عواصف ترابية تضرب 11 محافظة عراقية: إغلاق المدارس والمطارات وحالات اختناق

16 مايو 2022
انعدام شبه تام للرؤية في بغداد بسبب العاصفة الترابية (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

تعرضت 11 محافظة عراقية من بينها العاصمة بغداد، لعواصف ترابية شديدة، اجتاحت أغلب مناطقها، وتسببت في عشرات من حالات الاختناق، وانعدام شبه تام للرؤية.

وتوقّعت هيئة الأنواء الجوية، مساء الأحد، تعرض البلاد لعاصفة ترابية كثيفة، وحددت المدن الأكثر تأثراً بها.

وبدأت العواصف المُحمّلة بكميات كبيرة من التراب الصحراوي، بمحافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى قبل أن تصل إلى بغداد ومنها إلى محافظات بابل وواسط وكربلاء والنجف وديالى وكركوك، ويتوقع أن تصل إلى مناطق أخرى من البلاد.

عراقية تحمي وجهها بكمامة بينما يغطي الغبار بغداد (مرتضى السوداني/الأناضول)

ووفقاً لمدير إعلام هيئة الأنواء الجوية، عمار الجابري، فإنّ "البلاد تتأثر بامتداد المنخفض الجوي القادم من شمال أفريقيا، والذي أدى إلى ارتفاع في درجات الحرارة العظمى وانحسر تأثيره بسبب امتداد مرتفع جوي قادم من البحر المتوسط"، مبيناً في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "المرتفع أدى إلى انخفاض في درجات الحرارة وتصاعد الغبار والعواصف الترابية في المنطقة الشمالية، حيث محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى وأجزاء من السليمانية والمنطقة الغربية ممثلة بمحافظة الأنبار، والوسطى العاصمة بغداد، وشمال شرقي البلاد حيث محافظة ديالى".

وأضاف أن "مدى الرؤية بلغ 1000 متر، ونعتقد أنه سيكون خطراً على الملاحة الجوية وحركة السيارات في الطرق الخارجية، لذلك نحذر من السفر براً أثناء العاصفة"، مشيراً إلى أن "البلاد تأثرت أيضاً بمنخفض آخر مع رياح شمالية غربية معتدلة تتراوح سرعتها ما بين 20-30 كيلومتراً بالساعة، تنشط على فترات من 30-40 كيلومتراً في الساعة، ما سبب تصاعد غبار وحدوث عواصف ترابية".

تسببت العواصف بانعدام الرؤية على الطرق (مرتضى السوداني/الأناضول)

وأكد أن "مدن بغداد وبابل وأجزاء من محافظات كربلاء والنجف والمثنى تتأثر به، وأن مدى الرؤية يصل إلى أقل من 1000 متر وتنبغي أيضاً الحيطة والحذر"، مبيناً أن "آثار موجة الغبار ستنتهي مساء اليوم، وتأثيرات المنخفض الجوي ستقل خلال أيام بسبب امتداد المنخفض الجوي والذي نسميه الموسمي، الذي يتشكل على الأراضي الهندية ويسبب تأثيره ارتفاعاً بدرجات الحرارة يشبه ما حدث في الفترة نفسها العام الماضي".

من جهتها، أعلن كل من وزارتي التربية والتعليم العالي، عن تعطيل الدوام الرسمي اليوم الإثنين، بسبب العواصف وسوء الأحوال الجوية مع تأجيل الامتحانات في عدد من الجامعات الحكومية.

ضرورة أخذ الحيطة والحذر في الطرق (مرتضى السوداني/الأناضول)

كما تم تعليق حركة الطيران الجوية في مطار بغداد الدولي بشكل كامل.

شهود عيان أكدوا لـ"العربي الجديد"، أن "المستشفيات غصّت بمئات من حالات الاختناق، وأن ردهات الطوارئ لا تستوعب الأعداد المستمرة المتوافدة عليها حتى صباح اليوم"، مؤكدين أن "أغلب المصابين بتلك الحالات يخضعون للعلاج بالأوكسجين لتسهيل عملية التنفس".

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في وقت سابق، أن المؤسسات الصحية تعمل على مدار 24 ساعة في استقبال جميع الحالات، ومن بينها حالات الاختناق والتحسس جراء الأجواء المغبرة، وتم توفير آلاف من سيارات الإسعاف مع كوادرها الموجودة في بغداد والمحافظات.

ومع شدة العاصفة الترابية، والانعدام شبه التام للرؤية، بدأت صباحا الزحامات المرورية في شوارع وتقاطعات العاصمة بغداد، لا سيما مع عدم تعطيل الدوائر الحكومية والأهلية، ما أجبر الموظفين على الخروج إلى دوائرهم.

ومنذ بداية حلول فصل الصيف، تشهد المحافظات العراقية موجات متتابعة من العواصف الترابية، تتركز بمحافظات الأنبار ونينوى وأجزاء من محافظات إقليم كردستان، فضلاً عن محافظتي صلاح الدين وكركوك والعاصمة بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، وقد تسببت بتسجيل وفيات ومئات من حالات الاختناق.

وكانت وزارة البيئة العراقية، قد عبرت عن قلقها من جراء التأثيرات السلبية لاستمرار العواصف الترابية في عدد من محافظات البلاد، مطالبة بمعالجات تحد منها، وسط تأكيدات بوجود عقبات كثيرة مالية وأمنية وأخرى تتعلق بشح المياه تحول من دون إمكانية توسيع الغطاء النباتي والأحزمة الخضراء في البلاد.

المساهمون