عاصفة شتوية قوية تجتاح الولايات المتحدة وتخوفات من "إعصار قنبلة"

23 ديسمبر 2022
ساد برد قارس معظم أنحاء الولايات المتحدة (أليكس وروبلوسكي/Getty)
+ الخط -

ساد برد قارس معظم أنحاء الولايات المتحدة في وقت مبكر من اليوم الجمعة، مصحوباً بعاصفة شتوية ضخمة تتجمع في الغرب الأوسط، ما دفع السلطات لإصدار تحذيرات لنحو ثلثي السكان من الطقس القاسي، وهو ما يربك خطط السفر لملايين الأميركيين.

ومع اقتراب عطلة عيد الميلاد في مطلع الأسبوع، من المتوقع أن تتطور العاصفة التي تلوح في الأفق إلى "إعصار قنبلة"، ما يؤدي إلى إطلاق ثلوج كثيفة تعيق الرؤية من السهول الشمالية ومنطقة البحيرات العظمى إلى أعالي وادي مسيسيبي وغرب نيويورك.

ومن المتوقع أن يمتد البرد القارس الذي اشتد بسبب الرياح العاتية إلى أقصى الجنوب حتى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

ونشرت السلطات تحذيرات من برد قارس عبر ولايات ساحل الخليج، تكساس ولويزيانا وألاباما وفلوريدا.

وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية أن الإعصار القنبلة قد يطلق العنان لتساقط ثلوج يصل ارتفاعها إلى 1.25 سنتيمتر في الساعة مدفوعة برياح شديدة القوة، وهو ما يحد من الرؤية إلى ما يقرب من انعدامها تماما.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس: "من فضلكم خذوا هذه العاصفة على محمل الجد (...) أدعو الجميع إلى الاستماع إلى التحذيرات على المستوى المحلي"، مؤكدا أن "الأمر جدي".

وأعلنت عدة ولايات حالة الطوارئ، بينها أوكلاهوما وكنتاكي، فيما ستنخفض الحرارة بشدّة وصولا إلى تكساس في جنوب البلاد.

وتغطي الثلوج أساساً عدداً من الطرق في جميع أنحاء البلاد. وتحدثت وسائل الإعلام عن وقوع حوادث. وأغلق "آي-90"، الطريق السريع الرئيسي الذي يعبر شمال الولايات المتحدة، في ولاية داكوتا الجنوبية، وقالت السلطات إنه لن يعاد فتحه قبل الجمعة.

وحذرت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية من أنها لاحظت انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة "في غضون ساعة أو أقل".

ونشرت سلطات ولاية وايومنغ صورا مذهلة للعاصفة التقطت من داخل سيارة أحد عناصرها، الأربعاء. وفي الخارج كان من المستحيل رؤية أي شيء لأن "الرؤية معدومة".

وقالت السلطات إن الثلوج والرياح ستؤدي إلى عواصف ثلجية في بعض الأماكن، ما يجعل أي تنقل "خطيرا إن لم يكن مستحيلا في بعض الأحيان".

وتستعد كندا أيضا "لدرجات حرارة منخفضة بشكل غير معتاد لهذا الموسم" وتساقط ثلوج كثيفة واحتمال هطول أمطار متجمدة في بعض المناطق.

وقد شجعت السلطات سكان كيبيك مثلاً على "إعداد خطط طوارئ والتزود بحقائب الطوارئ التي تحوي مياه شرب وطعاماً وأدوية ومعدات للإسعافات الأولية ومصباحاً يدوياً".

"تحدي غليان المياه" 

يتوقع أن يشتد البرد في الولايات المتحدة، الجمعة، ويستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد. وقالت وكالة الأرصاد الجوية في بوفالو بنيويورك إنها "عاصفة تحدث مرة واحدة كل جيل".

وستتأثر منطقة الغرب الأوسط والبحيرات العظمى بشكل خاص في نهاية هذا الأسبوع بعواصف ثلجية. ويتوقع أن تتدنى درجة الحرارة المحسوسة في منطقة السهول الكبرى إلى 55 درجة مئوية تحت الصفر.

وحذرت الوكالة من أن "منخفضا جويا بهذا الحجم يمكن أن يسبب تورما للبشرة خلال دقائق فضلا عن انخفاض حرارة الجسم والموت إذا استمر التعرض للبرد لفترة طويلة".

ويمكن أن تهب رياح قد تصل سرعتها إلى ثمانين كيلومتراً في الساعة، وهو ما قد يتسبب في سقوط أشجار وانقطاع للتيار الكهربائي.

ودفع البرد بعض الأشخاص إلى ممارسة "تحدي غليان المياه"، إذ ينشرون لقطات فيديو يظهرون فيها وهم يرشقون الماء الساخن جدا في الهواء ليتبلور على الفور.

وحذر موقع الأرصاد الجوية الخاص "أكيو-ويذر" من احتمال تشكل "قنبلة إعصارية" مع التقاء الهواء القطبي بكتلة من الهواء الأكثر دفئا، وهو ما يسبب انخفاضا سريعا في الضغط.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون