استمع إلى الملخص
- **تداعيات القرار على العلاقات الأسرية**: القرار قد يؤدي إلى تقليص زيارات السوريين المغتربين لأهلهم، مما يزيد من القطيعة بين الأجيال. الوزير السابق محمد ياسين النجار ينتقد القرار، بينما يوضح وزير المال عبد الحكيم المصري أنه تركي بحت.
- **الأبعاد القانونية والسياسية**: رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، غزوان قرنفل، يوضح أن القرار تركي ويعكس توجهات تركيا نحو التطبيع مع نظام الأسد، مما قد يعيق زيارة السوريين حملة الجوازات الأوروبية لأهلهم.
أثار قرار معبر "باب الهوى" الواصل بين ولاية هاتاي جنوبي تركيا ومحافظة إدلب شمال غربي سورية، بخصوص وجود جواز سفر ساري المفعول لعبور المسافرين ردود أفعال غاضبة بين المغتربين السوريين.
يتعجب السوري المغترب في السويد، محسن أبو عمر، من القرار الجديد الذي سيحرمه رؤية أبيه المسن بعد أن اعتاد زيارة إدلب كل عام للاطمئنان عليه، ومساعدة ذويه بما يستطيع مالياً، ويتساءل إن كان القرار يطاول مناطق سيطرة حكومة الائتلاف ومعابرها، أم أنه قاصر على معبر باب الهوى وحكومة الإنقاذ المسيطرة على المحررة من محافظة إدلب.
يقول أبو عمر لـ"العربي الجديد": "طوال ثمانية أعوام منذ حصولي على الجنسية السويدية، كنت أدخل ترانزيت بجواز سفر سوري قديم ما زال بحوزتي منذ مغادرتي، لكني اليوم مضطر إن أردت زيارة أهلي في المناطق المحررة في ريف إدلب، أن أستصدر جواز سفر من القنصلية، وهو أمر يصب في تقوية نظام بشار الأسد".
بدورها، تعبر حنان راجي المقيمة في ألمانيا منذ تسع سنوات وحاصلة على الجنسية، في اتصال مع "العربي الجديد" عن دهشتها من القرار الذي لا يعود على تركيا بأي نفع، بل يفيد خزائن حكومة النظام، لأن تجديد الجوازات لها ولأولادها يكلف الآلاف، وهذا المبلغ يمكنها أن تساعد به أمها المسنة وإخوتها الذين يعانون ظروفاً مالية سيئة في محافظة إدلب.
يتوقع أن ينسحب شرط سريان جواز السفر على معبر السلامة
تضيف راجي: "زرت أهلي وقبر أبي ثلاث مرات خلال سنوات اغترابي، لكن بعد هذا القرار، قد تقتصر الزيارة علي، ويحرم أولادي رؤية أهلهم. للأسف تتعاظم جدران القطيعة مع سورية عاماً تلو الآخر، والأولاد اندمجوا في واقعهم الجديد، وكنت أحاول من خلال الزيارات السابقة توثيق علاقة أولادي بوطنهم ومسقط رأسهم".
ويتساءل الوزير السابق في حكومة المعارضة، محمد ياسين النجار، في تدوينة على منصة "إكس": "ما هي مبررات قرار تركيا حصر دخول السوريين عبر معبر باب الهوى بالجوازات السورية؟ الآثار بالغة السوء، وهي رسالة سياسية سلبية حول التوجهات القادمة. يتم منع دخول السوريين المجنسين وذوي الكفاءات، ودعم الأسد بموارد مادية عبر تجديد الجوازات".
ويرد وزير المال في حكومة المعارضة، عبد الحكيم المصري، قائلاً لـ"العربي الجديد": "كان الدخول عبر معابرنا الستة متاحاً وفق الجواز السوري، حتى لو كان منتهي الصلاحية، لكن معبر باب الهوى اشترط أن يكون الجواز صالحاً لمدة شهرين على الأقل. لا يزال الدخول بالجواز السوري القديم والمنتهي ساري المفعول عبر المعابر التي تسيطر عليها الحكومة السورية المعارضة".
ويبيّن المصري أن "تركيا لا يمكنها منح عبور ترانزيت لأي سوري حاصل على جنسية غير السورية أو التركية، لأنه حال تعرضه لأي حادث أو اعتداء ستلحقها مسؤولية، فحامل الجنسية حصل على فيزا دخول إلى تركيا، فكيف تسمح له تركيا بالدخول إلى سورية، وفي حال حدثت أية مشكلة سيلحق ضرر أيضاً بالبلد الذي منحه الجنسية، والعديد من الدول الأوروبية تقاضي من يدخل سورية بعد حصوله على حق اللجوء، وأحياناً تقوم بترحيله".
يضيف: "دخول أي مغترب سوري إلى المناطق المحررة عبر المعابر التي تسيطر عليها الحكومة المعارضة يتم بعد موافقة تركيا، لأن صلاحية المعابر بيد الهجرة التركية. القرار إذن شأن تركي، وربما يكون مرتبطاً بالتقارب مع نظام الأسد".
وكشف مصدر مسؤول في إدارة معبر باب الهوى أن القرار الجديد جاء بناء على تعليمات من السلطات التركية، ولا علاقة للجانب السوري به. موضحاً أن "دور معبر باب الهوى يقتصر على تنظيم وتسهيل عبور المسافرين بعد استكمال كل الإجراءات من الجانب التركي، كما تتولى إدارة المعبر مسؤولية تقديم طلبات السوريين الراغبين في السفر إلى تركيا، وتنظيم عملية سفرهم بعد الحصول على الموافقة".
ويقول رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، غزوان قرنفل: "علينا أولاً التأكيد أن الشرط تركي محض، وليس لإدارة باب الهوى علاقة به، ولا أستبعد أن ينسحب شرط سريان جواز السفر على معبر السلامة الذي تسيطر عليه الحكومة المعارضة أيضاً، لأنهما المعبران الرسميان المعترف بهما، وسيعيق القرار الكثير من السوريين حملة الجوازات الأوروبية عن زيارة أهلهم".
يضيف قرنفل لـ"العربي الجديد": "للأمر شقان، الأول قانوني، وهو حق تركيا أن تطلب وثائق صالحة لمن يدخل أو يغادر أراضيها، والشق الثاني يتعلق بالتوقيت، والإجابة لها علاقة بمسيرة التطبيع مع نظام الأسد، وفي هذا رسالة للسوريين كي يعرفوا أن الوثيقة الوحيدة المعترف بها هي ما يصدر عن حكومة النظام، ولحكومة الأسد بأن تركيا لا تقبل إلا وثائقها. أعتقد أن هذه الخطوة بداية لها ما بعدها، وربما هدفها أن يعتاد السوريون أن حكومة الأسد ستدير المعابر لاحقاً".