لبنان يغرق بالأمطار وتسرّب المياه إلى مبنى قصر العدل

19 أكتوبر 2023
مشهد تكرّر في أكثر من منطقة في بيروت أخيراً (بلال حسين/أسوشييتد برس)
+ الخط -

غرقت شوارع العاصمة بيروت ومناطق لبنانية أخرى بالسيول، وذلك بعد هطول أمطار غزيرة تخطّت معدّلاتها المعتادة، صباح اليوم الخميس. وقد تسبّب ذلك في زحمة سير خانقة في بعض المناطق، في حين سُجّلت أضرار محدودة في عدد من المرافق.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو وصوراً وتعليقات ساخرة حول غرق شوارع في لبنان، وكذلك تسرّب المياه إلى مبنى قصر العدل في العاصمة ومركز المعارض "فوروم دو بيروت" حيث يُنظَّم حالياً معرض لبنان الدولي للكتاب.

وقد أفاد مصدر في المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني "العربي الجديد" بأنّ "الطرقات الساحلية فاضت بمياه الأمطار، من دون أضرار تُذكر"، وأضاف أنّ فرق الدفاع المدني نفّذت عمليات محدودة، مشيراً إلى أنّ تعطّل سيارات أدّى إلى عرقلة السير على الطريق الساحلي في اتجاه العاصمة بيروت. وتابع أنّ "في معرض لبنان الدولي للكتاب، تسرّبت المياه إلى داخله من دون أن تتجمّع، وقد عولجت الأضرار".

في سياق متصل، قال رئيس قسم التقديرات السطحية لدى مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت محمد كنج إنّها "سنة مطرية (تبدأ السنة المطرية في شهر سبتمبر/ أيلول) استثنائية لجهة غزارة تساقط الأمطار خلال فترة قصيرة".

وشرح كنج أنّ "الأمطار تخطّت معدّلاتها الطبيعية بما بين ثلاث إلى خمس مرّات"، مشيراً إلى أنّ "المعدّل هو ما يسجّل على مدى ثلاثين سنة، وبالتالي ما نشهده اليوم يُعَدّ شذوذاً". أضاف كنج: "نسجّل في بداية سنة مطرية جديدة ذروة تفوق معدّلاتها في بعض المناطق بثلاث مرّات وفي أخرى بأربع أو بخمس مرّات".

ولفت كنج إلى أنّ مصلحة الأرصاد الجوية "سبق أن حذّرت، في بداية هذه السنة، من تداعيات الاحترار العالمي ومن ارتفاع درجة حرارة سطح مياه البحر الأبيض المتوسط خمس درجات ونصف درجة أكثر من معدّلها، وهو ما أدّى إلى تشكّل العاصفة دانيال نتيجة زيادة معدلات الرطوبة".

أضاف كنج: "حذّرنا كذلك من تساقط الأمطار خلال فترات قصيرة وبغزارة شديدة"، مشيراً إلى "عنف". وأوضح أنّ "الطقس صار عدائياً، وعلينا التنبّه لذلك. فعندما تكون الحرارة مرتفعة والطقس دافئاً، يحمل الهواء كمية أمطار بنسبة ستّ مرّات أكثر من الهواء البارد. ونتوقعّ هذه السنة أن تكون حبّات البَرَد أضخم من المعتاد".

وتابع رئيس قسم التقديرات السطحية لدى مصلحة الأرصاد الجوية أنّ "أيّ كمية أمطار تتساقط وتتجاوز 30 مليمتراً خلال ساعة من شأنها أن تؤدّي إلى فيضانات فجائية وأضرار في البنى التحتية، لا سيّما الهشّة منها".

وبيّن كنج أنّ "العنف في تساقط الأمطار بدأ يوم الاثنين الماضي، إذ تساقط خلال نصف ساعة نحو 26 مليمتراً من الأمطار، أي ما يعادل تقريباً 15 يوماً من الأمطار من شهر أكتوبر، وتسبّب ذلك في فيضانات". وأكمل أنّه "في حال بقيت درجات الحرارة مرتفعة حتى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فسوف تتكرّر هذه الظاهرة، لا سيّما في المناطق القريبة من سلسلة جبال لبنان الغربية، أي إلى الشمال من بيروت".

لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.

المساهمون