كورونا يتفشى في شمال غرب سورية... وهذه الأسباب

26 مايو 2021
الخلاص الوحيد هو حصول الجميع على اللقاح (Getty)
+ الخط -

تشهد مناطق شمال غربي سورية تزايداً ملحوظاً بعدد الإصابات بفيروس كورونا في الوقت الحالي، إذ ارتفعت الأعداد بشكل ملحوظ مقارنة بالأشهر الثلاثة الماضية.

وتحدّث مدير المكتب الإعلامي بمديرية صحة إدلب عماد زهران، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، عن أسباب تزايد أعداد المصابين في الوقت الحالي، قائلاً إنّ "ارتفاع نسبة الإصابات أمر متوقع، فمسيرة الجائحة في كل دول العالم مرّت بعدة مراحل ذروة، وأواخر العام الماضي كانت الذروة الأولى عندنا، وبعدها مرت فترة ثبات بعدد الإصابات، وربما نحن حالياً مقبلون على مرحلة ذروة ثانية".

وأضاف "للأسف موضوع الإجراءات الوقائية مهمل بشكل شبه كامل من قبل الناس، ولا نستبعد أن يرتفع عدد الإصابات، في ظل ضعف تجاوب المجتمع المحلي مع التوجيهات والإجراءات المحلية".

ولفت الشاب حكم العمر، المقيم في مدينة إدلب، شمال غربي سورية، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "لم يعد هناك ما يتاح للوقاية، فأنا شخصياً أستخدم الكمامة وأغسل يدي بشكل جيد، وهذا أقصى ما يمكنني القيام به".

وأضاف "بداية مع تفشي الفيروس في المنطقة المحررة كنتُ حذراً لدرجة كبيرة، حرصاً على منْ هم حولي بالدرجة الأولى، لكن بعد مضي قرابة عام ونصف على انتشار الفيروس عالمياً، لم نعد قادرين على الحياة الصعبة التي يفرضها علينا، فالتباعد يعني أن يعيش الفرد في عزلة عن أقاربه وأصدقائه، وعن مجتمعه".

وتابع "بات انتشار الفيروس موضوعاً روتينياً. الكمامة مع قليل من الحيطة وغسل اليدين، أمر جيد، لم نعد نرهق أنفسنا كثيراً بقضية التفكير كيف ينتقل الفيروس وكيف يتفشى وما إلى ذلك".

من جهته، لفت عامر أبو حمزة، المُهجّر من ريف حمص الشمالي، والمقيم ببلدة قرب مدينة بنش، إلى أنّ عدد الإصابات تزامن مع فترة عيد الفطر، نظراً لتبادل الزيارات والاختلاط بين الناس.

وأضاف أبو حمزة، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أنّه "خلال فترة العيد لم يكن الأمر سهلاً  لناحية تطبيق طرق الوقاية من الفيروس بحذافيرها، حتى مع التزام الكمامة وعدم المصافحة"، مشدداً على أنّ "الخلاص الوحيد مما فرضه الفيروس من قيود مرهقة على الناس، هو  حصول الجميع على اللقاح".

فريق "منسقو استجابة سورية"، وفي بيان صدر الإثنين، أكد عودة تسجيل معدلات مرتفعة من الإصابات بفيروس كورونا في شمال غرب سورية خلال شهر مايو/ أيار الحالي، إذ بلغ إجمالي الإصابات منذ الأول من الشهر وحتى 23 منه 777 إصابة.

وأوصى الفريق السكان المدنيين بتطبيق الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، خوفاً من انفجار أعداد الإصابات بشكل أكبر من الوضع الحالي، والدخول في موجة جديدة في المنطقة.

ووصلت الدفعة الأولى من لقاح "أسترازينيكا" المقدمة من منظمة الصحة العالمية إلى مناطق شمال غربي سورية في 21 إبريل/ نيسان الماضي، وقدرت الدفعة بـ53 ألف جرعة.

ووفق مديرية الصحة في إدلب، فإنّ المستهدفين من حملة لقاح كورونا شمال غربي سورية التي بدأت في أوائل مايو/ أيار الحالي، هم العاملون في الشأن الطبي والإنساني، ويبلغ عددهم 125 ألف شخص، والدفعة الأولى لا تكفي لهذا العدد. أما التوزيع فيتم على الأشخاص بعموم المناطق المحررة من سيطرة النظام السوري دون التركيز على مدن أو بلدات معينة. 

المساهمون