عاصفة الأمطار في الإمارات وعُمان: اضطراب الرحلات الجوية و22 وفاة

18 ابريل 2024
سيارات في شارع غمرته المياه بعد أمطار غزيرة في دبي، في 17 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عاصفة أمطار شديدة ضربت الإمارات وعمان لثلاثة أيام، أسفرت عن وفاة 22 شخصًا وتسببت في اضطرابات كبيرة بالرحلات الجوية والحياة اليومية، مع غمر المياه لمدرجات المطارات والطرق.
- جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين مستمرة، حيث أنقذت شرطة عمان السلطانية أكثر من 1630 شخصًا وأجلت أكثر من 630 آخرين، بينما تستمر الإمارات في مرحلة التعافي واستعادة الحياة الطبيعية.
- خبراء المناخ يربطون بين تغير المناخ وزيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة، مع نفي وكالة إماراتية لتأثير عمليات تلقيح السحب في حدوث العاصفة، وتأكيد السلطات على أهمية سلامة المواطنين ودعم الأسر المتضررة.

أدّت عاصفة الأمطار في الإمارات وعُمان لليوم الثالث على التوالي، إلى وفاة 22 شخصاً في البلدين، بالإضافة إلى حدوث اضطراب بالرحلات الجوية، وتعطيل مناطق واسعة، جراء منخفض جوي، وسط جهود متواصلة للعودة إلى الحياة الطبيعية.

وفي دبي، لا تزال العمليات في المطار، وهو مركز رئيسي للسفر، مضطربة بعد أن غمرت مياه عاصفة الأمطار المدرج يوم الثلاثاء، مما أدى إلى تحويل رحلات وإرجاء أو إلغاء أخرى. وقال المطار صباح اليوم الخميس إنه استأنف الرحلات الجوية القادمة في المبنى رقم 1، الذي تستخدمه شركات الطيران الأجنبية. ولفت إلى أن "الرحلات الجوية تستمر في التأخير والتعطيل". فيما أفادت شركة طيران الإمارات، الأكبر في المطار، بأنها ستستأنف إنجاز إجراءات السفر للمغادرين من دبي الساعة التاسعة صباحاً (0500 بتوقيت غرينتش) اليوم، مما يعني إرجاء الاستئناف من منتصف الليل ولتسع ساعات. ويواجه المطار صعوبات في توفير الطعام للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل، بعدما غمرت مياه السيول الطرق القريبة.

21 وفاة في عمان جراء عاصفة الأمطار

ووصلت عاصفة الأمطار التي ضربت عُمان يوم الأحد، إلى الإمارات يوم الثلاثاء. وجرى الإبلاغ عن وفاة شخص واحد في الإمارات و21 في عمان. 

وأعلنت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، اليوم الخميس، عن "ارتفاع عدد الوفيات جراء الحالة الجوية إلى 21، ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين اثنين آخرين مستمرة".

وتعاملت شرطة عمان السلطانية مع العديد من البلاغات خلال الأيام الثلاثة الماضية التي تلقاها مركز عمليات الشرطة وإدارات العمليات في القيادات الجغرافية تتعلق بالمنخفض الجوي، وقد تنوعت البلاغات ما بين احتجاز أشخاص، وانجراف مركبات، وطلب المساعدة، ونشوب حرائق.

وأوضحت وكالة الأنباء العمانية أن طيران الشرطة نفذ 50 طلعة جوية و152 عملية إنقاذ في مختلف محافظات السلطنة، وأن الجهود أسفرت عن إنقاذ أكثر من 1630 شخصاً، وإجلاء أكثر من 630 آخرين، إلى جانب نقل أطقم طبية ومساعدة الذين تقطعت بهم السبل.

