دشنت قطر الخيرية المخيم الجراحي الثاني لإصلاح التشوهات الخلقية في القلب لدى الأطفال ببنغلادش، اليوم الاثنين، ويُنتظر منه أن يقدم العلاج والجراحة على مدى أسبوع لنحو 90 من الأطفال الأشد احتياجاً، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
ويتكون الطاقم الطبي من بروفسور في أمراض قلب الأطفال من جامعة تكساس الأميركية، وأطباء وجراحين متخصصين في قلب الأطفال من الأردن، ومؤسسة حمد الطبية، وفني تخدير بمستشفيات رام الله، إلى جانب عشرة من الكوادر الطبية المساعدة من بنغلاديش، وذلك للمساهمة في خفض معدل الوفيات والعجز الناجم عن المضاعفات المصاحبة للعيوب الخلقية في القلب بين الأطفال.
ويجري الأطباء خلال فترة المخيم العمليات الجراحية عبر تقنية القسطرة القلبية لإصلاح تشوهات القلب وعدم اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح، بالإضافة إلى الاستفادة من إمكانيات وخبرات الطاقم الطبي في تدريب وتأهيل الطواقم الطبية في المستشفيات المحلية.
وبدأ الطاقم الطبي فور وصوله بإجراء فحوصات متعددة من أجل تقييم الحالات وتجهيزها لإجراء العمليات، حيث تم التنسيق مع مستشفى القلب الوطني في بنغلاديش بإعداد قوائم تشمل 100 إلى 150 حالة مصابة بمختلف أنواع التشوهات.
وقال أستاذ طب القلب للأطفال ومدير الفيزيولوجيا الكهربية لقلب الأطفال بجامعة تكساس محمد نعمان: "إننا نبذل قصارى جهدنا لتوفير العلاج الأساسي لجميع الأطفال لكي يتمكنوا من عيش حياة أفضل"، مشيراً إلى أنه أجرى عملية لفتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، وذلك لإغلاق ثقب كبير في قلبها، حيث تم إغلاقه بنجاح باستخدام جهاز خاص باهظ الثمن.
ووفق الخبير في الشؤون الصحية بقطر الخيرية عبد المجيد الحميدي، فإن مئات المرضى من الأطفال لا يجدون أسرة في المستشفى على الرغم من كبر مساحته ووجود مئات الأسرة فيه، ما يدل على أن عدداً هائلاً من الأطفال يعانون من أمراض القلب الخلقية، مضيفاً أن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لتوسيع مرافق المستشفى وتزويده بالمعدات اللازمة.
وعبر أهالي الأطفال المستفيدين عن عميق سعادتهم وامتنانهم لأهل الخير في قطر الذين خففوا من معاناة أبنائهم الصغار وساهموا في إنقاذ حياتهم. وقال أمين حسن، والد الطفلة سعدية البالغة من العمر 8 سنوات، والتي تلقت العلاج بالمخيم، إنه "كان من الصعب للغاية بالنسبة لي إجراء العملية لطفلتي بسبب عدم مقدرتي المالية... ولا أعرف كيف أعبر عن امتناني لأهل الخير في قطر لإنقاذهم ابنتي".
أما تنزينه أختر (17 عاماً)، فقد خضعت لعملية جراحية في القلب بفضل مساعدة قطر الخيرية، وتقول والدتها: "كانت ابنتي تعاني من أمراض القلب منذ ولادتها، وحاولت بشتى الطرق علاجها لكنه لم يكن بمقدوري جمع كلفة إجراء العملية".
يُذكر أن قطر الخيرية كانت قد نظمت المخيم الجراحي الأول في مايو/أيارالماضي، وبلغ عدد المستفيدين من عمليات القلب 31 طفلاً يعانون من مشاكل في القلب بسبب أمراض خلقية.