أعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم الجمعة، عن إجراءات مشدّدة اتخذتها للتصدي لسلالة فيروس كورونا الجديدة، التي ظهرت خلال الأيام الأخيرة في روسيا، مؤكّدة أنّ تراجع نسب الإصابات في البلاد لا يعني التخلّص من الفيروس.
مدير عام الصحة في وزارة الصحة العراقية رياض عبد الأمير قال إنّ "إجراءات وزارة الصحة تضمّنت التواصل مع الجهات العالمية، بعد إعلان روسيا عن وجود سلالة جديدة من كورونا". وأضاف، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنّ "الوزارة قرّرت استمرار العمل بالإجراءات الوقائية، والتشديد على زيادة نسبة متلقي اللقاح الذي يعدّ الحلّ الأفضل، لا سيما أنه ساهم بشكل كبير في التقليل من شدّة الإصابة بكورونا بجميع تحوّراتها".
وأضاف عبد الأمير أنّ "جميع العلماء لا يتنبأون بنهاية قريبة للفيروس، وأنّ المتحورات قد تستمر، ولا يمكن التكهّن بمدى شراستها أو ضعفها"، وأضاف أنه "حتى الآن، لا تتوفّر معلومات كافية عن السلالة الجديدة".
واستبعد "منح الجرعة الثالثة من لقاح كورونا في الوقت الحالي، خاصة أنّ نسبة متلقي اللقاح حتى الآن لم تتجاوز الـ22% من الفئة المستهدفة، ولا بد من رفع النسبة إلى 60% قبل أن يتم التفكير بمنح الجرعة الثالثة للفئات ذات الخطورة العالية".
وأشار عبد الأمير إلى أنّ "المستشفيات المخصّصة لعلاج كورونا تقدّم خدمات صحية أخرى، وأنّ قلة أعداد الإصابات لا تعني إغلاق تلك المستشفيات، بل هي مستمرة بتقديم الخدمات الصحية الاعتيادية للمواطنين".
وكانت وزارة الصحة العراقية قد قرّرت أخيراً منع دخول غير الملقحين ضد فيروس كورونا إلى المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والجامعات في عموم البلاد، في خطوة تهدف إلى توسيع دائرة أخذ اللقاح، التي تخطت أخيراً حاجز الـ5 ملايين شخص، فيما تخطّط الوزارة إلى تلقيح 20 مليوناً بنهاية العام الجاري.
وبشكل عام، تراجعت أخيراً نسب الإصابات اليومية في المحافظات العراقية بشكل كبير عمّا كانت عليه في الشهرين الماضيين، وهي كانت قد وصلت حينها إلى 12 ألف إصابة في اليوم الواحد، فيما لا تزيد الإصابات اليوم عن 1800 إصابة، وقد تتراجع أحياناً إلى ما دون الـ1000، الأمر الذي خلق حالة من الطمأنينة لدى المواطنين.
نقابة الأطباء العراقية، دعت من جهتها إلى متابعة ملف المسافرين القادمين من روسيا، وإخضاعهم للعزل الصحي والفحوصات. وقال عضو النقابة ماجد العيسى إنّ "الإجراءات الوقائية الداخلية مهمة، لكن الأهم اليوم هو اتخاذ إجراءات لإخضاع القادمين من روسيا إلى الفحوصات المطلوبة، وإخضاعهم للعزل الصحي، ومنع اندماجهم بالمجتمع حتى يتم التأكد من عدم إصابتهم بالسلالة الجديدة".
وحمّل العيسى، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، وزارة الصحة العراقية "مسؤولية اتخاذ كل القرارات اللازمة بهذا الشأن، للحفاظ على سلامة مواطنينا من السلالة الجديدة، ومنع دخولها إلى العراق".