عودة إلى المدارس- الملاجئ

06 ديسمبر 2023
أطفال نازحون داخل مدرسة لأونروا (دعاء الباز/الأناضول)
+ الخط -

قبل عشرة أيام فقط من انفجار الوضع في قطاع غزة، أصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) بياناً، أفادت فيه بأنّ نحو 300 ألف طفل فلسطيني عادوا إلى مدارسها في القطاع، فيما تعمل الوكالة على تعيين أكثر من 500 معلّم جديد لدعم حصول هؤلاء على تعليم نوعي.
تبيّن وكالة أونروا، على موقعها الرسمي، أنّها تدير 288 مدرسة في قطاع غزة ويعمل لديها أكثر من 9300 معلّم ومعلّمة. كذلك أنشأت ثلاث مدارس جديدة في مدينة خانيونس جنوبي القطاع وفي مدينة غزة لاستيعاب الزيادة في عدد التلاميذ، وقدرها أكثر من 4600 هذا العام. وهي تشير إلى أنّ تصميم هذه المرافق أتى ليوفّر مساحة آمنة للتلاميذ من أجل التعلم والتطوّر.
وفي هذا السياق، قال مدير شؤون وكالة أونروا في غزة توماس وايت: "كان من الرائع أن نرى مدى سعادة الأطفال بالعودة إلى المدرسة". ورأى أنّ "مدارس أونروا في غزة اصبحت، بالنسبة إلى أطفال كثيرين، واحدة من الأماكن القليلة جداً التي يمكنهم أن يكونوا فيها أطفالاً". أضاف أنّ في تلك المدارس "يتعلّمون ويكبرون ويلعبون ويكوّنون صداقات ويمارسون أنشطة في الهواء الطلق".
لكنّ الوصف الذي قدّمه وايت أتى عمره قصيراً جداً. فالاطفال السعداء الذين عادوا للقاء رفاقهم وزملائهم ومعلّميهم، لم تدم فترة سعادتهم طويلاً، لا بل عاد أطفال من هؤلاء إلى مدارسهم نازحين مع ذويهم وليس بصفتهم تلاميذ.
وعاد الأطفال وهم يعتقدون، وفقاً لما ذكره المتحدّث باسم وكالة أونروا في قطاع غزة عدنان أبو حسنة، أنّ مدارس الوكالة الأممية التي يلجأون إليها آمنة. وإذ قال إنّ أعلام الأمم المتحدة التي ترفرف أمامها توفّر نوعاً من الأمان لهم، أشار إلى أنّه "بصراحة لا مكان آمناً في غزة". أضاف أبو حسنة أنّ وكالة أونروا تقدّم الغذاء ومواد التنظيف ومياه الشرب والعناية الطبية والدعم النفسي إلى أشخاص تركوا كلّ شيء خلفهم وجاءوا إلى مدارسها رغماً عنهم.

لكنّ عين وكالة أونروا بصيرة ويدها قصيرة. ومن المعروف أنّها تعاني من عجز في ميزانيتها السنوية، وهي توجّه النداء تلو الآخر إلى المانحين من دون أن تلقى تجاوباً كبيراً، علماً أنّ الجميع يعرف أنّ القسم الأساسي من الموازنة يُوَجَّه نحو التعليم والصحة.
وثمّة معضلة تعاني منها وكالة أونروا وهي أنّ أهل قطاع غزة ينظرون إليها بوصفها المؤسسة أو الجسم الوحيد المنظّم الذي يستطيع دون سواه تقديم خدمات لنحو 75 في المائة من سكان قطاع غزة الذين هم لاجئون أو في حكم اللاجئين.
من جهته، قال المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني: "لا مكان للهرب في قطاع غزة، الذي كان يواجه أصلاً أزمات كبيرة مثل وباء كورونا". أضاف أن "أونروا" التي فتحت أبواب مدارسها لإيواء النازحين، هي في حاجة ماسة للحصول على الدعم، لكي تستطيع الاستمرار في تقديمه إلى من يحتاج خدماتها، إذ إنّ تزايد الأعداد وطول مدّة الحصار قد يقودان إلى "عدم قدرة الوكالة على مواجهة تداعيات التصعيد العسكري".
(باحث وأكاديمي)

المساهمون