شلل الأطفال قد يحصد أضعاف عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة

18 اغسطس 2024
في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، 14 أغسطس 2024 (عمر القطّاع/ فرانس برس)
+ الخط -

في وقت تطالب فيه الأمم المتحدة بوقف إنساني لإطلاق النار من أجل التمكّن من تنفيذ حملة تحصين ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة بسبب الكارثة الصحية المتوقّعة في حال تفشّيه، حذّر المدير العام للرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة، موسى عابد، من أنّ انتشار فيروس شلل الأطفال قد يحصد أضعاف عدد شهداء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأعرب عابد، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، عن خشيته من انتشار مزيد من الأمراض في بيئة خصبة ومع اجتماع كلّ مسبّبات الانتشار في قطاع غزة. وأشار إلى أنّ وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنته منطقة وباء، في أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عيّنات من مياه الصرف الصحي في مدينتَي دير البلح (وسط) وخانيونس (جنوب)، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية قد تحلّ على القطاع.

بدوره، حذّر مدير مستشفى أصدقاء المريض في مدينة غزة (شمال)، سعيد صلاح، من خطورة انتشار فيروس شلل الأطفال بين الفلسطينيين في القطاع، بعدما كان قد اختفى من الأراضي الفلسطينية قبل 25 عاماً بفعل عمليات التحصين المنتظمة. وقال صلاح، لوكالة قنا، إنّ عودة فيروس شلل الأطفال يهدّد حياة الناس، في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها قطاع غزة، وبسبب سهولة انتقال العدوى. وأشار إلى أنّ سكان قطاع غزة بمعظمهم يعانون، في الوقت الراهن، من ضعف المناعة نتيجة الجوع المسيطر، شارحاً أنّ عدم توفّر أطعمة مغذية صحية لا يمنح أجسادهم مناعة كافية للتغلّب على الأمراض.

يأتي ذلك بعد إعلان وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تسجيل إصابة أولى بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح لدى طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر لم يتلقَّ أيّ جرعة تحصين ضدّ هذا المرض، مع الإشارة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية لم تؤكّد بعدُ الإصابة. وأوضحت الوزارة أنّ الفيروس عاد للانتشار من جديد في قطاع غزة بسبب الظروف الصحية المتدهورة، وسط الحرب المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، وانتشار الأمراض المعدية في ظلّ سيلان مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، وعدم توفّر مستلزمات النظافة الشخصية والمياه الصالحة للشرب.

في سياق متصل، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونو غوتيريس، في أكثر من مرّة، من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، وسط انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده مئات آلاف الأطفال، لافتاً إلى أنّ الأمم المتحدة تستعد لإطلاق حملة تحصين حيوية ضدّ هذا المرض في القطاع، لأكثر من 640 ألف طفل دون العاشرة من عمرهم.

تجدر الإشارة إلى أنّ عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة تسبّب في كارثة صحية بشهادة الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة، وسط انهيار المنظومة الصحية في القطاع المحاصر والمستهدَف، بالإضافة إلى النقص في مستلزمات النظافة الأساسية، وعدم توفّر خدمات الصرف الصحي وتراكم النفايات في الشوارع وحول مراكز إيواء النازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية، وعدم توفّر مياه الشرب المأمونة. فكلّ ذلك خلق بيئة مواتية لتفشّي أمراض عديدة، منها الأمراض المنقولة بالمياه مثل فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح نمط 2.

(قنا، العربي الجديد)

المساهمون