حثّت الأمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ باتريسيا إسبينوزا الحكومات على وقف أساليب "التأجيل والتسويف" وتبنّي إجراءات سريعة وواسعة النطاق للحدّ من الاحتباس الحراري والتكيّف معه. وحذّرت إسبينوزا من أنّ "لا دولة في مأمن من آثار تغيّر المناخ، وسط الطقس القاسي والأرقام القياسية الجديدة المسجّلة في درجات الحرارة"، مضيفة أنّه "لم يعد بالإمكان القول إنّ ثمّة بلداناً ضعيفة وثمّة أخرى غير معرّضة إلى الخطر". وناشدت كبيرة مسؤولي المناخ في الأمم المتحدة الحكومات التي وقّعت على اتفاق باريس للمناخ (2015) أو "كوب 21"، أن تدعم ما وصفته بـ"الجهود الطموحة والسريعة وواسعة النطاق والتحويلية" للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة العالمية والاستعداد للآثار الحتمية لذلك الارتفاع.
وقد أتى ذلك قبل أقلّ من ثلاثة أشهر على قمّة المناخ (كوب 26)، التي تعقدها الأمم المتحدة في غلاسكو الإسكتلندية، في خلال افتتاح مكتب جديد للمركز العالمي للتكيّف (جي إس إيه) مع المناخ في مدينة روتردام الهولندية. وفي بيان للمركز، دعا نحو خمسين مسؤولاً دولياً إلى تسريع الاستعداد لتأثيرات تغيّر المناخ مثل العواصف والفيضانات والجفاف الشديد، مذكّرين بأنّ هذه الظواهر بمعظمها "مفجعة وقاسية". أضافوا أنّ تلك التأثيرات "سوف تعرّض الناس والمجتمعات والاقتصاد العالمي إلى خطر لم يسبق له مثيل، وتشكّل تهديدات جديدة كبرى للتنوّع الحيوي وصحة الإنسان".
والمركز العالمي للتكيّف وهو منظمة دولية تعمل على تسريع تكيّف العالم مع آثار تغيّر المناخ، تأسس في عام 2018 ويرأسه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون. وبالنسبة إلى المركز، فإنّ عملية التكيّف التي تشمل وضع أنظمة إنذار متقدمة وتكييف البنية التحتية وتحسينات زراعية، لم تحظَ بالاهتمام أو الموارد أو مستوى العمل على الأرض التي كانت قد خصّصت لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، الأمر الذي جعل مجتمعات في كلّ أنحاء العالم معرّضة إلى حالة طوارئ مناخية بأسرع من المتوقّع.
تجدر الإشارة إلى أنّ تقريراً حديثاً صادراً عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ حذّر من أنّ تفاقماً كبيراً في تأثيرات المناخ سوف يحدث قبل عقد ممّا كان متوقعاً، مع تغيّرات غير مسبوقة من دون إمكانية تحويل مسارها. وبالفعل، واجه العالم هذا العام حوادث مناخية حادة من حرائق هائلة في اليونان وتركيا وسيبيريا وكاليفورنيا، ومجاعة في مدغشقر، وفيضانات استثنائية في الصين وألمانيا، وموجات حرّ قياسية في كندا، وغيرها.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)