فيضانات تركيا وسورية: استمرار لنكبة الزلزال

16 مارس 2023
زادت الفيضانات من معاناة منكوبي الزلزال (الأناضول)
+ الخط -

تستمرّ معاناة منكوبي الزلزال في جنوب تركيا وشمال سورية، بفعل الفيضانات الناتجة عن تساقط الأمطار الغزيرة في البلدين. وقتل 15 شخصاً وفقد 4 آخرون من جراء السيول والفيضانات في ولايتي شانلي أورفة وأدي يامان جنوب تركيا، المنكوبتين بفعل الزلزال المزدوج الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير/شباط الماضي. وأدت الفيضانات إلى توقف التعليم في مدارس شانلي أورفة.

وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ارتفاع عدد الذين فقدوا حياتهم من جراء كارثة السيول والفيضانات جنوبي البلاد إلى 14 شخصاً، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في ولاية شانلي أورفة أمس الأربعاء، لتعثر فرق الإنقاذ بعدها على جثة مدني آخر فقد حياته من جراء السيول.

وشهدت المنطقة، بحسب صويلو، أمطاراً غزيرة بدءاً من صباح أول من أمس الثلاثاء، لتزداد فجر أمس في ولايات شانلي أورفة وأدي يامان وملاطية، ما أدى إلى حدوث سيول وفيضانات. وقال إن الكارثة أسفرت عن وفاة 12 شخصاً في شانلي أورفة، واثنين في أدي يامان، لافتاً إلى أن أعمال البحث عن 5 مفقودين مستمرة.

وبحسب صحيفة "خبر تورك"، توفي 13 شخصاً في ولاية شانلي أورفة و2 في ولاية أدي يامان، ولا يزال البحث جارياً عن 4 آخرين.

ومن بين القتلى 5 سوريين من عائلة واحدة تتحدر من مدينة موحسن بريف دير الزور الشرقي.

وشهدت المنطقة أمطاراً غزيرة لم تشهدها من قبل، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهار المجاورة، لتنتقل إلى داخل المدينة، حاملة معها الأتربة والأوساخ التي أدت بدورها إلى انسداد في شبكات الصرف الصحي.

وبسبب غزارة الأمطار، غرقت سيارات في المناطق المنخفضة في مدينة شانلي أورفة. وحذرت الولاية القاطنين في الطوابق الأرضية من البقاء في منازلهم، مطالبة إياهم بالخروج منها.

وأظهرت لقطات مصورة نشرت على وسائل الإعلام انجراف شاحنة، ولا يزال البحث جارياً عن السائق. كما أدت الأمطار إلى انجراف منزل مسبق الصنع، ولا يزال البحث جارياً عن شخصين كانا يقيمان فيه بشكل مؤقت بعدما شردهما الزلزال. 

وتواصل الفرق الفنية التركية إزالة المياه والأتربة من الشوارع وفتحها مجدداً، في وقت أطلقت فيه تحذيرات أخرى بقدوم موجة أمطار جديدة ستضرب المنطقة في نهاية الأسبوع الجاري. وأدت السيول إلى غرق منطقة بالاقلي غول التاريخية في ولاية شانلي أورفة، والتي تشتهر بأسماكها، التي يعتقد أهلها أنها مباركة.

كما أدت الأمطار والسيول إلى انقطاع الطرقات وانهيار بعض الجسور، فيما انتقلت فرق الإنقاذ إلى المنطقة، وعملت القوات المسلحة على إجلاء المحاصرين من خلال إنشاء جسور مؤقتة سريعة. ويعتبر تقاطع آبيدة في مدينة شانلي أوروفة من أكثر المناطق تضرراً. وعلقت سيارات عدة في النفق تحت مياه الأمطار، وأُنقذ بعضهم، في وقت فقد آخرون حياتهم.

ومددت ولاية شانلي أورفة تعليق الدراسة التي بدأت أمس حتى يوم غد الجمعة. وسُمح للموظفين في القطاع العام من ذوي الإعاقة أو الذين لديهم أوضاع خاصة، بالحصول على إجازات.

