تسبّبت عاصفة غبارية هي الثانية التي تضرب شرق سورية، بأضرار وضيق في التنفس، وخصوصاً في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، حيث تراجعت شدة الرياح بعد ساعات الظهر، في وقت ما زال الغبار يحجب الرؤية.
ويقول خليل أبو أحمد الذي يقيم في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة، لـ "العربي الجديد": "أعاني من ضيق في التنفس وخصوصاً أنني مصاب بالربو، ولا يمكنني النوم في الليل بشكل طبيعي كوني أعتمد على جهاز تنفس خوفاً من الاختناق. وكانت العواصف الغبارية سبباً في ازدياد معاناتي، وخصوصاً أنها ترافقت مع تعطّل جهاز التنفس".
يضيف أبو أحمد أنه يضطر وأفراد عائلته إلى وضع الكمامة، كونهم يعانون من الربو. كما يعمدون إلى إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام خشية تسرّب الغبار، لافتاً إلى أنه على الرغم من العاصفة، ما زال يعمل في محله التجاري كونه المعيل الوحيد لأربعة أطفال.
وفي مدينة الطبقة بريف الرقة، تضرر العديد من خيام النازحين بسبب العاصفة الغبارية، كما أصيب بعض النازحين في المخيمات بحالات اختناق، وذلك بعد اشتداد الرياح وكثافة الغبار. ونُقِل بعضهم إلى النقاط الطبية للحصول على الأوكسيجين من خلال أجهزة التنفس، بينما نقلت الحالات الحرجة إلى المستشفى الوطني في مدينة الطبقة.
ويقول عاصم السعيد المقيم في أحد المخيمات الموجودة قرب مدينة الطبقة لـ "العربي الجديد": "الوضع في المخيم صعب للغاية منذ يوم أمس. الخيام انهارت على رؤوس القاطنين فيها، حيث كانت الرؤية معدومة في المنطقة". ويشير إلى أن "هذا النوع من العواصف معروف في المنطقة ويدعى العجاج، لكنه مختلف تماماً هذا العام، الأمر الذي صعّب حياة سكان المخيم. لكن حال المقيم في المنزل أفضل من حالنا نحن النازحين".
ويوضح الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي في حديثه لـ "العربي الجديد" أن هذه "العاصفة مشابهة لتلك التي ضربت المنطقة قبل عشرة أيام، والتي شملت مناطق ريف دير الزور حيث انعدمت الرؤية وأصبح التنقل صعباً بالنسبة للسكان سواء سيراً على الأقدام أو من خلال السيارة. ولزم الكثير من الأهالي بيوتهم ولم يغادروها إلا للضرورة القصوى". كما يلفت إلى أن العاصفة أقل حدة اليوم الثلاثاء لكن تأثيرها ما زال يؤرق الأهالي.
والعاصفة الحالية التي ضربت المنطقة بدءاً من يوم أمس الإثنين، تشبه العاصفة التي ضربت المنطقة منتصف الشهر الحالي، وقد تسببت بأكثر من خمس وفيات وإصابة المئات بحالات اختناق في محافظتي دير الزور والحسكة، وأجزاء من البادية السورية والمناطق المفتوحة الواقعة شمال وشمال شرقي البلاد.