لليوم الرابع على التوالي، يتواصل اندلاع حريق كبير في أكبر مكب للنفايات في قطاع غزة، في ظل محاولات مضنية تبذلها السلطات المحلية ممثلة بالدفاع المدني وبلدية غزة ووزارة الأشغال العامة والإسكان ومؤسسات محلية أخرى للسيطرة على الحريق الهائل.
واندلع الحريق مساء يوم الجمعة الماضي لأسباب ما تزال مجهولة بالنسبة للسلطات التي فتحت تحقيقاً تشرف عليه الأجهزة الأمنية التي تديرها حركة حماس للوصول إلى أسباب اندلاع الحريق الذي يعتبر الثاني منذ بداية العام الحالي، بعد حريق اندلع في شهر مارس/ آذار الماضي.
ويلاحظ سكان مدينة غزة انبعاث الدخان وروائح كريهة في أوقات الصباح الأولى والمساء نتيجة لاستمرار الحريق في مكب نفايات جحر الديك، الذي يعتبر أكبر مكب في القطاع ويخدم قرابة 8 بلديات بالإضافة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ويقع المكب في المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة غزة على مقربة من السياج الحدودي، وعادة ما يقوم الاحتلال الإسرائيلي باستهداف محيطه بإطلاق قنابل الغاز أو الرصاص خلال تواجد العاملين فيه وهو ما يؤدي لاشتعال حرائق صغيرة أو التأثير على عمله.
وأكدّ الناطق باسم بلدية مدينة غزة حسني مهنا أن الطواقم العاملة تواصل عملها لاحتواء الحريق المتواصل لليوم الرابع على التوالي، وتمكنت من السيطرة إلى حد ما على امتداد النيران، لافتاً إلى أن احتواء الحريق بشكلٍ تام قد يستغرق حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وقال مهنا لـ "العربي الجديد" إن الأسباب المتعلقة باندلاع الحريق لا تزال غير معلومة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكبرى نظراً لاستهدافه المتكرر لمحيط المكب الذي يخدم عدداً كبيراً من المؤسسات المحلية و"أونروا" ويعتبر الأكبر من ناحية المساحة.
وأشار إلى أن مساحة المكب الإجمالي تبلغ 220 دونماً (الدونم ألف متر مربع)، فيما يستقبل يومياً قرابة ألف طن من النفايات ما يجعله الأكبر والأضخم، مؤكداً أن الإمكانيات الضعيفة تجعل من عملية السيطرة على الحريق تستغرق وقتاً طويلاً من قبل طواقم الدفاع المدني.
وبحسب الناطق باسم بلدية مدينة غزة، شهد يوم أمس الأحد اتساع النيران لتصل إلى مساحة إجمالية تبلغ 50 دونماً من جراء ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الرياح وتفاعل الغازات بفعل النفايات الموجودة داخل المكب، ما يصعب من مهمة السيطرة على الحريق بشكلٍ سريع.
ولفت إلى أن بلدية غزة قامت بالتواصل مع مختلف الأطراف المحلية والدولية لوضعها في صورة الحريق في ضوء ضعف الإمكانيات المتاحة واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام السابع عشر على التوالي، وعدم وجود إمكانيات متطورة تساهم في السيطرة على الحرائق لدى الدفاع المدني في غزة.
وتعاني المجالس المحلية والبلديات من أزمات شديدة نتيجة لظروف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2006، وعدم وجود إمكانيات مالية في ضوء عدم إجراء الانتخابات الخاصة بها نتيجة للانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس.