طلاب "الإدارة الذاتية" يواجهون مستقبلاً مجهولاً

13 يوليو 2022
طلاب يواجهون ظروفاً صعبة (لينسي أداريو/ Getty)
+ الخط -

يواجه الطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، الحاصلين على شهادة الثانوية العامة، مشكلة تتعلق بالالتحاق بالجامعات، على اعتبار أن الشهادة الصادرة عن هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية غير معترف بها، ولا تقبل إلا في جامعات الإدارة الذاتية. تقول الطالبة مايا العلي، وهي من حي الهلالية في القامشلي، لـ"العربي الجديد": "على الرغم من تفوقي في المدرسة وحصولي على علامات جيدة في البكالوريا، إلا أن والدتي تدرك بأنني لن أستطيع تحقيق حلمها وحلمي في الالتحاق بكلية الصيدلة في جامعة دمشق، لأنّ شهادتي الصادرة عن الإدارة الذاتية غير معترف بها إلا داخل مناطق الإدارة الذاتية، لكن ليس في اليد حيلة. ولطالما رددت أمي أنها لو كانت تملك المال لأرسلتني وأشقائي إلى مدارس معترف بها". 
أما مالك أحمد، وهو من حي العنترية، فيقول لـ"العربي الجديد": "أنا سعيد جداً بحصولي على شهادة البكالوريا، وجميعنا نعلم عن الفساد الذي يشوب امتحانات المدارس الخاضعة لسيطرة النظام. صحيح أن المدارس معترف بها، لكن يسعدني أنني تمكنت من تقديم الامتحان بلغتي الكردية. ما زلت أذكر ما يرويه والدي عن القمع والضرب. كل ما أتمناه هو أن توفر الإدارة الذاتية لنا فرصاً أفضل وتعطي الأولوية لخريجي مدارسها ومعاهدها. وفي كل الأحوال، طالما أن شهادتي معترف بها هنا، فهذا جيد".
في المقابل، يؤكد أحمد عربي، وهو مدرس من مدينة الرقة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "نسبة الطلاب الذين تقدموا للشهادة الثانوية في مدارس الإدارة الذاتية تعد قليلة جداً في الرقة. بعض الطلاب لا يلتحقون بالمدارس في الصفين السابع والثامن لكنهم يقدمون امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية بمدارس النظام"، ويوضح أن "المشكلة الحقيقية في الشهادات الصادرة عن جامعات الإدارة الذاتية تتمثل في أزمة الاعتراف بها، وهذا بحد ذاته يعيق الطلاب من الالتحاق بها، ويدفعهم للتوجه للحصول على شهادات من النظام السوري".
وعن سير العملية التربوية تقول الرئيسة المشاركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة روهات خليل، لـ"العربي الجديد": "أنشأنا خمس عشرة مدرسة مهنية على مستوى مقاطعة الجزيرة. ويمكن للتلاميذ الذين أتموا المرحلة الإعدادية التوجه إليها أو متابعة المرحلة الثانوية. وهذا العام، سيتم افتتاح قسم للشريعة الإسلامية". 
وتقول: "هناك جامعات تضم أقساماً عدة علمية وأدبية، عدا عن وجود الكثير من المعاهد، وقد افتتحت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية معهدين جديدين لإعداد المعلمين والمدرسين، وهي على استعداد تام لاستقبال الطلاب الذين أنهوا المرحلة الثانوية".

من جهته، ينتقد الأستاذ الجامعي والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الفرات التابعة للنظام في الحسكة السورية فريد سعدون، إجراءات "الإدارة الذاتية" في ما يخص التربية والتعليم، ويقول لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن الخطأ الكبير الذي ارتكبته الإدارة الذاتية هو المساس بالنظام التربوي والتعليمي في المنطقة. كانت المنطقة تعيش حالة استثنائية جداً بسبب الحرب. بالتالي، كان يجب الإبقاء على النظام التعليمي كما هو، مع إجراء بعض التعديلات على النظام التربوي للدولة، مثل إدخال مواد متعلقة باللغة الكردية إلى حين استقرار الأوضاع أو إلى أن تحصل المنطقة على اعتراف قانوني". 
ويلفت سعدون إلى أن الإدارة الذاتية ارتكبت خطأ كبيراً عندما ألغت النظام التعليمي والتربوي التابع للنظام السوري واعتمدت نظاماً بديلاً يناسب أيديولوجيتها وسياستها وتوجهاتها الحزبية والفكرية والتاريخية والجغرافية وغيرها، الأمر الذي لا يمكن استدراكه في الوقت الحالي، إذ ما من جامعات معترف بها لدى الإدارة الذاتية. كما أن الكوادر التعليمية لا تتمتع بالمعايير الدولية. ويغيب نظام الجامعات المعتمد من قبل وزارة التعليم العالي (مجلس التعليم العالي وأمانة سر التعليم العالي والتخصصات)"، يتابع: "كل هذه الأمور غير متوفرة، ولا توجد غير جامعة واحدة هي جامعة روج آفا التي لا تتوفر فيها جميع التخصصات. بالتالي، كيف يمكن لجميع الخريجين الالتحاق بجامعة واحدة؟ وفي حال توفر الأمر، ما مصير هؤلاء بعد تخرجهم؟".

بدوره، يقول المدرس أحمد عبد الحيّ، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن "الطلاب الحاصلين على شهادة صادرة عن الإدارة الذاتية ليست لديهم خيارات غير التوجه إلى جامعات أو معاهد تابعة لها". 
وبحسب هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية، يبلغ عدد الطلاب المتقدمين للحصول على الشهادات الإعدادية والثانوية نحو 50 ألف طالب وطالبة، موزعين على نحو 500 مدرسة في مناطق سيطرة "قسد".