لاجئون سودانيون في إثيوبيا يواجهون الجوع وهجمات المليشيات

29 مايو 2024
لاجئون سودانيون في إثيوبيا، 29 مايو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لاجئون سودانيون في إقليم أمهرة الإثيوبي يضربون عن الطعام لليوم السابع احتجاجًا على الأوضاع الأمنية المتردية ونقص الخدمات، مع تجاهل الحكومة الإثيوبية والمنظمات الحقوقية لمطالبهم.
- يُقدر عدد اللاجئين بـ6080، بما في ذلك أطفال ونساء ومرضى، مما يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية العميقة التي يواجهونها، ويطالبون بإجلائهم إلى مكان آمن.
- ناشطون سودانيون يطلقون حملة "#السودانيون_العالقون_بإثيوبيا" لتسليط الضوء على معاناة اللاجئين ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتقديم الدعم والمساعدة.

يُواصل لاجئون سودانيون محتجزون في غابة أولالا في إقليم أمهرة الإثيوبي، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع على التوالي، بعد رحلة نزوحهم من منطقة معسكر كومر بسبب تردي الوضع الأمني إثر الهجمات المتكررة من قبل مليشيات "فانو"، وعدم توافر الخدمات.

‏‎ووفقاً لإحصائيات تنسيقية اللاجئين في الإقليم، يُقدّر عدد اللاجئين الموجودين داخل الغابة بـ6080 لاجئاً، منهم 2133 طفلاً، و1017 امرأة، 1719 رجلاً، و1135 مريضاً، و76 من ذوي الاحتياجات الخاصة.

لاجئون سودانيون يُضربون عن الطعام

‏‎يعتبر معسكر كومر من المعسكرات الحديثة، إذ زاد عدد اللاجئين السودانيين الفارين إلى دول الجوار هرباً من الحرب، ومنها دولة إثيوبيا. ‏ووفقاً لإحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الأممية، فإن أكثر من 100 ألف شخص عبروا الحدود إلى إثيوبيا من السودان منذ اندلاع الحرب، من بينهم نحو 47 ألف لاجئ.  

تنسيقية اللاجئين بإقليم أمهرة، سبق أن حذرت في بيان صادر في 21 إبريل/ نيسان 2023 من أنها في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم، وعلى رأسها إجلاؤهم إلى مكان آمن، فإنهم سيتوجهون إلى مدينة غوندر الإثيوبية جماعياً سيراً على الأقدام. وبالفعل، انطلقوا يوم 1 مايو/ أيار 2024 بسبب استمرار المعاناة وعدم استجابة الأطراف الدولية أو الحكومة الإثيوبية، وبعد سيرهم على الطريق بمسافة تبعد عن ثلاثة كيلومترات من المعسكر، أوقفتهم الحكومة، واحتُجِزوا داخل الغابة إلى غاية اليوم، وتمت مطالبتهم بالعودة إلى المعسكر.

‏‎وفي السياق، قال الإعلامي والناشط الحقوقي الإثيوبي أنور إبراهيم أحمد لـ"العربي الجديد": "تابعت رحلة نزوح اللاجئين السودانيين، إن منطقة غوندر غير آمنة، واستُهدِفوا كثيراً خلال الفترة الماضية، وهنالك ظروف بيئية ومناخية تزيد الوضع تعقيداً". وأضاف: "تلجأ المليشيات إلى المعسكرات للحصول على المؤن، واختُطِف لاجئ من معسكر كومر في الفترة الماضية". ويشدد المتحدث على دور المنظمات الدولية، حيث يمكنها الجلوس إلى "فانو" كبرى المليشيات الأمهرية والحصول على تعهدات منها بأن لا يجري التعرض للاجئين والنازحين، خصوصاً أنهم ليسوا طرفاً في أي صراعٍ أو نزاع.

‏‎وضع اللاجئين داخل الغابة 

‏‎من جهته، قال اللاجئ السوداني حسن، الذي تحفظ عن ذكر اسمه كاملاً، وهو عضو تنسيقية اللاجئين في المنطقة، وهو أحد المضربين عن الطعام الموجودين في غابة أولالا التي تعد منطقة وعرة جداً وقاحلة، لـ"العربي الجديد": "رسالتنا من الإضراب بسيطة، كنا ننوي السير ستة أيام على الأقدام ووضعنا احتياطات تكفي لمدة خمسة أيام، وعند اعتراضنا من قبل الحكومة الإثيوبية، أُجبرنا على البقاء داخل الغابة، بعدها اجتمعنا وفكرنا أن شُحَّ الطعام سيؤدي إلى موت بعضنا، لذلك قررنا الإضراب عن الطعام وإعطاء أولوية الغذاء للنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة". وتابع: "أقرب قرية من الغابة تبعد حوالى ثلاثة كيلومترات، وهي التي دخلت منها مؤن قليلة للغاية، ومع الأسف لا توجد لديهم ميزانية لشراء الطعام".

‏‎ويَعتبر حسن أن الأولوية لهم حالياً هو البقاء على قيد الحياة، "نحن على قلب جسدٍ واحد في هذه الغابة، نعيش حالة من الالتحام بسبب الأزمة التي قربت بين السودانيين الفارين من جحيم الحرب"، متابعاً: "نريد العودة إلى وطننا، وهذا لن يحدث ما لم تتوقف الحرب، إننا نرفض الموت".

اللاجئون السودانيون في إقليم أمهرا في أثيوبيا يواجهون خطر الجوع

وناشدت تنسيقية اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة في بيانها السابق، المجتمع المدني الدولي الالتفات لهم والتركيز على قضيتهم. ويطالب اللاجئون السودانيون في هذه المنطقة، بترحيلهم إلى مكانٍ أكثر أمناً مع توافر الخدمات الأساسية التي يحتاجونها. ومن وجهة نظرهم، هنالك تجاهل لمطالبهم من قبل الحكومة الإثيوبية والمنظمات الحقوقية، رغم تقديمهم العديد من الطلبات الرسمية من خلال تنسيقية اللاجئين في المعسكر.

‏‎من جانبهم، أطلق ناشطون سودانيون وسم "هاشتاغ" على منصة "إكس" بعنوان "السودانيون العالقون بإثيوبيا" لتسليط الضوء على ما يحدث والمأساة الإنسانية، وشاركوا فيه مقاطع فيديو وصوراً من المنطقة، وقاموا بعدة مبادرات، من بينها حملة تبرعات.

المساهمون