وأشار العميد محمد بن ناصر الكندي، مدير عام العمليات، إلى استمرار جهود شرطة عُمان السلطانية، وانتشارها في الولايات المتأثرة بالمنخفض الجوي كافة، لتقديم العون والمساعدة، وتنظيم الحركة المرورية، والمحافظة على استتباب الأمن، وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي بالتعاون مع باقي الجهات الحكومية والخاصة.

عاصفة الأمطار في الإمارات

فيما قالت السلطات في الإمارات إن السيول أدت إلى تسجيل وفاة واحدة، ومحاصرة الأفراد على الطرق أو في المكاتب والمنازل، بعدما شهدت البلاد هطولاً للأمطار هو الأكبر في 75 عاماً. وطلبت من موظفي الحكومة والطلاب البقاء في منازلهم، من أجل تمكين فرق العمل من تكثيف جهودها لمعالجة تأثير المنخفض الجوي الذي شهدته البلاد.

هذا، وأعلنت وزارة الداخلية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والمركز الوطني للأرصاد والشركاء الاستراتيجيين، الأربعاء، انتهاء المنخفض الجوي الذي تأثرت به مختلف مناطق الدولة، وذلك بعد انحسار الأمطار وتحسن الأحوال الجوية تدريجياً.

وأكّدت الوزارة أنّ جهود فرق العمل الميدانية عملت بصورة وقائية، كما كانت اللجنة العليا للأمن الداخلي في حالة انعقاد دائم خلال الحالة الجوية، لضمان الاستجابة السريعة واستمرارية الأعمال، وستبقى تلك الفرق مستمرة في أعمالها حتى إتمام مرحلة التعافي.

وستواصل فرق الدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ والدوريات الشرطية مهامها في تأمين طرق وأماكن جريان المياه والأودية ومخارج السدود وتنظيم حركة السير وسحب المياه المتراكمة، وصولاً إلى الاستعادة الكاملة للحياة الطبيعية في جميع المرافق المدنية.

تغير المناخ 

ويقول خبراء المناخ: إن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ الذي تسببه أنشطة البشر يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، مثل العاصفة التي اجتاحت الإمارات وسلطنة عمان.

ويتوقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الرطوبة، وخطر الفيضانات في مناطق بالخليج. ويمكن أن تكون المشكلة أسوأ في دول مثل الإمارات التي تفتقر إلى البنية التحتية للصرف الصحي للتعامل مع الأمطار الغزيرة.

تلقيح السحب.. أية علاقة؟

في المقابل، نفت وكالة حكومية إماراتية تشرف على تلقيح السحب، وهي عملية تهدف إلى زيادة هطول الأمطار، حدوث أي عمليات من هذا القبيل قبل عاصفة الأمطار في الإمارات. وأمس الأربعاء، أفادت مجلة "ذا تايم" الأميركية، أن السلطات الإماراتية أرسلت أوامر إلى المركز الوطني للأرصاد لحقن مواد كيميائية في السحب، في محاولة لاستمالة بعض الأمطار في وقت سابق من الأسبوع الماضي. ونتيجة لذلك، هطلت الأمطار بشكل غير مسبوق، وتسببت في حصول أضرار عديدة في الممتلكات، بالإضافة إلى ذلك، تسببت بإلغاء العديد من الرحلات الجوية وإقفال المطار، والمدارس، بالإضافة إلى الطرقات، فيما طالبت السلطات من الموظفين، وتحديداً القطاع الحكومي، العمل عن بعد.

من جانبها نقلت وكالة أنباء الإمارات في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عن الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان القول في بيان: إنه وجه الجهات المعنية بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة، وحصر الأضرار التي سببتها عاصفة الأمطار الغزيرة القياسية التي شهدتها البلاد، والتي تعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949.

وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين وأمنهم تأتي على رأس أولويات حكومة الإمارات، موجهاً بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأسر المتضررة من آثار الأمطار في مختلف مناطق الدولة، بالإضافة إلى نقل الأسر المتضررة إلى مواقع آمنة بالتعاون مع الجهات المحلية.

 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون