استمع إلى الملخص
- جزر المحيط الهادئ، رغم انبعاثاتها الضئيلة، تواجه تهديداً كبيراً من ارتفاع منسوب المياه، وأصدرت الأمم المتحدة ورقتين بحثيتين حول تأثيرات هذا الارتفاع.
- تقارير الأمم المتحدة أظهرت أن مستويات سطح البحر في جنوب غرب المحيط الهادئ ارتفعت بأكثر من الضعف عن المتوسط العالمي، مما يزيد من تواتر العواصف والفيضانات.
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال "قمة منتدى جزر المحيط الهادئ"، اليوم الثلاثاء في تونغا، "نداء استغاثة عالمياً" للتصدّي لأزمة ارتفاع منسوب مياه البحار في هذه المنطقة. وخلال القمة، نشر غوتيريس بحثاً يفيد بأنّ ارتفاع منسوب مياه البحار في هذه المنطقة زاد بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي. وقال: "أنا في تونغا لإطلاق نداء استغاثة عالمي بعنوان أنقذوا بحارنا، بشأن ارتفاع منسوب مياه البحار. هناك كارثة عالمية تعرّض للخطر جنّة المحيط الهادئ".
والسبب واضح، كما قال غوتيريس، وهو غازات الاحتباس الحراري الناجمة بشكل كبير عن حرق الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز). وفسّر هذه العلاقة بالقول إن البحار امتصت أكثر من 90% من الاحترار العالمي خلال السنوات الخمسين الماضية، وإن المياه تتمدد عندما تسخن، والكتل والصفائح الجليدية تذوب في البحار فتضيف إلى حجمها.
وجزر المحيط الهادئ التي تتميّز بكثافتها السكانية المنخفضة وندرة الصناعات الثقيلة فيها ينبعث منها مجتمعة أقلّ من 0.02% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية سنوياً. وهذه المجموعة الواسعة من الجزر البركانية والجزر المرجانية المنخفضة مهددة بارتفاع منسوب مياه البحار.
I'm in Tonga to issue a global SOS – Save Our Seas.
— António Guterres (@antonioguterres) August 26, 2024
Global average sea levels are rising at rates unprecedented in the past 3,000 years.
The ocean is overflowing because of climate change.
The world must #ActNow & answer the SOS before it's too late.https://t.co/5bZuelvQ40 pic.twitter.com/B8ltc6Sej5
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تتولى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مهمة مراقبة القياسات من أجهزة قياس المد والجزر المثبتة على شواطئ في المحيط الهادئ.
وأصدرت الأمم المتحدة ورقتين حول ارتفاع منسوب البحار، الأولى من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول حالة المناح في جنوب غرب المحيط الهادئ، والثانية هي تقرير من فريق العمل المناخي التابع للأمم المتحدة يلخص المعلومات العلمية بشأن "ارتفاع سطح البحار في عالم يزداد دفئاً".
وقال غوتيريس إن الورقتين تظهران تسارع التغييرات التي تلحق بالمحيطات والآثار المدمرة الناجمة عن ذلك. وأضاف: "شهر بعد الآخر، تحطم درجات حرارة البحار الأرقام القياسية، وتصبح موجات الحرارة البحرية أكثر شدة وأطول أمداً، لتتضاعف وتيرتها منذ عام 1980. ويزيد ارتفاع مستوى البحار تواتر وحدة العواصف والفيضانات الساحلية".
ويؤكد تقريرا الأمم المتحدة أن مستويات سطح البحر النسبية في جنوب غرب المحيط الهادئ ارتفعت أكثر عن المتوسط العالمي، وفي بعض المواقع بأكثر من الضعف عن الزيادة الدولية خلال السنوات الثلاثين الماضية.
ومن دون خفض كبير في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، يمكن أن تشهد جزر المحيط الهادئ زيادة إضافية تقدر بخمسة عشر سنتيمتراً على الأقل في ارتفاع منسوب البحار بحلول منتصف القرن، وأكثر من 30 يوماً في العام من الفيضانات الساحلية في بعض المواقع. ويظهر التقريران أن متوسط ارتفاع منسوب البحار زاد بأكثر من الضعف منذ تسعينيات القرن الماضي. وارتفع المتوسط العالمي لسطح البحار بأكثر من 10 سنتيمترات منذ عام 1993. وأشار غوتيريس إلى المعلومات العلمية التي تفيد بأن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين يمكن أن يؤدي إلى فقدان كل الغطاء الجليدي في غرينلاند تقريباً ومعظم الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية.
يُذكر أنّ غوتيريس كان قد عبّر، في يوليو/ تموز الماضي، عن قلقه من تغير المناخ المتسبّب في الحر الشديد الذي يهدّد العالم، في وقت لا تتحرّك فيه الحكومات كفاية لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل الحدّ من تبعات ذلك. ودعا إلى مواجهة الحقائق، مبيّناً أنّ "درجات الحرارة القصوى لم تعد ظاهرة ليوم واحد أو أسبوع واحد أو شهر واحد... الأرض صارت أكثر سخونة وأكثر خطورة على الجميع، في كلّ مكان".
(فرانس برس، العربي الجديد)