ترك عبد الله طه منزله في سورية، وخاطر بالعبور نحو تركيا، إلى مستقبل أفضل. تجاوز الصعوبات ونجح في تحقيق حلمه
ترعرع عبد الله طه في مدينة دمشق، متمسكاً بأصوله الفلسطينية، ليسكن في مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية.
طه ولد عام 1995، نزح إلى مدينة المزة، بعد بدء الثورة في سورية، من دون أن يدرك أنّه سيخوض لاحقاً رحلة طويلة.
يقول طه لـ "العربي الجديد": "بعد المرحلة الثانوية، كنت متأكداً من رغبتي في أن أصبح مهندساً. حصلت على درجة 220 من 240 في الثانوية العامة، وتم قبولي في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق. درست في هذه الكلية لمدة سنتين. لكن مع ازدياد خطورة الأوضاع عامي 2014 و2015، واعتقال بعض أصدقائي في الجامعة، زاد الذهاب إلى الحرم الجامعي صعوبة وخطورة. حينها علمنا أنا وعائلتي أنّ وقت الرحيل قد حان". يروي طه قصة مغادرة سورية، والصعوبات التي واجهها، قائلاً: "بدت لنا تركيا الوجهة الأنسب، على الرغم من صعوبة الوصول إليها، فقد اضطررنا لوضع حياتنا في خطر عبر خروجنا بشكل غير قانوني. كفلسطينيين سوريين لم يكن لنا الحق في دخول الأراضي التركية بشكل قانوني. كانت رحلة دخولنا الأراضي التركية عبر التهريب خطرة جداً. لكنّنا دخلنا عبر أنطاكيا بسلام، وتابعنا رحلتنا إلى إسطنبول. كانت فكرة الخروج من سورية حلماً. مرّت أول سنة علينا في العمل بمغاسل السيارات، وورش الخياطة والمعامل، إذ كان لا بدّ من العمل لتأمين سبل الحياة".
يتابع طه: "بعد أشهر من الصبر والمحاولة، تم قبولي في المنح التركية عام 2016 في فرع هندسة الكومبيوتر. لو لم يجرِ قبولي في المنحة التركية، ولولا دعم عائلتي المتواصل، لما كنت قادراً على متابعة تعليمي". أما عن التحديات التي مرّ بها، فيشير طه إلى أنّه خلال سنوات دراسته، كان التحدي الأول هو اللغة التركية. ويقول: "علمت أنّ اللغة ستكون عائقاً أمام كثير من الفرص. حاولت جاهداً تجاوز العائق، فقد كنت أسأل الأساتذة كثيراً، وكنت دائماً المبادر إلى تقديم العروض للواجبات الدراسية والمشاريع. كما عقدت كثيراً من الصداقات مع الطلاب الأتراك". يتابع: "أما التحدي الثاني فقد كان ناتجاً عن قناعتي بأنّ الجامعة لا تكفي أبداً لجعلي ناجحاً في مجالي، فعملت فترة في شركة برمجة، ونشرت ورقة بحثية في مؤتمر علمي، وأنجزت مشاريع عدة، خارج نطاق الجامعة. وكان تخرجي في عام 2020 بمعدل 3.55 من 4 باعتباري في المرتبة الأولى في شهادة هندسة الكومبيوتر في جامعة كيرك كالي، ثمرة تلك التحديات".