طلبات لجوء قياسية إلى إسبانيا

19 يونيو 2023
بلغ هؤلاء المهاجرون البرّ الإسباني بعد إنقاذهم من البحر (خيسوس ميريدا/ Getty)
+ الخط -

قالت منظمة غير حكومية، اليوم الاثنين، إن إسبانيا تلقت عدداً قياسياً من طلبات اللجوء والحماية الدولية في عام 2022 الماضي، لكنّ الحكومة ترفض الطلبات بنسب تتجاوز المتوسط الأوروبي في هذا المجال بكثير.

وقد نشرت المفوضية الإسبانية لمساعدة اللاجئين، المعروفة اختصاراً باسم "ثيار"، تقريرها السنوي الذي يحلّل الاستجابة الإسبانية للطلب المتزايد على ملاذ آمن في عام 2022، من جرّاء تهجير الملايين قسرياً على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات المتعدّدة في أفريقيا والأزمات السياسية في أميركا اللاتينية.

وسجّلت إسبانيا 118 ألفاً و842 طلب لجوء في العام الماضي، وهو أعلى رقم على الإطلاق محلياً وثالث أعلى رقم في الاتحاد الأوروبي. لكنّ نسبة 16.5 في المائة فقط من المتقدّمين الذين بُتّ في قضاياهم حصلوا على الحماية، مقارنة بمتوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 38.5 في المائة.

وقالت المنسقة القانونية في "ثيار" إيلينا مونيوث: "نطالب مرّة أخرى باحترام القانون لتوفير الحماية". وانتقدت المنظمة عدم توفير إسبانيا مسارات آمنة وقانونية للحصول على اللجوء، وكذلك البيروقراطية الطويلة، بالإضافة إلى نظام تعيين وضعت يدها عليه شبكات إجرامية لابتزاز الأموال من طالبي اللجوء المعرّضين للخطر.

وأدان التقرير مقتل "ما لا يقلّ عن 37 مهاجراً" كانوا عالقين في منطقة حدودية تفصل ما بين مليلة التي تسيطر عليها إسبانيا والمغرب، في الصيف الماضي، واصفاً ما حدث بأنّه "أعنف وأقسى ما شهدته الحدود الأوروبية منذ سنوات عديدة".

والمأساة التي تورّطت فيها قوات الأمن الإسبانية والمغربية هي الآن محلّ شكوى قانونية تقدّمت بها منظمات عدّة تُعنى بحقوق المهاجرين، بعد أن أوقف ممثلو الادعاء الإسباني التحقيق في العام الماضي.

يُذكر أنّ إسبانيا استقبلت 20 في المائة من إجمالي عدد الوافدين غير النظاميين إلى الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، والذين أتوا بمعظمهم على متن قوارب. لكنّ معدل قبول اللجوء وأوضاع اللاجئين وأشكال الحماية الأخرى تتباين بصورة كبيرة، وفقاً لجنسية طالب اللجوء.

والروابط التاريخية والثقافية التي تجمع إسبانيا وأميركا اللاتينية تجعلها الوجهة المفضّلة لكثيرين من الفارين من العنف والاضطهاد السياسي والجوع في فنزويلا وكولومبيا والبيرو ونيكاراغوا. لكنّ المتقدّمين بطلبات لجوء من هذه الجنسيات، وأعدادهم تُقدَّر بعشرات الآلاف، رفضتهم إسبانيا في العام الماضي.

ويشير تقرير منظمة "ثيار" إلى أنّ إسبانيا رفضت منح 95 في المائة من الكولومبيين و96 في المائة من البيروفيين أيّ شكل من أشكال الحماية الدولية في عام 2022.

وفي سياق منفصل، نال 161 ألفاً و37 أوكرانياً الحماية المؤقتة بموجب برنامج يشمل كلّ بلدان الاتحاد الأوروبي.

(أسوشييتد برس)

المساهمون