عام إضافي لدعم اندماج السوريين في نظام التعليم التركي

27 ابريل 2021
معلمة تركية تدرِّس لاجئين سوريين (أوزان كوزيه/ فرانس برس)
+ الخط -

أنهى قرار الاتحاد الأوروبي تمويل مشروع دعم اندماج الطلاب السوريين مع نظام التعليم التركي (PIKTES) في تركيا لعام إضافي، مخاوف المعلمين السوريين من الفصل، بعد طلب مديرية التعليم مدى الحياة في وزارة التربية التركية في أنقرة الشهر الماضي، إلى مديريات التربية والتعليم بالولايات، تزويدها بمعلومات عن التحصيل العلمي وشهادة إجادة اللغة التركية للمعلمين السوريين المتعاقدين مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). في السياق، تقول المعلمة السورية سهام أصلان، لـ "العربي الجديد": "كان التوقع أن يكون راتب الشهر الحالي الأخير الذي يتقاضاه معظم المعلمين، لكن تمديد المشروع أزال المخاوف". لكنها تعود وتشير إلى أن "الهواجس ما زالت قائمة، وخصوصاً من قبل حملة شهادات المعاهد المتوسطة، لأن ما تسرب عن "يونيسف" يتضمن الاستغناء عن الفائض والإبقاء على حملة الإجازات الجامعية والملمين باللغة التركية، وربما تزداد أجور المعلمين السوريين من بعدها لأننا نتقاضى أدنى أجر بتركيا وقيمته 2020 ليرة تركية (نحو 244 دولاراً أميركياً)". 

وكان الاتحاد الأوروبي قد مدد أخيراً مشروع دعم اندماج الطلاب السوريين مع نظام التعليم التركي لمدة عام إضافي، بعدما كان مقرراً انتهاء المشروع أواخر العام الجاري، على اعتبار أن بعض المشاريع لم تنته بعد، كما أن عدداً من التلاميذ السوريين لم يجيدوا اللغة التركية بعد. وأكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى تركيا، السفير نيكولاوس ماير-لاندروت، الاستمرار في تمويل مشروع "PIKTES" لعام إضافي، بعد زيارته ولاية أضنة جنوبي تركيا مؤخراً. وقال: "كجزء من برنامج الدعم من أجل أزمة اللاجئين، نقدم دعماً كبيراً للجانب التعليمي". وأشار ماير-لاندروت إلى وجود جزأين في الجانب التعليمي للمشروع: الأول بناء وتجديد المدارس، ففي أضنة، تم تجديد وبناء 39 مدرسة. أما الثاني، فيتركز على دعم وتدريب المعلمين. وفي النتيجة، يحصل أطفال اللاجئين السوريين على نفس مستوى التعليم الذي يحصل عليه أبناء البلد المضيف، مشيداً في الوقت نفسه بالنجاح الكبير الذي حققه المشروع، نتيجة المساهمة الفاعلة من وزارة التعليم والتربية التركية.

و"PIKTES"، هو مشروع تعليمي أطلقته وزارة التعليم والتربية التركية لدعم اندماج الطلاب السوريين مع نظام التعليم التركي، ويستهدف الطلاب المقيمين تحت الحماية المؤقتة، ويمول المشروع بالكامل من قبل الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج الدعم المالي لأجل اللاجئين في تركيا، عبر نظام الهبة المباشرة. 
وأطلق المشروع في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2016، ويعمل فيه نحو 12 ألف معلم سوري، يتقاضون راتباً قيمته 2020 ليرة تركية، بالإضافة إلى منسقين أتراك يتم من خلالهم الإشراف على المعلمين السوريين، والعملية التعليمية الخاصة بالتلاميذ السوريين.

