لبنان: مصرع طفل سوري لاجئ في حريق أحد المخيمات

17 مارس 2022
قضى الصغير اختناقاً قبل أن تبلغه النيران (العربي الجديد)
+ الخط -

مأساة جديدة تُضاف إلى معاناة اللاجئين السوريين في لبنان، ذهب ضحيّتها الطفل شادي حسين الحمّود البالغ من العمر عشرة أعوام، وذلك في حريق اندلع داخل خيمته في مخيم "090" في بلدة المرج بالبقاع الغربي (شرق). والحريق الناجم عن تماس كهربائي وفق الترجيحات الأولية، نجا منه بأعجوبة شقيقه ابن الأعوام السبعة، في حين تعرّض والده لحروق من الدرجة الثانية وأصيبت كذلك جارته التي حاولت إخماد الحريق.

يفيد شاويش المخيم دياب أحمد حمرا "العربي الجديد" بأنّه "قرابة الساعة التاسعة والنصف من ليل أمس الأربعاء، سمعنا نداءات استغاثة وصراخاً، وقد شاهدنا ألسنة النيران تتصاعد، فهرعنا لإنقاذ العائلات والخيام المتضرّرة. لكنّنا لم نتمكّن من إنقاذ الطفل الذي تبيّن لاحقًا أنّه فارق الحياة نتيجة الاختناق قبل أن تصل النيران إليه".

ويوضح حمرا أنّ "الطفل وشقيقه الأصغر كانا نائمَين، في حين كان والداهما وشقيقتهما (12 عاماً) عند الجيران"، مضيفاً أنّه "من المرجّح أن يكون تماساً كهربائياً قد أدّى إلى نشوب الحريق في داخل الخيمة الذي امتدّ بسرعة إلى الخيام المجاورة، متسبّباً في تضرّر واحتراق ثماني خيام بشكل كامل من أصل 23 خيمة".

ويلفت الشاويش حمرا إلى أنّ "الطفل كان قد شعر بالحريق، فهرب واختبأ في زاوية في داخل الخيمة، كان من الصعب الوصول إليها، في حين أنّ شقيقه اختبأ في زاوية أخرى، ما سهّل عملية سحبه وإنقاذه على الفور، فلم يُصب بالتالي بأيّ أذى، لكنّه في حالة صدمة لا يتكلّم ولا يجيب عن أيّ سؤال".

يضيف حمرا: "تمكّنا من إخراج قارورة الغاز من داخل الخيمة، حتّى أنّ الصوبيا (المدفأة) لم تكن مشتعلة قبل الحريق، ما يُبعد فرضية تسرّب الغاز كما أُشيع"، موضحاً أنّ "ما حصل هو انفجار قوارير الإطفائية الثلاث في الخيم المجاورة، وما فاقم الوضع تأخّر عملية تأمين المياه ريثما وصل الدفاع المدني اللبناني الذي تمكّن من السيطرة على الحريق أخيراً بمساعدة الأهالي".

ويتابع الشاويش حمرا أنّ "والد الطفل (من بلدة السلحبية في الرقّة شمال شرقي سورية) هبّ لإنقاذه فأُصيب بحروقٍ من الدرجة الثانية في وجهه ويدَيه وظهره، وهو حالياً في مستشفى تمنين العام في البقاع (شرق)"، مناشداً "الجمعيات الإغاثية والمنظمات الدولية التدخّل إذ إنّ وضعه حرج ولم يتمّ إسعافه بالشكل اللازم حتى الساعة (ساعة كتابة هذا التقرير)".

وإذ ينفي حمرا إصابة سبعة أطفال آخرين كما تمّ التداول، يؤكّد أنّ "جارة الطفل أُصيبت بجروحٍ في ساقها، لدى مشاركتها في عملية الإطفاء، ما استدعى نقلها إلى المستشفى الفلسطيني، حيث عُولجت بنحو 22 غرزة جراحية"، كاشفاً أنّ "المخيم يضمّ 182 لاجئاً ولاجئة، من بينهم 48 طفلاً وطفلة، وهو في أمسّ الحاجة إلى شتّى أنواع المساعدات".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

من جهته، يناشد مدير "فريق صوت اللاجئ السوري في لبنان" (مجتمع مدني) أبو أحمد صيبعة بـ"ضرورة تشكيل فرق طوارئ في كلّ مخيمات اللاجئين، من أجل التدخّل العاجل والفوري لإخلائها وإجلاء سكانها وتأمين مكان إقامة بديل لهم، خصوصاً في ظلّ الظروف المناخية الصعبة والبرد القارس".

يضيف صيبعة لـ"العربي الجديد" أنّه "من الضروري كذلك توزيع عدد أكبر من الإطفائيات، إذ لا يُعقل توفير أربع أو خمس إطفائيات فقط لكلّ مخيم... هو عدد زهيد لا يكفي للسيطرة على الحرائق".

ويخبر صيبعة "العربي الجديد" أنّ "العائلات المتضرّرة بقيت في الشارع إلى ما بعد منتصف الليل، فكان أن تواصلنا مع عدد من مخيمات بلدة برّ الياس في البقاع الأوسط (شرق) لاستقبال عدد منهم، فيما لجأ آخرون إلى الجامع ليبيتوا ليلتهم بعيداً عن البرد". ويتابع: "أرسلنا تقريراً مفصّلاً إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول الحادثة الأليمة وحجم الأضرار في المخيّم".

المساهمون