بات مشهد الفيضانات والسيول في لبنان مشهداً عادياً بل حتمياً، مع بدء فصل الشتاء، وموعداً يومياً يرافق المواطنين والمقيمين مع كلّ هطولٍ للأمطار، إذ غرقت، اليوم السبت، معظم الطرقات والأوتوسترادات في مختلف المناطق اللبنانية بالمياه، جرّاء الأمطار الغزيرة، وتحوّل معها مدخلا العاصمة الشمالي والجنوبي وغالبية الشوارع، وحتى الفرعية منها، إلى أنهارٍ ومستنقعاتٍ، متسبّبةً بزحمة سيرٍ خانقة، تكشف هشاشة البنى التحتية وغياب أيّ صيانة أو حلولٍ جذرية مستدامة من قبل الدولة.
تعوا ننصدم بشكل جماعي ونعتبر ما كان معنا خبر
— Abbassnourdeen (@Abbassnourdeen1) November 28, 2020
وانو اول سنة بصير هيك!#لبنان_يغرق pic.twitter.com/8V8Wy4xByu
فقد أفادت غرفة التحكم المروري بأنّ "المياه تجمّعت على أوتوستراد جل الديب – المسلك الشرقي (شمال العاصمة)، وأوتوستراد الناعمة باتجاه بيروت (جنوب العاصمة)، ما تسبّب بازدحامٍ مروري. كما سُجّلت حركة مرور كثيفة على أوتوستراد المدخل الشمالي، بسبب تجمّع المياه وتساقط الأمطار بغزارة، وكذلك على أوتوستراد الضبية باتجاه جونية (شمال العاصمة) وطريق الأوزاعي (بيروت) بالاتجاهين. أمّا على طريق أنفاق المطار وعلى طريق الحدث - الشويفات حتى جسر خلدة (جنوب العاصمة)، فقد سُجّل ازدحام خانق، بسبب تجمّع المياه".
تجمع للمياه على اوتوستراد #جل_الديب - المسلك الشرقي وتتم معالجة السير من قبل عناصر #مفرزة_سير_الجديدة pic.twitter.com/YBiq18irIY
— التحكم المروري (@tmclebanon) November 28, 2020
وذكرت الغرفة أنّ مفارز السير المعنية وعناصر وفرق الصيانة في وزارة الأشغال العامّة والنقل، عملت على معالجة السير وفتح الطرقات والأوتوسترادات في عددٍ من المناطق، والسير إلى تحسن تدريجي. كما هي تواصل عملها لمعالجة تجمّعات المياه في المناطق الأخرى.
وكانت "الوكالة الوطنية للإعلام" قد أوردت أنّ "المسلك الشرقي لأوتوستراد جبيل (شمال العاصمة) يشهد زحمة سير خانقة بسبب غزارة الأمطار. كما يشهد الأوتوستراد الساحلي، بمسربيه الشرقي والغربي، عند بلدة الناعمة - حارة الناعمة (جنوب العاصمة)، زحمة سير بسبب فيضان مجرى نهر الناعمة، نتيجة غزارة الأمطار واستحالة استيعاب العبّارات مياه السيول الجارفة التي وصلت إلى الأوتوستراد، حاملةً معها الوحول والأتربة والحجارة، وأدّت إلى إقفال بعض الطرق الفرعية".
وأشارت الوكالة إلى "تراكم المياه في نفق المطار. كذلك حوّلت الأمطار الشوارع والطرق في منطقة حي السلم (الضاحية الجنوبية لبيروت) إلى أنهر، ما أعاق حركة المرور. وأدّت غزارة الأمطار التي هطلت بعد ظهر اليوم، إلى تجمّع المياه على مسلكي أوتوستراد العقيبة الصفرا كسروان والطريق البحرية (شمال بيروت)، ما أدّى إلى زحمة سير خانقة على الأوتوستراد. كذلك شلّت حركة السيارات في الشوارع الداخلية لمدينة جونية، بسبب تبرك المياه داخل نفق نهر الكلب".
المواطنون العالقون بسياراتهم، وبينهم من غرقت مركباتهم بالمياه، نشروا بدورهم مقاطع فيديو وصوراً، أظهرت زحمة السير الخانقة على نهر الموت، مروراً بضبية، وصولاً إلى جونية (شمال العاصمة) وغيرها من المناطق، كما على أوتوستراد نهر الكلب في منطقة ذوق مصبح.
وتحت هاشتاغ #لبنان_يغرق، عبّر اللبنانيّون عن امتعاضهم وسخطهم من سيناريو لم تنتهِ فصوله بعد، ومن طبقة سياسية فاسدة أوصلت البلاد إلى هذه الحالة، حيث غرق معها المواطنون بوعود المسؤولين، حتى بات قدرهم، على حد قول البعض، العوم بمجارير الصرف الصحي والنفايات بعد أن اختلطت بمياه الأمطار، في حين أفاد البعض الآخر بانجراف سيارات في أكثر من منطقة.
في مي اكتر من سدود باسيل كلن . وشغلة تاني المهم الزعيم بخير . #لبنان_يغرق pic.twitter.com/Oz4kPMs1E0
— houssen zakarya (@HoussenZakarya) November 28, 2020
وردّت وزارة الأشغال العامة والنقل، في بيان لها، قالت فيه "تناولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات منها مركبة ومنها قديمة ومنها صحيحة، عن فيضان مياه الأمطار على معظم الطرقات العامة والأنفاق". وأضافت: "إنّ الورش الفنية المخصّصة لتصريف مياه الأمطار على الأوتوسترادات الدولية، فتحت مختلف الأقنية والمشاريع المخصّصة لتصريف مياه الأمطار".
وزارة الأشغال: الورش فتحت كل الأقنية وهي في حال تأهبhttps://t.co/83wJpoVwbp
— National News Agency (@NNALeb) November 28, 2020
وتابعت: "نسبة كمية الأمطار التي تساقطت، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، بلغت شمال بيروت وصولاً إلى جونية، 30 ملم في أقل من ساعة، في حين قُدّرت في المنطقة الجنوبية من المطار إلى منطقة خلدة بـ 12 ملم، بالإضافة إلى أنّ كثافة المياه في بعض المناطق المجاورة للأوتوستراد الدولي، تسبّبت بسيول جارية باتجاه الأوتوستراد في منطقة جونية".
وشدد البيان على أنّ "ورش الوزارة في حال طوارئ وتأهّب على الأوتوسترادات".