينصح بالتطعيم عن طريق البخاخ للعديد من الفئات مثل: الأطفال دون سن العامين، وكبار السن فوق الخمسين عاماً، والحوامل، والمصابين بضعف أجهزة المناعة. 

المساهمون