صيادلة يتلاعبون بأسعار الأدوية في سورية

09 ديسمبر 2020
بعض الصيادلة يرفعون أسعار الدواء بالاتفاق مع تجار (Getty)
+ الخط -

"هناك لصوص يجبرهم الفقر على السرقة، ولصوص درسوا وتعلموا وتخرجوا من الجامعات، منهم بعض الأطباء والصيادلة الذين يستغلون معاناة الناس وحاجتهم من أجل كسب المال وتكديسه على حساب المعاناة، في ظل غياب الرقيب والحسيب في مناطق النظام السوري"، هذا ما يقوله لـ"العربي الجديد"، مواطن سوري يعيش في مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام.

ويتابع المواطن س. ف. الذي يفضل عدم ذكر اسمه، أن بعض الصيادلة يقومون بتسعير الدواء وفق أهوائهم ومن دون أن يكون هناك تعديل من قبل وزارة الصحة أو من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام. ويقومون بكتابة السعر بخط اليد فوق العلبة.

ويضيف: كنت أشتري علبة دواء "أزماهيرب" لطفلي البالغ من العمر 7 سنوات وكان سعر العلبة 300 ليرة، فجأة ذهبت إلى الصيدلية لشراء علبة، وإذ بسعرها 3 آلاف ليرة. من غير المعقول أن يرتفع سعر علبة الدواء عشرة أضعاف خلال أيام.
اللافت للنظر، وفق قول المواطن، أن السعر الجديد فوق العلبة مكتوب بخط يد الصيدلاني الذي يبيعها، مضيفا أن هذه العملية ليست الأولى إنما هناك أقارب له وجيران تعرضوا للعملية نفسها، إذ يفاجأون بارتفاع سعر الدواء أضعافا مضاعفة بشكل سريع ومن قبل الصيدلاني ودون وجود فاتورة أو نشرة سعرية من قبل وزارتي التجارة أو وزارة الصحة.

بدوره، تحدث "العربي الجديد" مع أحد الصيادلة في المدينة، وكان رده أن أسعار الدواء تحددها وزارة التجارة وحماية المستهلك بالتعاون مع وزارة الصحة ولا يمكن لأي صيدلي أن يبيع وفق أهوائه، مضيفا أن هناك بعض الأدوية المهربة والأجنبية التي تأتي إلى السوق يمكن للصيدلاني أن يتحكم بسعرها كونها تباع وفق السوق السوداء، أما المنتج الوطني فلا يمكن أن يتغير سعره دون نشرة من وزارة التجارة.
غير أن صيدلانيا آخر يوضح لـ"العربي الجديد"، أن الكثيرين من الصيادلة يرفعون أسعار الدواء بالاتفاق مع تجار مرتبطين بضباط النظام السوري، وعند مساءلتهم من قبل جهة معنية لا يصلون إلى نتيجة، مضيفا: قضية رفع أسعار الدواء حالها حال جميع أسعار المواد الأخرى من قبل التجار، والكثيرون من الصيادلة هم تجار ويعملون بهدف الربح. 

وأضاف أن هناك العديد من الأدوية فقدت من السوق منذ مدة بسبب توقف العديد من المصانع المحلية بسبب غلاء أسعار المواد الأولية وانخفاض قيمة الليرة، ويلجأ الصيادلة إلى الدواء المهرب والذي يكون سعره مرتفعا، أما من يبيع الدواء المصنع محليا بسعر مخالف فهو يسرق ويستغل الناس.

وفي حين يعاني المواطن في مناطق سيطرة النظام السوري من أزمات متلاحقة في المحروقات والخبز وقلة الأدوية وارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الليرة السورية مع تفشي أوبئة في العديد من المناطق، تبقى ذريعة النظام دوما الحصار والمجموعات الإرهابية. وبات الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على النظام السوري ذريعة الأخير في الفشل بحل الأزمات الداخلية التي يعيشها، ويرفض إزالة أسباب تلك العقوبات، والتي تتعلق باستمراره في قتل وتهجير جزء كبير من الشعب السوري.

المساهمون