أنهت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة "الإنسانية والأمن" التي نفذتها لمدة عشرة أيام بالتعاون مع وحدات حماية المرأة في مخيم الهول، ما دفع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في المخيم إلى تعليق عملياته في المخيم.
وقال شيخموس أحمد، الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، لـ"العربي الجديد"، إن "حملة الإنسانية والأمن هدفت إلى سدّ الثغرات، وقطع الطريق أمام خلايا تنظيم داعش التي تنامى نشاطها في المنطقة، خاصة في البادية السورية وصحراء العراق، وخططت لمهاجمة مخيم الهول".
وأضاف: "هدفت الحملة أيضاً إلى دعم عمل المنظمات الإنسانية، وضمان سلامة وأمن القاطنين، أكانوا عراقيين أو نازحين سوريين، إذ شهدت السنوات السابقة حالات قتل كثيرة داخل المخيم. واعتقلت قوات الأمن الداخلي و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عناصر كثيرين في خلايا داعش، و85 متورطاً ومشبوهاً بارتكاب عمليات القتل والاغتيال، بينهم زعيمهم ورجل دين تولى نشر الأفكار المتطرفة بين الأطفال، كما حررت قوات الأمن الداخلي امرأة إيزيدية من قبضة داعش".
ونفى شيخموس إعاقة الحملة الأمنية العمليات الإنسانية في مخيم الهول، فـ"الحملة اندرجت في سياق دعم العمل الإنساني، ولم تقطع سبل العيش للقاطنين الذين كانوا يحصلون على الخدمات الأساسية يومياً. ونتمنى أن تدعم المنظمات الإنسانية وتلك التابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي الإدارة الذاتية لمنع مخاطر خلايا تنظیم داعش والتهديدات التركية للمنطقة، وقصف البنى التحتية وسبل عيش النازحين".
وفي 4 فبراير/ شباط، انتقد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق العمل الإنساني في سورية، في بيان أصدره، العملية الأمنية في مخيم الهول. وأعلن تعليق كل الأنشطة الإنسانية باستثناء تلك المنقذة للحياة. وأورد البيان أن "الأمم المتحدة تشعر بقلق بالغ من المخاطر الخاصة بحماية المدنيين والقيود المفروضة عليهم، علماً أن مسؤولي المخيم والشركاء في مجال العمل الإنساني يواصلون بذل الجهود للسماح باستئناف كل برامج المساعدات الإنسانية الأساسية".
وأشار البيان إلى أن "عمليات الحملة الأمنية طاولت المرافق الإنسانية، وأرجأت توزيع مواد غذائية، ما تسبب في فقدان مواد من السوق، كما أن منعت توزيع الخبز في بعض الأماكن. ومن بين التحديات التي أوجدتها الحملة نقص الوقود".
وقال الناشط الإعلامي جان علي لـ"العربي الجديد": "استمرار عمليات الدعم الإنساني في مخيم الهول ضروري جداً، ولا يجب أن يشهد أي عراقيل، فاللاجئون، وهم من جنسيات عدة، والنازحون السوريون يعتمدون في شكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية، ما يعني أن توقيفها يتسبب في أزمة كبيرة لهم. وفي ظل الظروف الحالية السائدة يجب التنسيق بين الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لتأمين وصول المساعدات، وألا يقع سكان المخيم ضحية بعض من ينتمون لتنظيم داعش".
واتهم علي النظام السوري بالوقوف خلف الفلتان الأمني بالمخيم، وقال: "يجب الحدّ من دور النظام في زعزعة أمن المخيم، والتسبب في فوضى كبيرة عبر تهريب السلاح بسيارات تابعة للهلال الأحمر التي لا يجري تفتيشها".
ويسكن أكثر من 43 ألف شخص في مخيم الهول، علماً أن إعادة توطين 996 عائلة في العراق العام الماضي خفّض عددهم نحو 9 آلاف شخص هذا العام.