قال خمسة علماء، أعضاء في منتدى مستشارين علميين شكّلته الحكومة الهندية، إنّ المنتدى حذّر المسؤولين في أوائل مارس/ آذار الماضي من ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا أكثر عدوى في البلاد. وعلى الرغم من التحذير، قال أربعة من العلماء إنّ الحكومة الاتحادية لم تسعَ إلى فرض قيود كبيرة لوقف تفشي الفيروس.
وحضر ملايين الأشخاص الذين كان معظمهم بلا كمامات مهرجانات دينية وتجمّعات سياسية، عقدها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وزعماء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، وسياسيون معارضون. في الوقت نفسه، واصل عشرات الآلاف من المزارعين الاعتصام على أطراف نيودلهي، احتجاجاً على تغييرات مودي في السياسة الزراعية.
وفتحت الهند، السبت، حملة التلقيح أمام مجمل البالغين على أراضيها، وعددهم حوالى 600 مليون شخص، رغم النقص في مخزون الجرعات، وفي خضمّ طفرة وبائية أدت إلى تسجيل أكثر من 400 ألف إصابة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، فضلا عن نحو 3523 وفاة في يوم واحد، ما يرفع حصيلة الوفيات إلى 211 ألفا و843 وفاة. إلا أن عدداً من الخبراء يرى أن العدد الفعلي أكبر بكثير إذ إن عدد الفحوص ليس كافيًا، وأسباب الوفاة لا تسجل بدقة.
وحتى قبل إطلاقه، يبدو أن برنامج التلقيح الهندي على نطاق واسع مقوّض، وحذّرت ولايات عدة من بينها ماهاراشترا، ونيودلهي، وهما من بين الأكثر تضرراً، من أنها لا تملك مخزونات كافية من اللقاحات، وأن النشر الموسع للقاحات مهدّد بخلافات إدارية، وارتباك حول الأسعار، ومشاكل تقنية في منصّة اللقاحات الإلكترونية التابعة للحكومة.
حتى الآن، أُعطيت حوالى 150 مليون جرعة، أي 11.5% من السكان، وحصل 25 مليون منهم على الجرعة الثانية، وقال جايانتي فازانت، في مركز للتلقيح مكتظ في بومباي، إن "طوابير الانتظار هنا هائلة للغاية"، مضيفاً أن "الناس لا يكفون عن التقاتل".
في دلهي، كان مئات الأشخاص يتدافعون أمام أحد المستشفيات النادرة التي تعطي اللقاحات للأشخاص دون الـ45 سنة، وقالت عاديا ميهتا (25 سنة): "يُصاب عدد كبير من الأشخاص. نريد فقط أن نكون هنا في أقرب وقت ممكن".
وتوفي 16 مصاباً بكوفيد-19 وممرضتان السبت في حريق في مستشفى في بهاروش في ولاية غوجارات الغربية، في حادثة حريق جديدة في مستشفيات غارقة في الوباء.
وبدأت المساعدات الطبية الدولية التي أعلنت عنها أكثر من أربعين دولة، بالوصول هذا الأسبوع إلى الهند، حيث تعاني المستشفيات من نقص كبير في الأسرّة والأوكسجين والأدوية، وسيتمّ السبت، تحميل طائرة بمعدات طبية من مطار رواسي الفرنسي، وسبق أن حطّت، الجمعة، طائرة عسكرية أميركية تحتوي على أكثر من 400 قارورة أوكسجين، بالإضافة إلى معدّات استشفائية أخرى، وقرابة مليون من معدات الفحص السريع لكشف الإصابة بكوفيد-19، ويُرتقب وصول إمدادات من دول عدة في الأيام المقبلة.
(رويترز، فرانس برس)