صواريخ النظام تهدد الطلاب وتعطل الدراسة في مدارس الشمال السوري

31 ديسمبر 2023
النظام السوري يواصل استهداف المدارس في ريف حلب (فيسبوك/الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

يكثّف النظام السوري قصفه على مناطق شمال غرب سورية في الآونة الأخيرة، وركز بشكل واضح على المدارس، ما أدى إلى إيقاف وتعطيل العملية التعليمية حفاظاً على حياة الطلاب والكوادر التعليمية في تلك المناطق.

ومنذ مساء أمس السبت وحتى صباح اليوم، قصفت قوات بشار الأسد بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، وسرمين والنيرب وآفس شرق إدلب، إضافة لقصف إدلب المدينة، ما أدى إلى وقوع ضحايا مدنيين وأضرار مادية في أحياء المدينة ومدارسها.

النظام السوري يستهدف المدارس

وقال الناشط الإعلامي محمود فيصل، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن القصف في دارة عزة تركز على مدرسة خديجة الكبرى ومدرسة ثانوية النهضة وعلى منازل المدنيين، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة، وإيقاف دوام المدارس في المدينة حرصاً على سلامة الطلاب، وخوفاً من استهداف جديد في ظل هجمات صاروخية متكررة من قبل نظام الأسد على المدنيين.

وأوضح عبد الله صطيفان، أحد ساكني مدينة سرمين، أن قوات نظام الأسد استهدفت مدينة سرمين بسبع قذائف متتالية بعد ساعة من استهداف سوق إدلب مساء أمس السبت، مضيفا لـ"العربي الجديد" أن "القصف تركز في المدينة على مدرسة حسين الحاج عبود وجامع الفردوس، ليتجدد القصف في صباح اليوم بصاروخين متتالين أحدهما لم ينفجر ولله الحمد".

وأكد صطيفان أن المدينة تعرضت للقصف مرات عديدة سابقاً، وتركز القصف منذ خمسة أيام على المدرسة الريفية ومركز السوق الرئيسي والمركز الطبي، ما تسبب بإصدار قرار رسمي من مديرية التربية في إدلب بتوقف العملية التعليمية في المدينة، والتي ما زالت متوقفة حتى اللحظة.

وأشار إلى حالة الحذر والرعب وتوقف الحركة الشرائية والمرورية في المدينة تخوفا من أي استهداف جديد، حيث يلجأ المدنيون إلى شراء المواد الأساسية من المحلات القريبة والعودة سريعاً إلى منازلهم حفاظاً على سلامتهم.

ويرى محمد قريوي، ناشط إعلامي، أن هذا الاستهداف للمدن والبلدات يتكرر بشكل سنوي من قبل قوات نظام الأسد، وخاصة في مثل هذا التوقيت من كل عام، ما يخلف عشرات الضحايا المدنيين، ويتسبب بنزوح الأهالي وتوقف الحالة الاقتصادية، وزيادة معدلات الفقر نتيجة توقف الأعمال بسبب الخوف.

من جانبه، قال الدفاع المدني السوري إن جرائم النظام المستمرة بقصفه الممنهج للمدنيين ومرافق الحياة والمدارس في شمال غرب سورية تهدد الحياة وتقوض العملية التعليمية وسبل العيش، دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين والبنى التحتية. 

وأوضح بعد توثيقه لاستهداف عشرات المدارس في إدلب من قبل قوات النظام السوري أن تركيز قصفه على المدارس ليس هدفه قتل الأرواح فقط، وإنما هدفه قتل العلم والمستقبل لأجيال قادمة.

وسجّل فريق منسقو استجابة سورية، في بيان صدر عنه في 24 أكتوبر/تشرين الأول، استهداف أكثر من 88 منشأة حيوية تقدم خدماتها للمدنيين، وتشمل المدارس والأسواق الشعبية والمخيمات والمستشفيات والنقاط الطبية، بالإضافة إلى دور العبادة، موضحا أن جرائم الحرب والانتهاكات واسعة النطاق التي تقوم بها قوات النظام السوري وروسيا على مناطق شمال غرب سورية مستمرة من دون أي رادع من كافة الجهات للهجمات التي تستهدف المدنيين في المنطقة.

المساهمون