وبسبب تأثيرات الفيضانات والسيول، أفرغت بعض المخيمات التي تؤوي منكوبين من جراء الزلزال في الولايات المجاورة بشكل احترازي، ومنها مخيم في ولاية دياربكر. وفي منطقة قزل تبه بولاية ماردين، ملأت المياه عدداً كبيراً من الأراضي، وغرقت بعض الطرقات بسبب كثافة مياه الأمطار، وأدى ارتفاع مستوى مياه الأمطار أيضاً إلى غرق بعض البيوت بمياه السيول.

وفي سورية، توفيت امرأة وأُصيب نازح بجروح خطيرة في شمال شرق البلاد، نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدن وبلدات شمال شرقي البلاد. وتضررت ثلاثة مخيمات، وجُرف عدد كبير من المنازل، وغمر بعض منها بالمياه، وغرقت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى انهيار جسر يصل محافظتي دير الزور بالرقة. كما تصدّع جسر الجلامدة بريف دير الزور الغربي شمال شرقي سورية، وسط مناشدات لمساعدة الأهالي في المناطق المتضررة. ويقول الناشط أسامة أبو عدي لـ"العربي الجديد": "تشهد مناطق متفرقة من ريف الرقة ومخيماتها العشوائية وأحياء المدينة، عاصفة مطرية شديدة صاحبتها أمطار غزيرة، وأدت إلى حدوث فيضانات واقتلاع عدد من الخيام في مخيم الشلاش، ومخيم سهلة البنات، ومخيم البيت اليوناني. كما شهد ريف الرقة الشرقي تدمير جسر الشريدة وخروجه عن الخدمة، كما تضررت أجزاء من جسر منكلان بمنطقة الحمرات بالريف الشرقي".

يضيف: "نتيجة الفيضانات والأمطار، توفيت امرأة في منطقة دبسي عفنان بريف الرقة الغربي نتيجة انهيار منزلها، وأُصيب نازح بجروح خطيرة في مخيم سهلة البنات، وغرقت أكثر من 15 خيمة وتشكلت بحيرات في وسط المخيم، كما تضرر مخيم البيت اليوناني".

وتقول مصادر محلية أخرى لـ"العربي الجديد" إن "السيول غمرت خلال الـ24 ساعة الماضية، قرية أبو جري، الواقعة جنوبي محافظة الحسكة على الحدود السورية العراقية (شمال شرق سورية)"، مؤكدةً أن هناك أهالي محاصرين نتيجة الفيضانات، في ظل طلب مناشدة لمساعدة محاصرين وعالقين ضمن السيول. وأشارت المصادر، إلى أن السيول تسببت في انهيار جسر يصل محافظة الرقة بمحافظة دير الزور شرق سورية، وتسبب الانهيار في قطع الطريق، بالإضافة إلى غمر عدة منازل في المكان، موضحةً أن منازل طينية عدة تهدمت في قرية قبر كبير بريف ناحية تل تمر شمالي محافظة الحسكة بفعل الأمطار، وغرق أكثر من 30 منزلا في قرية الدشيشة بريف الحسكة الجنوبي (شمال شرق)".

وبحسب مصادر محلية، انهار أكثر من 25 منزلاً في قرى وبلدات العزبة ومعيزيلة وعظمان بريف دير الزور الشمالي بسبب السيول. وأوضح رئيس بلدية القصبي بريف دير الزور الشمالي، صالح السفيرة، أن السيول والفيضانات التي تشكلت نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة تسببت في غمر جزء من الأراضي الزراعية وقطع طريق القصبي ـ معدان عتيق. وأعلنت لجنة الإدارة المحلية والبلديات في مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية من خلال آلياتها وبلديات الريف ودائرة الخدمات الفنية، حالة الطوارئ في ريف الرقة الشرقي في منطقة الحوس، بسبب انقطاع طريق الرقة ـ دير الزور بشكل كلي.

المساهمون