شواطئ مصر تتعرض للنحر... ووقف أعمال التكريك في "مراسي"

24 يوليو 2022
يهرب المصريون من درجة الحرارة المرتفعة إلى الشواطئ (فرانس برس)
+ الخط -

قررت وزارة البيئة المصرية، إيقاف جميع أعمال التكريك في قرية "مراسي" المطلة على البحر المتوسط، وهو منتجع سياحي مخصص للأغنياء أنشأته شركة "إعمار" الإماراتية، ويقع في محافظة مطروح على بعد 125 كيلومتراً من مدينة الإسكندرية، على خلفية تعرض العديد من شواطئ القرى السياحية المجاورة للمنتجع للنحر، بسبب إنشاء الأخير مرسى عملاقا لليخوت (مارينا)، تسبب في منع حركة الأمواج والرمال المتجهة من الغرب للشرق.

وقالت الوزارة، إنها أخذت التعهدات اللازمة على إدارة قرية "مراسي" السياحية بعدم استئناف أي أعمال جديدة، ومغادرة الكراكة للموقع، وفك المعدات المتصلة بها، لا سيما مع وجود عكارة في مياه البحر بالمنطقة الشاطئية المجاورة للقرية، متابعة أنه جار إعداد تقرير للتعرف على أسباب المشكلة، ووضع الحلول لها، للعرض على اللجنة العليا للتراخيص في وزارة الموارد المائية والري لاتخاذ القرار المناسب، باعتبارها الجهة المنوطة بإصدار التراخيص لأية أعمال بمنطقة حرم الشاطئ أو البحر.

وأضافت في بيان، أن هناك تنسيقاً بين وزارتي البيئة والري، والمسؤولين في قرى "مراسى" و"ستيلا" و"الدبلوماسيين"، من أجل وضع حلول لمعالجة النحر في المنطقة، مستطردة بأن لجنة عاجلة عاينت الموقع ميدانياً لمدة ثلاثة أيام متتالية للتعرف على أسباب النحر، وتبين من المعاينات والقياسات الكيميائية الميدانية لنوعية المياه وجود عكارة بنسب مختلفة، أعلى من معدلاتها الطبيعية، في المنطقة الشاطئية للقرى المُسماة نتيجة أعمال التكريك في المنطقة.

وأكدت وزيرة البيئة، ياسمين فؤاد، متابعتها شكاوى الملاك في القرى الواقعة على طريق الساحل الشمالي، عن وجود عكارة في مياه البحر بالمنطقة الشاطئية المجاورة لقرية "مراسي" المملوكة لشركة إماراتية، ما دفعها إلى إصدار تعليمات بتشكيل لجنة عاجلة ومتخصصة من فرع جهاز شؤون البيئة في الإسكندرية، والإدارة المركزية للمحميات الشمالية، لمعاينة المنطقة الشاطئية لقرية "مراسي"، والقرى المجاورة لها، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحل المشكلة.

وكان الإعلامي المقرب من السلطة، عمرو أديب، قد خصص فقرة عن أزمة شواطئ الساحل الشمالي في برنامجه "الحكاية"، المُذاع على قناة "إم بي سي مصر"، أمس السبت، حذر فيها من تداعيات تعرض الشواطئ المطلة على البحر المتوسط للنحر، وما يتبع ذلك من تغيرات بيئية خطيرة.

وقال أديب: "أتحدث عن خطر داهم يتمثل في تعرض نحو 500 كيلومتر من شواطئ مصر للنحر. شواطئ كثيرة عادت إلى الخلف في منطقة الساحل الشمالي، وسط شكاوى تتعلق بظهور الصخور على الشواطئ من ملاك بعض القرى السياحية المجاورة لمنتجع مراسي"، مضيفاً: "الموضوع كبير للغاية، ويوجد مشكلة حقيقية بدأت منذ عام 2017، ويجب التعامل معها من جانب الجهات المعنية لحلها، من خلال الاستعانة بالخبراء والمختصين في هذا المجال".

وقرى الساحل الشمالي لم تعد مجرد وجهة يذهب إليه المصريون هرباً من درجة الحرارة المرتفعة في الصيف، لكنها باتت موقعاً متميزاً يقتصر على "علية القوم"، وتعكس مظاهر الثراء المنتشرة بين فئة محدودة من المجتمع، خصوصاً في قرى مثل "مراسي" و"ستيلا هايتس" و"هاسيندا باي" و"أمواج" و"تلال"، في تناقض واضح مع أوضاع عشرات الملايين من المصريين البسطاء، الذين يئنون تحت وطأة الفقر والغلاء، والظروف الاقتصادية الصعبة.

ويمتد الساحل الشمالي في مصر بطول 1050 كيلومتراً، من رفح شرقا على شبه جزيرة سيناء إلى السلوم غرباً على الحدود المصرية الليبية، وهو واحد من أطول سواحل البحر المتوسط في شمال أفريقيا، ويتميز بمياهه الزرقاء، ورماله الناعمة. وبدأ الاهتمام بالساحل الشمالي في ثمانينيات القرن الماضي، عن طريق بناء عدد محدود من القرى السياحية مثل "مراقيا" و"مرابيلا" و"مارينا"، والتي مثلت طفرة كبيرة وقتئذ، لكنها تراجعت مع مرور الوقت أمام مجموعة جديدة من القرى والمنتجعات في منطقة سيدي عبد الرحمن شرق محافظة مطروح.

المساهمون