يستعد أكثر من نصف مليون طالب وطالبة في العراق لإجراء الامتحانات النهائية للمرحلة الإعدادية (البكالوريا) في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، على الرغم من مناشدات الطلاب وزارة التربية إرجاء الامتحانات إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، لمنحهم فرصة أكبر للاستعداد للامتحانات، التي وصفها المستشار التربوي في الوزارة محمد عثمان بأنها "تحدد مستقبل الطلاب"، على اعتبار أن مجموع معدلاتهم النهائية في الامتحانات تحدد الكلية التي سيدخلون إليها.
وعلى مدار الأيام الماضية، أُطلقت حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تحت عنوان "تأجيل امتحانات السادس الإعدادي مطلباً"، شارك فيه الطلاب داعين وزارة التربية إلى إرجاء الامتحانات إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، أي 12 يوماً. إلا أن وزارة التربية أعلنت في بيان مقتضب أن الامتحانات ستجرى بموعدها المقرر من دون تأجيل.
وتضم المرحلة الإعدادية وهي ثالث وآخر مراحل الدراسة الأولية في العراق بعد المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، عدة فروع أبرزها الفرع العلمي والفرع الأدبي والفرع الإسلامي والفرع المهني. ومن المقرر أن يجري الامتحانات أكثر من 500 ألف طالب وطالبة من مختلف محافظات العراق، علماً أن العدد الكلي لطلاب العراق لمختلف المراحل يبلغ 11 مليونا و200 ألف طالب.
وبحسب وكيل وزارة التربية العراقية فلاح القيسي، فإن الاستعداد اللازم لإجراء الامتحانات اكتملت. يضيف خلال تصريحات للتلفزيون الحكومي العراقي أنه سبق للوزارة حذف مادة الاجتماعيات خلال فترة جائحة كورونا لظروف خاصة مرتبطة بالجائحة، منها الدوام الذي كان حينها غير مستقر. لكن خلال العام الحالي، سيتم إدخال المادة للامتحانات الوزارية في ظل استقرار الدوام والدراسة.
من جهته، يقول المستشار التربوي في الوزارة محمد عثمان لـ "العربي الجديد"، إنه تم توزيع بطاقات دخول الامتحانات على جميع الطلاب، وتحديد مراكز الامتحانات، والتنسيق مع قوات الأمن، مؤكداً أن الامتحانات ستحدد مستقبل الطالب متمنياً لهم التوفيق. يضيف أن "الأسئلة لن تخرج عما هو موجود في المناهج التي درسها الطلاب".
وستتعطّل خدمة الإنترنت في عموم مدن العراق خلال فترة الاختبارات من الساعة السادسة صباحاً وحتى العاشرة بهدف منع تسريب الأسئلة، الأمر الذي أثار اعتراضات كثيرة في العراق، على اعتبار أنه إجراء يضر قطاعات مختلفة في البلاد.
وتعليقاً على موعد الامتحانات، يوضح المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، أنها ستجرى في موعدها، مضيفاً: "أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الامتحانات النهائية، وهي حصيلة أعوام من الجد والاجتهاد. نأمل أن تركزوا في مناهجكم الدراسية وتبتعدوا عن التشويش والضغوط التي تمارس عليكم والإشاعات التي تتحدث عن التأجيل أو تغيير المواعيد. هذا كذب لا تصدقوه، والامتحانات في موعدها".
وعلى غرار كل عام، بدأت المساجد والجوامع الكبيرة في المدن العراقية بفتح أبوابها بغير موعد الصلاة، إذ يتوافد الطلاب للدراسة مستفيدين من توفر التيار الكهربائي، بالإضافة إلى المراجعة الجماعية. كما تؤمن بعض الجوامع متطوعين بينهم متقاعدون لمساعدة الطلاب.
ويقول عمر عبد الرحمن الكبيسي (18 عاماً) من مدينة الفلوجة، إن مطالبتنا بتأجيل الامتحانات "تهدف إلى منحنا فترة أكبر للمراجعة"، مضيفاً في حديثه لـ "العربي الجديد" أنه يستفيد من الجامع القريب من منزله من أجل الدراسة في ظل توفر التيار الكهربائي. ويلفت إلى أن الحر يكون شديداً مع انقطاع الكهرباء في المنزل، كما يصعب تشغيل أجهزة التكييف اعتماداً على مولدات الكهرباء. ويستفيد من مساعدة بعض الطلاب الموجودين في الجامع معه، بالإضافة إلى طلاب جامعات وأساتذة خلال تواجدهم في في الجامع، وخصوصاً مادتي الرياضيات والفيزياء.
بدورها، تأمل هند الأعظمي، وهي مدرسة في إعدادية الكندي في بغداد، أن تكون الامتحانات سهلة هذا العام. تضيف: "سابقاً، كان للتشدد في الامتحانات منافع على مستوى مخرجات الجامعات والتخصصات. لكن في الوقت الحالي، ومع وجود الجامعات الأهلية وتلك الرخيصة التي تدعمها بعض الدول، يجب إعادة النظر بمستوى الأسئلة والتركيز على تخريج طلاب مؤمنين بالوجهة أو التخصص الذي يرغبون الدخول إليه أكثر من أي جانب آخر". وتشير إلى أنها ستتواجد في مركز الامتحانات قبل ساعة لمساعدة الطلاب على المراجعة قبل بدء الامتحانات.