لاجئان فلسطينيان من سورية يدرسان في أنقرة (محمد سليم كوركوتاتا/ الأناضول)
لاجئان فلسطينيان من سورية يدرسان في أنقرة (محمد سليم كوركوتاتا/ الأناضول)

في هذا الإطار، ترى المعلمة السورية في مدرسة "ياووز سليم المتوسطة" في إسطنبول، منار عبود، أن المشروع "يتجاوز الإسهام في حصول التلاميذ السوريين المقيمين تحت بند الحماية المؤقتة على التعليم، بل يشمل دعم اندماجهم في المجتمع التركي أيضاً". وتقول لـ "العربي الجديد": "لم يُبت نهائياً بوضع المعلمين المهددين بالفصل، ولكن على الأرجح، سيطاولهم التمديد لعام آخر"، مشيرةً إلى أنه في اليوم التالي لتمديد المشروع، تم إخبار التلاميذ السوريين بضرورة التمكن من اللغة التركية، لأن هناك اختبارا لمعرفة مستوى إلمامهم فيها، ومدى تحسنهم واندماجهم، مبينة أن الاختبار سيكون "أونلاين" بسبب وباء كورونا. وبالنسبة للتلاميذ الذين يحتاجون إلى تقوية، فسيتم فتح صفوف تقوية باللغة التركية باسم صفوف "أو يوم"، من خلال نظام مكثف. وإذا ما اجتاز التلميذ الاختبار وحصل على علامة النجاح والشهادة، يعود إلى مدرسته وصفه وفئته العمرية. وإن لم يحصل على علامة النجاح، يستمر بدروس التقوية.
وتلفت عبود إلى تعيين معلمين أتراك من قبل وزارة التربية التركية للإشراف على الطلاب السوريين وتعليم اللغة التركية من ضمن المشروع وتمويله. كما عُين مرشدون نفسيون لمتابعة الصعوبات التي يعانيها الطلاب السوريين في منازلهم أو في المدارس، من تنمر أو صعوبات في التعليم. وتوضح أنه سبق للتلاميذ السوريين خلال العامين الماضيين، أن خضعوا لهذا الاختبار وعادوا إلى صفوفهم بعد الحصول على علامة النجاح. لكنهم، أي نفس التلاميذ، مشمولون هذا العام بالاختبار، "ما سبب امتعاضاً لدى بعضهم وكذلك لدى أهلهم". 
وبعد عامين على إغلاق المدارس السورية (مراكز التعليم المؤقت)، يعمل في المدارس التركية نحو 12,350 معلماً سورياً، ويزيد عدد التلاميذ السوريين في تركيا عن 78 ألفاً يتلقون تعليمهم بالمجان في المدارس الحكومية. وأصدرت وزارة التربية والتعليم التركية قراراً بتنفيذ اختبار اللغة التركية للأجانب المسجلين بالمدارس التركية عبر تطبيق الـ "EBA" أونلاين.

وسيكون امتحان اللغة التركية لجميع التلاميذ الأجانب المسجلين في المدارس التركية من الجنسيات السورية، والعراقية، والأردنية بالإضافة إلى الجنسيات الأخرى.
إلى ذلك، يقول المطلع على شؤون اللاجئين السوريين في تركيا، المعلم السوري أحمد جميل نبهان، من ولاية أضنة: "في ظل تقاذف مصير المعلمين والطلاب السوريين، لا نسمع أي صوت للحكومة السورية المؤقتة بتركيا أو وزارة التربية السورية، رغم المخاطر التي يمكن أن تحصل، إن تم فصل المعلمين أو توقف الدعم عن التلاميذ السوريين، وخصوصاً أن نحو 2.4 مليون طفل سوري بعمر الدراسة داخل سورية وخارجها، هم خارج مقاعد المدارس بعد تخريب المدارس وتهجير السوريين". ويتخوف نبهان من الفصل، ولو بعد عام، "لأن المعلمين لا يجيدون غير التدريس، وهم حين يحاولون تحسين ظروف معيشتهم في تركيا لأن الراتب الذي يتقاضونه لا يكفي بدل إيجار المنزل وغيره من الالتزامات، يلجأون إلى أعمال أخرى مثل تنظيف الصحون في المطاعم وغيرها". يضيف: "لديّ أمثلة كثيرة عن معلم تم تغريمه لأنه يعمل سائق سيارة أجرة"، متسائلاً عن أسباب "عدم زيادة أجور المعلمين السوريين مع ارتفاع التكاليف المعيشية بتركيا، بعد تراجع سعر صرف الليرة التركية وغلاء الأسعار وزيادة أجور الموظفين مرتين خلال عامين، كان آخرها قبل أيام".

المساهمون