تشغل التدريبات المهنية طلاب الجامعات التونسية في الاختصاصات الهندسية والإعلامية المطالبين بإنجاز بعد التدريبات، بعد انتهاء العام الجامعي وذلك في ظل نقص في العرض، ولا سيما في المحافظات الداخلية ذات النسيج المؤسساتي والاقتصادي الضعيف.
وتعد التدريبات المهنية جزءا أساسيا من المسار الدراسي الجامعي للعديد من الاختصاصات، لا سيما الهندسية منها وتلك المتعلقة بتطوير البرمجيات الإعلامية إلى جانب الاختصاصات الطبيبة وشبه الطبية.
طلبة الجامعات الحكومية في تونس الأقل حظاً في الحصول على فرص تدريب ناجعة مقارنة بطلبة الجامعات الخاصة
ومقابل التنسيق الآلي بين الكليات والمستشفيات في تدريبات طلبة الاختصاصات الطبية وشبه الطبية، يعوّل طلاب باقي الاختصاصات على جهدهم الذاتي في التواصل مع المؤسسات الصناعية والاقتصادية الخاصة والحكومية للحصول على فرص تدريب تشفع بتقارير ترفع إلى إدارات الكليات.
ويعد طلبة الجامعات الحكومية في تونس الأقل حظا في الحصول على فرص تدريب ناجعة مقارنة بطلبة الجامعات الخاصة الذين يجدون تسهيلات من إدارات كلياتهم التي تعقد شراكات مع مؤسسات اقتصادية محلية ودولية لضمان حصّة في التدريبات لفائدة طلابها .
ويقر الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس (منظمة طلابية) حسام بوجرّة بمواجهة الطلبة في الاختصاصات الهندسية والإعلامية صعوبات في الحصول على تدريب مهني ناجع يسهّل لهم الاندماج في سوق العمل لاحقا وتنمية قدراتهم المهنية منذ المرحلة الجامعية.
ويؤكد بوجرة في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الطلبة ينشغلون خلال الأشهر الأخيرة من العام الجامعي بالبحث على تدريبات في اختصاصاتهم"، مشيرا إلى أن "المقيمين منهم في العاصمة تونس والمدن الكبرى يعدون الأوفر حظا، بينما تنعدم هذه الفرص في الولايات الداخلية".
وأشار في سياق متصل إلى أن "الطلبة يجبرون على تحمّل أعباء مادية للإقامة في المدن الكبرى خلال إجازاتهم الصيفية لإجراء تربصات قد لا يستفيدون منها سوى بتسجيل الحضور في أغلب الأحيان نتيجة نقص التأطير من قبل الجامعات والمشرفين الفنيين في المؤسسات الحاضنة لهم".
ويؤكد الأمين العام للمنظمة الطلابية "وجود فوارق شاسعة على مستوى تأطير وتوفير فرص التدريب بين الجامعات الحكومية والخاصة"، مؤكدا أن "التعليم العالي الخاص أكثر حرصا على توقيع شراكات مع المؤسسات الكبرى لتسهيل تدريب الطلاب وإعدادهم للحياة المهنية، ما يفسّر النسبة التشغيلية العالية للمتخرجين من هذه الجامعات في اختصاصات عديدة".
وقال "التدريب في مؤسسات كبرى يفتح للطلبة مسارات تعليمية ومهنية جيدة"، معتبرا أن مراقبة التربصات المنجزة من قبل الجامعات أمر ضروري.
وأوضح أن "منظمة الطلبة تحاول عبر مكاتبها الفيدرالية مساعدة الطلبة على توفير عناوين لمؤسسات قادرة على إدماج الطلبة"، غير أن هذا المجهود يظل غير كاف، بحسب قوله، نظرا لانكباب المنظمة على معالجة نقائص يصفها بـ"البدائية"، ومنها الحق في أكلة جامعية جيدة والسكن الطلابي.
والأسبوع الماضي خاض أساتذة الجامعات الحكومية في تونس إضرابا فاقت نسبة المشاركة فيه 90 بالمائة في مختلف المؤسسات الجامعية بالبلاد.
وقال كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي نزار بن صالح إن "من بين أسباب ذهاب الجامعيين إلى إضراب هو الاحتجاج على الوضعية المتردية للجامعات الحكومية، الأمر الذي أثر على المكاسب العلمية للطلبة".
وأكد بن صالح في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الأستاذة الجامعيين يدافعون عن حقوق مهنية مادية وأيضا عن حق الطلاب في جامعة حكومية عصرية تضمن لهم كامل الحظوظ في التدريب المهني والولوج إلى سوق العمل في مرحلة لاحقة.
منتقدا سياسة إفراغ الجامعات من كفاءاتها بسبب نزيف هجرة الجامعيين الذي يستهدف سنويا ما يزيد عن 20 بالمائة من إطار التدريس.