استفاق الأهالي في مدينة الشحيل بريف دير الزور شرقي سورية على مشهد لم يألفوه سابقاً إلا في ظل سيطرة تنظيم "داعش" على المنطقة، إذ وجدوا رأس رجل فصل عن جسده في وسط المدينة وبجانبه رسالة على لوح من الورق المقوى حملت توقيع "الدولة الإسلامية" وفيها وعيد لمن وصفوا بـ"أهل الكفر".
وأثارت الحادثة مخاوف الأهالي الذين يعيشون في ظل حالة من الانفلات الأمني، إذ تسيطر مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" "قسد" على المدينة وتستبدّ تجاه كل من يخالفها وينتقد سياستها الإدارية أو الأمنية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الأهالي عثروا صباح اليوم على شخص مقتول فصل رأسه عن جسده وألقي به بالقرب من مقر مجلس بلدية المدينة التابع لـ"قسد"، ووضعت بجانب الرأس لوحة من الورق المقوى كتبت عليها رسالة موقعة من قبل "الدولة الإسلامية"؛ في إشارة إلى تنظيم "داعش".
وجاء في الرسالة تهديد لمن قاموا "ببيع دينهم وآخرتهم بدنيا غيرهم" وتوعدتهم بعد وصفهم بـ"أمة الكفر" بأفعال "تشيب منها الولدان، والأدهى، والأمر"، وفق ما كتب في تلك الرسالة التي وضعت بجانب الرأس المقطوع.
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أنه لم تتوفر معلومات دقيقة عن هوية الشخص المقتول، إلا أن الحديث بين الناس يقول إنه من العناصر السابقين في قوات النظام السوري، وشارك في معارك ضد "داعش" في دير الزور، ومتهم بالعمالة لصالح "قسد" أيضاً.
وأكدت المصادر أنّ الحادثة أثارت مخاوف الأهالي، مضيفة أن هناك شكوكاً تحوم حول أشخاص يقومون بهذه الأفعال بدافع الانتقام، أو لتخويف السكان، وينسبونها لتنظيم "داعش"، وذلك في ظل ارتفاع وتيرة الاحتجاج على إدارات "قسد".
وكانت المدينة قد شهدت خلال الشهور الماضية عدة احتجاجات ضد إدارة "قسد"، قابلتها الأخيرة بحملات اعتقال طاولت العديد من الناشطين المعارضين لها في المنطقة، وتعرضت "قسد" أيضاً لعدة هجمات من مجهولين كان آخرها أمس، إذ أطلق مجهولون النار على حاجز لـ"قسد" في المدينة من دون وقوع أضرار بشرية.