شلل الأطفال في غزة: منظمة الصحة العالمية ترجّح ظهور إصابات

31 يوليو 2024
مياه الصرف الصحي التي طفحت قطاع غزة تهدّده بشلل الأطفال، 23 يوليو 2024 (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأكيد وجود فيروس شلل الأطفال في غزة**: أكدت تحاليل مياه الصرف الصحي وجود فيروس شلل الأطفال في غزة، مما دفع منظمة الصحة العالمية لترجيح ظهور إصابات. وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت القطاع "منطقة وباء"، رغم عدم رصد إصابات حتى الآن.

- **جهود احتواء الفيروس وتحدياتها**: أرسلت منظمة الصحة العالمية مليون جرعة لقاح إلى غزة، لكن القيود على إدخال المساعدات تعيق التوزيع. تراجعت نسب التحصين من 99% إلى 89% بسبب الصراع المستمر.

- **الأزمة الصحية في غزة**: الحصار الإسرائيلي والعمليات العسكرية تعيق توزيع اللقاحات، مما يعرض الأطفال لخطر الإصابة. استهداف المنظومة الصحية ومنع الإمدادات الطبية يزيد من معاناة المرضى وسوء التغذية.

بعدما أكدت تحاليل عيّنات من مياه الصرف الحي في قطاع غزة وجود عناصر من فيروس شلل الأطفال فيها، رجّحت منظمة الصحة العالمية ظهور إصابات بالمرض. وقبل ذلك بساعات، كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنته "منطقة وباء"، فيما لم تُرصَد أيّ إصابات بعد بشلل الأطفال بين الفلسطينيين العالقين في القطاع المحاصر والمستهدف بحرب إسرائيلية مدمّرة منذ نحو عشرة أشهر.

وأفاد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، في مؤتمر صحافي عقده أمس الثلاثاء، بأنّ رصد إصابات بشلل الأطفال في قطاع غزة أمر مرجّح، الأمر الذي يمثّل "انتكاسة للجهود الدولية المبذولة في إطار القضاء على المرض". وبحسب المنظمة، فإنّ مرض شلل الأطفال ما زال يُعَدّ مستوطناً في باكستان وأفغانستان فقط، علماً أنّ أكثر من 30 دولة ما زالت تُصنّف عرضة لتفشّي المرض، من بينها مصر وإسرائيل المجاورتان لقطاع غزة. وبحسب الوكالة التابعة للأمم المتحدة، فإنّ أيّ دولة هي عرضة لاحتمال عودة شلل الأطفال إلى الظهور مجدداً في حال لم يُصر إلى احتواء الإصابات الجديدة والوقاية من خلال حملات تحصين شاملة للسكان.

وأوضح ليندماير، في المؤتمر الصحافي نفسه، أنّ ثمّة فلسطينيين في قطاع غزة ربّما أُصيبوا بالفعل بالمرض لكنّ من الصعب اكتشاف الإصابات بهذا الفيروس القاتل لأنّها بمعظمها تأتي بلا أعراض ظاهرة. أضاف أنّ "العثور على فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح نمط 2 في مياه الصرف الصحي يشير إلى أنّ ثمّة أشخاصاً يحملونه بالفعل (...) وهو ما يمثّل احتمالاً كبيراً لتفشّي الفيروس"، معبّراً عن مخاوفه من أن "يشكّل حدوث ذلك انتكاسة كبيرة" للجهود العالمية في إطار اجتثاث مرض شلل الأطفال من العالم كلياً. وتابع المتحدّث الأممي أنّ تحقيقاً وتقييماً للمخاطر ما زالا جاريَين في قطاع غزة.

يُذكر أنّ فيروس شلل الأطفال شديد العدوى، وقد يغزو الجهاز العصبي ويتسبّب بالتالي في الشلل وكذلك في موت الأطفال الصغار. لكنّ الإصابات بشلل الأطفال كانت قد تراجعت بنسبة 99% في العالم منذ عام 1988 بفضل حملات تحصين واسعة النطاق والجهود المستمرّة للقضاء عليه بالكامل.

وفي محاولة لتطويق المشكلة المستجدّة، أرسلت منظمة الصحة العالمية أكثر من مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال إلى قطاع غزة من أجل وقاية الصغار وكذلك الأكبر سنّاً من المرض، بحسب ما بيّنه المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مقال نشره الأسبوع الماضي في صحيفة ذا غارديان البريطانية. من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، أنّه سوف يبدأ بتزويد عناصره المتمركزين في القطاع باللقاح المضاد لهذا المرض.

يونيسف: خشية من عدم وصول لقاح شلل الأطفال إلى من يحتاجه

في سياق متصل، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر إنّ أكثر من تسعة أشهر من الصراع تسبّبت في تراجع نسب التحصين ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة من 99% إلى 89%. وعبّر عن مخاوفه بشأن وصول اللقاح إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه، نظراً إلى القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

يُذكر أنّ الحصار المشدّد الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وكذلك العمليات العسكرية البرية، ولا سيّما تلك التي أغلقت معبر رفح الحدودي مع مصر الذي كان يسمح في إدخال المساعدات ولو أتت ضئيلة، هو السبب وراء حرمان أطفال القطاع من لقاحاتهم الأساسية.

وتابع إلدر أنّ "من الصعب (توزيع جرعات اللقاح) وسط النزوح الجماعي والبنية التحتية المدمّرة وبيئة العمل غير الآمنة على الإطلاق"، وبالتالي سوف يؤدّي كلّ ذلك إلى "تعرّض أطفال كثيرين لخطر" الإصابة بمرض شلل الأطفال. وتجدر الإشارة إلى أنّ شلل الأطفال يأتي إلى جانب الأمراض المعدية الأخرى وغيرها ليفاقم الأزمة الصحية في قطاع غزة المنكوب، تلك الأزمة الناجمة عن استهداف إسرائيل المنظومة الصحية عسكرياً وكذلك منع إيصال الإمدادات الطبية إلى المستشفيات والمراكز الصحية وبالتالي إلى من يحتاجها من مرضى ومصابين في الحرب وكذلك الأشخاص الذين يعانون من سوء تغذية وسط سياسة التجويع التي تعتمدها سلطات الاحتلال.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون